يعمل النظام السوري على ابتكار أساليب مختلفة للترويج لنفسه بطريقة بعيدة عما تم استهلاكه خلال السنوات السابقة في إعلامه، فاليوم يحاول أن يستعين ببعض نجوم السوشيال ميديا العرب الذين يمتلكون شعبية كبيرة لتلميع صورته وللترويج لأفكار يعمل على نشرها، ومن ضمنها عودة اللاجئين والتشجيع على السياحة في البلد المنكوب. ضمن هذا السياق، شهدت منصات التواصل الاجتماعي في الفترة الأخيرة فيديوهات عديدة لعدد كبير من الرحالة العرب وغير العرب، يوثقون بها رحلاتهم إلى سورية. من خلال الفيديوهات، يبدو واضحاً أن هذه الرحلات ليست عفوية ولا بريئة، كما يدعي أصحابها، وإنما كانت منسقة ومخطّطاً لها، بدليل أنه تمت تغطيتها من قبل وسائل إعلام النظام السوري، وقناة "الإخبارية" السورية التي لا تخصص من ساعات بثها مساحة للـ"يوتيوبرز" ومشاهير السوشيال ميديا، قامت باستضافة البعض من هؤلاء الرحالة، لتساهم بالترويج لهم بالأوساط السورية.
من أبرز هذه الرحلات الموثقة، تلك التي قام بها نجم السوشيال ميديا، أندراوس باسوس، في بداية العام الجاري، حين قام النجم الفلسطيني المقيم في السويد بزيارة سورية للمرة الثانية خلال العامين الأخيرين. لا يحاول باسوس أن يخفي أهدافه السياسية، إذ يصرح في الفيديو بأن الهدف من رحلته هو التأكيد على الأمن والأمان الذي يسود البلاد، ويوثق انتهاء الحرب ليدعو المغتربين للعودة إلى سورية والسائحين لزيارتها، وذلك من خلال الاعتماد على فكرة أساسية: دولة السويد التي لجأ إليها آلاف السوريين هرباً من الحرب، هي الدولة نفسها التي قدم منها سويديون لزيارة سورية، وأعجبوا بها.
يركز الفيديو في لقطاته على صور أعلام النظام السوري التي اقتحمت المدينة القديمة بكل تفاصيلها، بالإضافة إلى صور بشار الأسد، كما يحاول من خلال الفيديو أن يدعي ولاء الشعب السوري بالداخل للأسد، وذلك من خلال تصوير كرنفال رأس السنة في باب توما، الذي يسير فيه الناس بالشوارع بثياب الكشاف الموحدة، ويركز الفيديو بلقطاته على صور بشار الأسد على كنزات المحتفلين.
يحاول باسوس أن يستفيد من شعبية مسلسل "باب الحارة" ليروج للسياحة في سورية، من خلال استخدام فضاء البيت الدمشقي المشابه لفضاء المسلسل، والاستشهاد بالعمل ذي الأجزاء التسعة لشرح بعض النقاط. كما يقوم باسوس بزيارة بعض صناع المسلسل، كالموسيقي سعد الحسيني، بالإضافة لنقيب الفنانين زهير رمضان، الذي يمثل في الفيديو شخصية "أبو جودت" التي يؤديها في "باب الحارة"، ويدعو خلال الفيديو المغتربين للعودة إلى سورية.
من الفيديوهات التي لقيت رواجاً كبيراً أيضاً في الفترة الماضية، ذلك الفيديو الذي نشر في شهر فبراير/شباط على قناة "ابن حتوتة ترافل"، الذي يوثق رحلة ابن حتوتة من الأردن إلى دمشق بعد افتتاح معبر نصيب الحدودي. يحاول ابن حتوتة أن يبرر رحلته إلى سورية من خلال دعوة أصدقائه القدامى له، فهو لا ينكر الدمار والصبغة العسكرية للمدينة كما يفعل باسوس، ويسمي رحلته إلى سورية بالمغامرة. لكنه خلال الفيديو، يبدأ بتغيير هذه الصورة، ليبين أن الرحلة إلى سورية هي أفضل مما كان متوقعاً، إذ أكد أن دمشق تنعم بالأمن والأمان، وامتدح الحياة الرخيصة فيها ووصفها بأنها الوجهة الأفضل للسياحة لرخص الأسعار هناك. واستخدم بترويجه للسياحة في سورية أسلوب التباكي والتعاطف أيضاً، إذ أنهى الفيديو بحوار مباشر، دعا فيه إلى التعاطف مع الأشخاص الموجودين في الداخل السوري بعيداً عن ميولهم السياسية، ونبه متابعيه من أن الأوضاع المعيشية صعبة في سورية، وأن السياحة ستساهم بشكل أو بآخر بتحسين الظروف.
اقــرأ أيضاً
آخر هذه الرحلات الموثقة على "يوتيوب"، هي التي روجت لها وكالة "سانا" قبل أيام، حين قام إعلام النظام بتغطية زيارة الرحالة الصينية، شان، التي زارت دمشق وحلب ودرعا لتؤكد أن الوضع في تلك المدن يخالف ما تنشره وسائل الإعلام الغربية، حسب تعبيرها، وأن الحياة طبيعية يعمها الاستقرار، داعيةً البلدان الغربية إلى الاقتداء ببلدها، الصين، الذي يدعم النظام السوري. جدير بالذكر أن فكرة السفر إلى سورية بدأت تنتشر في بعض البلدان فعلياً، كما هو الحال في فرنسا، حيث قامت شركة "كيلو" الفرنسية بالترويج لرحلة سياحية تشمل زيارة دمشق ومدن تدمر وحمص واللاذقية، لكن وزارة الخارجية الفرنسية حذرت مواطنيها من هذه الزيارات، وأشارت إلى أنها تعرّض مواطنيها للخطر.
من أبرز هذه الرحلات الموثقة، تلك التي قام بها نجم السوشيال ميديا، أندراوس باسوس، في بداية العام الجاري، حين قام النجم الفلسطيني المقيم في السويد بزيارة سورية للمرة الثانية خلال العامين الأخيرين. لا يحاول باسوس أن يخفي أهدافه السياسية، إذ يصرح في الفيديو بأن الهدف من رحلته هو التأكيد على الأمن والأمان الذي يسود البلاد، ويوثق انتهاء الحرب ليدعو المغتربين للعودة إلى سورية والسائحين لزيارتها، وذلك من خلال الاعتماد على فكرة أساسية: دولة السويد التي لجأ إليها آلاف السوريين هرباً من الحرب، هي الدولة نفسها التي قدم منها سويديون لزيارة سورية، وأعجبوا بها.
يركز الفيديو في لقطاته على صور أعلام النظام السوري التي اقتحمت المدينة القديمة بكل تفاصيلها، بالإضافة إلى صور بشار الأسد، كما يحاول من خلال الفيديو أن يدعي ولاء الشعب السوري بالداخل للأسد، وذلك من خلال تصوير كرنفال رأس السنة في باب توما، الذي يسير فيه الناس بالشوارع بثياب الكشاف الموحدة، ويركز الفيديو بلقطاته على صور بشار الأسد على كنزات المحتفلين.
يحاول باسوس أن يستفيد من شعبية مسلسل "باب الحارة" ليروج للسياحة في سورية، من خلال استخدام فضاء البيت الدمشقي المشابه لفضاء المسلسل، والاستشهاد بالعمل ذي الأجزاء التسعة لشرح بعض النقاط. كما يقوم باسوس بزيارة بعض صناع المسلسل، كالموسيقي سعد الحسيني، بالإضافة لنقيب الفنانين زهير رمضان، الذي يمثل في الفيديو شخصية "أبو جودت" التي يؤديها في "باب الحارة"، ويدعو خلال الفيديو المغتربين للعودة إلى سورية.
من الفيديوهات التي لقيت رواجاً كبيراً أيضاً في الفترة الماضية، ذلك الفيديو الذي نشر في شهر فبراير/شباط على قناة "ابن حتوتة ترافل"، الذي يوثق رحلة ابن حتوتة من الأردن إلى دمشق بعد افتتاح معبر نصيب الحدودي. يحاول ابن حتوتة أن يبرر رحلته إلى سورية من خلال دعوة أصدقائه القدامى له، فهو لا ينكر الدمار والصبغة العسكرية للمدينة كما يفعل باسوس، ويسمي رحلته إلى سورية بالمغامرة. لكنه خلال الفيديو، يبدأ بتغيير هذه الصورة، ليبين أن الرحلة إلى سورية هي أفضل مما كان متوقعاً، إذ أكد أن دمشق تنعم بالأمن والأمان، وامتدح الحياة الرخيصة فيها ووصفها بأنها الوجهة الأفضل للسياحة لرخص الأسعار هناك. واستخدم بترويجه للسياحة في سورية أسلوب التباكي والتعاطف أيضاً، إذ أنهى الفيديو بحوار مباشر، دعا فيه إلى التعاطف مع الأشخاص الموجودين في الداخل السوري بعيداً عن ميولهم السياسية، ونبه متابعيه من أن الأوضاع المعيشية صعبة في سورية، وأن السياحة ستساهم بشكل أو بآخر بتحسين الظروف.