رحيل محمد علي..الموت يوقف لسعات نحلة الحلبات

واشنطن

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
04 يونيو 2016
A6DABA1B-B854-450E-8D88-07246FE60A45
+ الخط -

استيقظ الشارع الرياضي على خبر مفجع بوفاة الملاكم الأسطوري محمد علي كلاي، بعد يوم واحد على دخوله المستشفى بسبب معاناته من بعض مشاكل التنفس، ليلفظ أنفاسه الأخيرة في مستشفى بمنطقة فينكس بالولايات المتحدة الأميركية.

وشهدت حياة كلاي العديد من المحطات المليئة بالإنجازات واللحظات المثيرة للجدل، واعتبره الكثيرون الملاكم الأفضل في التاريخ، وهو اللقب الذي كان يستحقه بأدائه المبهر داخل الحلبات لسنوات.

ولد محمد علي في عام 1942 بمدينة لويفيل في ولاية كنتاكي، وبدأ مسيرته مع الملاكمة في سن مبكرة، بعد واقعة سرقة دراجته، ليواصل مسيرته مع الرياضة، ويمارسها كهاو في سن الـ18. وبدأت شهرته في منافسات اللعبة بعد حصده للميدالية الذهبية للملاكمة في دورة الألعاب الأولمبية 1960 بالعاصمة الإيطالية روما.

وبدأ كلاي مسيرته الاحترافية تحت قيادة المدرب أنجيلو دوندي، واشتهر منذ بدايته بمهاراته في هذه اللعبة، وهو ما ظهر في تحقيقه الانتصارات في معظم مبارياته بالضربة القاضية، ليواصل إسقاط الخصوم واحدا تلو الآخر، ويحقق مفاجأة كبرى في عمر الثانية والعشرين، بعدما حقق إنجازا تاريخيا بالفوز على الملاكم الشهير وقتها سوني ليستون، ويتوج كأصغر بطل للعالم في رياضة النبلاء.

وفي نفس العام قرر كلاي دخول الإسلام، ليغير اسمه من كاسيوس إلى محمد علي. وبدأ رحلته بالانضمام إلى جماعة أمة الإسلام، وهي الحركة التي كان يدعمها المفكر الأميركي مالكوم إكس أحد أصدقاء الملاكم المقربين.

زادت الأضواء حول أسطورة الملاكمة بعدما أعلن رفضه الالتحاق بالجيش الأميركي، معللا ذلك بأن معتقداته الدينية ورفضه للحرب على فيتنام تمنعه من القيام بهذه الخطوة، وهو ما تسبب في القبض عليه وتجريده من لقب العالم، وسحب رخصة مزاولته لرياضة الملاكمة بشكل احترافي لمدة 4 سنوات.

ومع عودته في 1971 بدأ الدخول في خصومة مع الملاكم جو فرازير بطل العالم في هذه الأثناء، ليتلقى على يده أول هزيمة في مسيرته، في مواجهة أطلقت عليه وسائل الإعلام وقتها "نزال القرن".

وخاض كلاي بعدها نزالا آخر من العيار الثقيل أمام جورج فورمان في الكونغو الديمقراطية (زائير وقتها)، واعتبروه النزال الأفضل في تاريخ اللعبة.

وعاد محمد علي ليواجه فريزر في العاصمة الفيليبينية مانيلا في الأول من أكتوبر/تشرين الأول عام 1975، وفاز محمد علي بعد إيقاف اللقاء في الجولة 15 والأخيرة، ووصف هذا النزال بأنه كان الأصعب في حياة الملاكم كلاي الاحترافية، وقد اتهمه البعض بأن سلوكه لم يكن رياضيا في اللقاء بأن حاول استفزاز فريزر بتكرار وصفه بـ "الغوريلا".

واعتزل النجم الأميركي المسلم الملاكمة عام 1979 بعدما خسر حزام بطل العالم أمام ليو سبينكس، بعدما خاض 61 نزالا حقق خلالها 56 انتصارا (37 بالضربة القاضية)، وعاد محمد من الاعتزال ليواجه تريفور بيربيك، ولكنه خسر في مباراة متواضعة.

وفي عام 1984 أصيب محمد علي بالشلل الرعاش، ولم يظهر خلالها أي سخط، وأكد في تصريحات تناقلتها الصحافة بأن "الله أصابه بهذا المرض حتى يظهر أنه إنسان ضعيف مثل أي شخص".

وعلى صعيد حياته الشخصية فقد تزوج كلاي أربع مرات، الأولى كانت في العام 1962 من النادلة التي كانت تعمل في حانة "صونجي روى"، إلا أنهما انفصلا في العام 1966، ليعود ويتزوج في العام التالي من "بيلندا بويد" التي أسلمت بعد الزواج وأصبح اسمها خليلة علي، ولكن انتهى زواجهما أيضاً بالانفصال في العام 1977، أي بعد حوالي 10 سنوات زواج أنجبا خلاله 5 أبناء، وذلك بسبب زواجه من فيرونيكا بورش في العام 1975.

في وقت أن زواج كلاي من فيرونيكا لم يدم طويلاً أيضاً حيث أعلنا انفصالهما في العام 1986 بعد أن أنجبا ابنتين، ليتزوج للمرة الرابعة من يولندا علي إثر صداقة بدأت في العام 1964، ليتبنيا طفلاً واحداً اسمه أسعد، بالإضافة إلى إنجابه لابنتين من علاقات أخرى خلال حياته.