رحيل شيخ طرب الملحون المغربي محمد بوزوبع

22 يناير 2015
شيخ طرب الملحون في صورة من الأرشيف (العربي الجديد)
+ الخط -
فارق الحياة شيخ طرب الملحون المغربي محمد بوزوبع، عن عمر يناهز 76 سنة.

وكان الراحل يعاني من آثار جلطة دماغية أصيب بها العام 2013، وتدهورت حالته الصحية مؤخّراً إلى أن وافته المنية في مدينة فاس مسقط رأسه، حيث وُري الثرى في مقبرة القبب ضمن جنازة مهيبة.

وقال محمد بوزوبع، الابن الأكبر للمرحوم، في حديث صحافي، إنّ والده وافته المنية في الساعات الأولى من صباح الأربعاء.

وقدّم الراحل لفنّ الملحون قصائد بديعة مغنّاة، قدّمته إلى العالم العربي. وقد ذاع صيت قصيدة الملحون معها إلى أن تذوّقها فنانون وموسيقيون من مختلف أنحاء العالم، من بينها "الدمليج"، "الغزالة فاطمة"، "محمد صاحب الشفاعة"، "دار الضمانة"، "صلى الله عليك أزين العمامة"، "الله يا مولانا"، "مدد يا رسول الله"، "الحرم يا رسول الله"، "المالحة"، "الزميتة" وغيرها.

الراحل الذي ولد سنة 1939 كان لديه مسار فني حافل انطلق في العام 1952 بتعيينه على رأس جوق الإذاعة الجهوية لطرب الملحون بفاس، الذي كان زاخراً بأسماء فنية رافقت مشوار الراحل، قدّم خلالها إلى طرب الملحون 170 قصيدة ناجحة وراسخة في تاريخ هذا الفنّ.

وفنّ الملحون هو فنّ شعري وإنشادي يقوم على قصائد ملحّنة ببصمة أهل المغرب الأقصى. ونشأ هذا الفنّ في قبائل سجلماسة وتافيلالت ونما في مراكش وفاس ومكناس وسلا، ليحمل بذلك سمات الثقافة المغربية بروافدها العربية والأمازيغية والأندلسية ومظاهر حياتها الأصيلة، على اعتباره يتّخذ من اللهجة العامية أداته، ومن مضامين اللغة الفصحى بشعرها ونثرها مادّته. تلك التي تتلوّن مواضيعها بألوان التوسّلات الإلهية والأمداح النبوية، وأيضاً العشق والهجاء والرثاء وغيرها من العواطف الإنسانية.

وبحسب الباحثين المهتمين بفنّ الملحون، أو "ديوان المغاربة"، على ما يسمّيه الدكتور عبد الوهاب الفيلالي، فإنّ أولى بواكيره تعود إلى ابن خلدون في العهد الموحدي، ويطلق عليه اسم "الكْلام" (بتسكين الكاف) في حين يُطلق على الموسيقى الأندلسية اسم "الآلة".

دلالات
المساهمون