رحيل حسناء الشاشة العربية الفنانة مريم فخر الدين

07 أكتوبر 2014
مريم فخر الدين في آخر أيّامها (Getty)
+ الخط -

رحلت عن دنيانا قبل قليل الفنانة المصرية البعيدة عن الأضواء منذ سنوات طويلة مريم فخر الدين عن 82 عاماّ، في غرفة العناية المركّزة بإحدى مستشفيات القاهرة بعد إصابتها بنزيف حادّ في الفم تبعته غيبوبة.

"حسناء الشاشة العربية" كما لقّبها الكثيرون مثّلت أمام عظماء السينما المصرية مثل رشدي أباظة وعبد الحليم حافظ، الذي غنّى لها: "بتلوموني ليه، لو شفتم عينيه، حلوين أدّ إيه"، في أحد أفلامهما معا. ومثلت أمام كمال الشنّاوي وفريد الأطرش وغيرهم، في سلسلة من 150 فيلماً تقريباً.

كان والد مريم هو الآمر الناهي في حياتها الفنية، فحين اختارت الفنّ وضع لها قائمة من المحظورات، شملت الخمور والمايوهات والقبلات والمشاهد الخارجة عن اللائق، وبالفعل في بدايتها انتهجت مريم النهج هذا وظنّت أنّها ستتخلّص من هذه المحظورات التي قلّصت المعروض عليها بعد زواجها من الفنان محمود ذو الفقار. وزواجها منه كان بداية طريق فنيّ صحيح، بسبب خبرته الواسعة في مجال التمثيل.

إعتبرت مريم، على ما قالت في إحدى تصريحاتها أن فيلمها "ردّ قلبي"، عن قصّة يوسف السباعي، لو لم تمثّل غيره في حياتها لكان شرفاً لها وفخراً، لأنّه "حكى بعمق وببساطة عن قيام الثورة وأسبابها من الواقع". وأدانت في الوقت نفسه "الأعمال التي جاءت لتقلّده تليفزيونياً"، ووصفتها بـ"الأعمال المملّة، فالأميرة إنجي التي جسّدتها لن تتكرّر مجدّداً".

في كتاب لكمال رمزي تحدّث عن هروب مريم من نمطية الأدوار الرقيقة قائلا نقلا عن لسانها: "في بداية الستينيّات شعرت بمأساة الأدوار النمطية للفتاة الرقيقة الوديعة، وحاولت الهرب منها، لكنّ المسألة لم تكن بيديّ إنّما بيد المنتج والمخرج، وأنا كلّ ما كان يهمّني هو أن ينجح الفيلم ويكون مستواه جيدًا".

بين عامي 1960 و1961 قدّمت فيلمين شديدي الروعة وخارج إطارها التقليدي تماما، الأول مع عزّ الدين ذو الفقار، بعنوان "البنات والصيف"، أمام كمال الشنّاوي، في شخصية زوجة تعاني من ضعف زوجها الجنسي فتسقط ضحية صديقه الذي يغتصبها وتستسلم له في المرّة الثانية، والثاني بعنوان "بلا عودة" لريمون نصّار في دور فتاة يستدرجها تاجر مخدّرات إلى الإدمان. لكنّ المذهل حقّاً في مشوارها السينمائي أنّها بعد سبعة أفلام، ومع بداية السبعينيّات، قَبِلَت في قمّة نضجها ومجدها أن تلعب أدوار الأمّ على الشاشة، مؤكّدة أنّ الممثلة "ليست وجهاً جميلا فقط ولا دوراً رقيقاً، بل المهمّ هو الرسالة التي تقدّمها الفنانة".

رغم هذا العمر الفني لمريم إلا أنّها لم تقف وإن مرّة واحدة على خشبة المسرح. وعن السبب قالت إنّها "منذ بداية الزواج لم يكن مناسبا أن أقضي اليوم كاملا بالخارج، في تصوير الأفلام نهارا إلى المسرح ليلا". ووصفت نفسها بأنّها "ممثلة ملتزمة ببيتها، وإذا لم يكن لديها عمل تظلّ بالبيت، كما أن فكرة الوقوف على خشبة المسرح ومواجهة الجمهور كانت تخيفني، لأنّني لم أتدرّب عليها".

تعدّدت زيجات مريم، فبعد طلاقها من محمود ذو الفقار، بعد ثماني سنوات من الزواج، وأنجبت منه ابنتها الأولى إيمان، تزوّجت من طبيب الأنف محمد الطويل لأربع سنوات أنجبت خلالها ابنها أحمد، ثم تزوّجت من المطرب السوري فهد بلان وانفصلت عنه، ثم تزوّجت من شريف، نجل المنتج فتحي الفضالي، وكان يصغرها بـ 13 عاما.

 

دلالات
المساهمون