في منزله الباريسي حيث اختار أن يعيش، وعن مئة عام، رحل أمس محرر الصور الأميركي جون جي. موريس (1916-2017) ، أحد أبرز روّاد فن تحرير الصورة والصورة الصحافية في العالم.
ذاع صيت موريس خلال حرب فيتنام وكذلك أثناء الحرب العالمية الأولى، خاصة في لندن تلك الفترة، وقد قام بتحرير صور المصور التاريخي روبرت كابا الذي وثق اجتياح النورماندي عام 1944، وهو من أشرف على طباعتها بنسخ كثيرة وتوزيعها في بلاد مختلفة. ولكي يتمكن من تحريرها بشكل جيد فقد ذهب إلى النورماندي بنفسه ليعرف الزاوية التي التقط منها كابا الصور في الأرض، فقد كانت صور كابا مهتزة وفيها بعض الخلل، ولكنها ظهرت بالشكل المثالي بفضل موريس.
يعتبر موريس مؤسّساً لما يعرف بالتصوير الصحافي ما بعد الحرب، خاصة في أميركا، عمل في عدة صحف، وعادة ما كانت صورته تتصدر الصفحة الأولى يوم نشرها في نيويورك تايمز، أو واشنطن بوست، كما ساهم بلقطات لا تنسى في ناشونال جيوغرافيك، وبالطبع فهو أحد المشاركين في مشروع "ماغنوم" الذي يجمع أهم وأبرز مصوري العالم.
من أهم لحظات عمله هو التقاط صور لليابانيين الأميركيين في كاليفورنيا والذين جرى إرسالهم لمخيمات نيفادا بهدف إقصائهم عن المجتمع الأميركي والتمييز ضدهم.
وحين ظهرت صورة الفتاة العارية في فيتنام، والتي كانت هاربة من النابالم، وهي صورة شهيرة للمصور نيك أوت، وهو اسم مستعار لـ هوين كونغ أوت، كان موريس هو من أقنع التايمز أن تكون الصورة غلافاً، رغم أن السياسات كانت ضد ذلك.
وهو أيضاً أحد المصورين الشهود على اغتيال كيندي في 5 حزيران/ يونيو 1968 وقد ظهرت صوره في الصحف في اليوم التالي للحادثة.
عام 1983 تزوج موريس من المصورة تانا هوبان، وعاشا في باريس حيث عمل محرراً للصور مع "ناشونال جيوغرافيك"، وظل في باريس حتى وفاته، بينما كان يتردد بين فترة وأخرى على نيويورك.
في عام 1998، نشر موريس سيرة ذاتية بعنوان "التقط الصورة: تاريخ شخصي للتصوير الصحافي". وفيه يقول إن المصور العظيم عليه أن يمتلك ثلاثة أمور؛ لا بد أن يكون لديه قلب وعين وعقل، وعادة ما يملك المصور اثنين من هذه الأمور، وحين يمتلك الثلاثة يصبح مصوراً عظيماً.