رحيل أسماء البكري بأزمة صحيّة ونفسيّة أيضاً

06 يناير 2015
رحيل أسماء البكري بأزمة صحيّة ونفسيّة أيضاً
+ الخط -
رحلت مساء أمس الاثنين المخرجة المصريّة، أسماء البكري، عن عمر يناهز 67 عاما، بعد مرورها بأزمة قلبية.

وكانت أسماء البكري قد تخرّجت في مدرسة المخرج المصري العالمي يوسف شاهين، حيث عملت كمساعد مخرج له وللمخرج خيري بشارة، واستطاعت من خلال هذين المخرجين أن تكون تلميذه نجيبة. وتعلمت أسماء فنون الإخراج، لتخرج أولى أفلامها التسجيلية "قطرة ماء" في عام 1979، وبعد نجاح الفيلم فتحت شهيتها وأخرجت فيلما آخر في العام نفسه هو "دهشة".

شجعها يوسف شاهين على اقتحام عالم الأفلام الروائية الطويلة، وبالفعل اقتنعت أسماء وقررت المغامرة، رغم تخوفاتها، وأخرجت ثلاثة أفلام هي "كونشرتو درب سعادة"، و"شحاذون ونبلاء"، و"العنف والسخرية".

لا يعرف الكثيرون أن أسماء البكري هي حفيدة حبيب باشا السكاكيني صاحب قصر السكاكيني الشهير في حي القاهرة، وكانت قد مرت بحالة نفسية سيئة للغاية، بعد تردي حالته، وطالبت كثيرا بترميمه. وفي أحد أحاديثها الصحافية، قالت إنها لم تكن تتوقع أن يصل حال القصر إلى ما هو عليه الآن، خاصة أنها كانت خارج البلاد، وقامت بزيارة العديد من المناطق الأثرية ومنها القصور، وروت كيفية تقدير الحكومات في الخارج لهذه الأماكن؛ لأنه لا يمكن تعويضها. مشيرة إلى حرصها على زيارة القصر كل فترة، لأنها آخر أحفاد السكاكيني بك، لكن الحال الذي أصبح عليه القصر أصابها بحالة من الحزن الشديد، لما أصابه من إهمال وتخريب وفوضى عارمة في جميع جوانبه.

وأكدت أسماء أن صوتها ضاع لمدة 5 سنوات مع المسؤولين لترميم القصر، وآخر محاولاتها كانت من خلال تواصلها مع الدكتور زاهي حواس الذي كانت إجابته بأن عملية الترميم ستتكلف مبالغ ضخمة وستحمل الدولة الكثير. ومن وقتها وحال القصر لم يتغير، وكلما كررت المحاولة تسمع نفس الإجابة من كل مسؤول، وفي كل محاولة تحاول فيها استعادة حالة القصر القديمة والحفاظ عليه، ولكن جميع محاولاتها باءت بالفشل، وهو ما أصابها بحالة نفسية سيئة.

وقد تحدث المخرج أحمد رشوان لـ"العربي الجديد" عن أسماء بكري بصفتها كانت من صديقاته المقربات، قائلا إنها كانت إنسانة راقية ومميزة ومحترمة، وسبق أن سافر معها إلى أحد المهرجانات في تونس، وكانت تجمعه بها صداقة.

وأضاف أن أسماء كانت تهتم بعنصر الجودة أكثر من التفكير في أن تكون أفلامها تجارية، فقدمت أفلاما محترمة، وكانت لها اهتمامات كبيرة بالتاريخ والآثار، ودائمة الاطلاع عليهما. كما كانت تتميز بإجادة العديد من اللغات، وهو ما أهّلها للعمل في قسم الأفلام الأجنبية التي كانت تصور في مصر في مكتب المخرج يوسف شاهين. واعتبر رشوان أن وفاة أسماء البكري خسارة كبيرة للفن المصري بشكل عام.

من فيلم شحاذون ونبلاء

 

دلالات
المساهمون