رحلة البحث عن روضة أطفال سعوديّة

08 أكتوبر 2014
رياض الأطفال ضرورة مع خروج المرأة السعوديّة للعمل(فرانس برس)
+ الخط -

أصبح إلحاق الأطفال بالروضات في السعودية أمراً إلزاميّاً في السنوات الأخيرة، بحسب ما تفرضه قوانين تشترطها وزارة التربية والتعليم. لكن البعض يضطرهم الغلاء الى إلحاق أبنائهم بروضات غير مرخصة.

وتوجب وزارة التعليم على ولي الأمر الراغب في إلحاق طفله بالمرحلة الابتدائية، قبل بلوغه السادسة، إحضار وثيقة تثبت دراسته في روضة لمدة عام، واجتيازه المهارات، إضافة إلى توصية من معلمة الطفل بإمكانية إلحاقه بالابتدائي، لتتاح له بذلك فرصة القبول في المدرسة.
في حين يحق لأي طفل أكمل عامه السادس الالتحاق بالصف الأول ابتدائي من دون هذه الإجراءات، لكن الواقع أن إلحاق الأطفال بالروضات بات في جميع الأحوال ظاهرة عامة وأمراً متعارفاً عليه.

تقول عائشة سالم: "كموظفة أحتاج أن أودع أطفالي الثلاثة الروضة، أعمارهم بين ثلاث وست سنوات ويحتاجون للرعاية في غيابي، لكنني لم أستطع إيجاد روضة بسعر مناسب، فهناك روضات تصل رسومها إلى 14 ألف ريال، ولم أجد روضة حكومية، لذا توجهت الى روضة الحي الذي أقطنه، أعرف أنها غير مرخصة لكني أثق في مالكتها، وأوفر المال والوقت، وإن أطفالي مرتاحون".

وتقول هنادي جابر: "أؤمن بحاجة الطفل للالتحاق بالروضة قبل المدرسة، ففيها يفترض أن يتم التعاطي معه بشكل تربوي حتى يتاح له تنمية المهارات والقدرات واكتساب المعلومات والمعارف عن طريق استخدام الألعاب، لكن مع نقص عدد الروضات الحكومية، وغلاء النظامية الأهلية، نضطر للذهاب بصغارنا إلى الروضات غير المرخصة".

وترى أمل ناصر(مديرة روضة غير مرخصة)، أن سبب انتشارها ناجم عن ارتفاع أسعار سواها من الروضات الرسمية، إضافة إلى وجود كادر مؤهل عاطل عن العمل. من لديه القدرة على استقطاب هذه الشريحة والإفادة من طاقاتها يفتتح مشروعاً"، مضيفة لـ"العربي الجديد": "روضتنا يعمل فيها طاقم سعودي بالكامل ويصل رواتب بعضهن إلى أربعة آلاف ريال، حتى عاملة النظافة لدينا سعودية، كما أن رسوم الالتحاق لا تتجاوز ألفين ومئتي ريال للفصل الدراسي الواحد، إضافة إلى خمسمائة ريال للطفل الراغب في توفير مواصلات".

فيما تؤكد نوال عبدالله، مديرة روضة مماثلة، أن بعض الروضات غير المرخصة لا تقل أهمية عن المرخصة، مؤكدة حرصها على توفير مبنى جيد يكلفها إيجاره 60 ألف ريال، وتزويد الفصول بجميع مستلزمات العملية التعليمية والعمل على تجديدها سنويّاً، وتوفير وجبات الأطفال، وكذلك القرطاسية والكتب.

وقالت: " قمت هذا العام بطباعة كتب للأطفال بـ18ألف ريال رغم أن رسوم الالتحاق بالروضة ثلاثة آلاف ريال للفصل الدراسي الواحد".

وأضافت: "أهتم أيضاً بتطوير مهارات المعلمات، فلدي 30 موظفة يعملن أربع ساعات في اليوم، تتفاوت رواتبهن بين ألف إلى ألفين، أوفر لهن مواصلات، وتدريس أطفالهن مجاناً، وخصصت لأطفالهن حضانة للرضع مع إتاحة فرصة الدراسة لمن هم في سن الروضة".

تقصير رسمي

إلى ذلك عزا مسؤول في وزارة التربية سبب التوجه الى الروضات غير المرخصة، لقلة الروضات الحكومية في ظل زيادة الطلب نظراً لخروج المرأة للعمل بكثافة في السنوات الأخيرة. وقال لـ"العربي الجديد": "عملت نحو ستة أعوام في إدارة التعليم في إحدى المحافظات، يبلغ عدد سكانها نحو مليون ونصف مليون، في حين لا تتجاوز عدد الروضات الحكومية فيها العشرة، إضافة إلى أن التسجيل في الروضة الحكومية أصعب من التسجيل في الجامعة بسبب تعقيد الإجراءات".

وتسبب طرح الوظائف النسائية الجديدة أخيراً في خروج نحو 30 ألف سيدة للعمل، ما لا يقل عن 50 في المائة منهن أمهات، وليست جميعهن قادرات على دفع تكاليف الروضات الأهلية المرخصة.

وأكد موقع وزارة التربية والتعليم ورود بلاغات العام الماضي، تؤكد وجود 500 روضة غير مرخصة في المنطقة الشرقية في السعودية، بينما أكدت مديرة إدارة رياض الأطفال في المنطقة، ذكريات المزروع، أن الأعداد على قوائم الانتظار تتراوح بين 100 إلى 150 طفلاً في كل روضة وتتفاوت حسب الكثافة السكانية لكل حي.

وصدر قبل عامين قرار لمجلس الوزراء السعودي يقضي بتطبيق خطة التوسع في رياض الأطفال واعتمادها كمرحلة مستقلة تهدف إلى استحداث ألف روضة حكومية، معلنة عن عدد من الصعوبات التي تواجه الخطة التوسعية، أبرزها توفير المباني اللازمة والمتوافقة مع متطلبات مرحلة رياض الأطفال.
دلالات
المساهمون