رجال أعمال مصريون يبتزون موظفيهم لإنقاذ السيسي باللحظة الأخيرة

يبذل رجال أعمال مصريون مقربون من السلطة، جهوداً حثيثة لحشد عمال شركاتهم للتصويت للمرشح عبد الفتاح السيسي، في محاولة منهم لإنقاذ الانتخابات الرئاسية في لحظاتها الأخيرة من شبح ضعف الإقبال، بعد أن مدّتها اللجنة العليا إلى اليوم الأربعاء، بل ووصل الأمر بهؤلاء إلى إصدار تعليمات للمحيطين بهم للتأكد من مشاركة العمال في التصويت، عن طريق رؤية الحبر الفوسفوري على أصابعهم.

وقال عمّال بعدد من كبريات شركات القطاع الخاص فى مصر ومنها (يونيفيرسال، وآمون للأدوية والسويدي للكابلات وماركاتو للتجارة)، لـ"العربي الجديد": إن أصحاب الشركات علقوا منشورات تنص على انصراف العمال مبكراً، قبل مواعيد العمل الرسمية بساعتين أو ثلاث ليتمكنوا من المشاركة في الانتخابات الرئاسية التي تنتهي مساء اليوم.

وشهدت الانتخابات الرئاسية، إحجاماً من الناخبين، خلال اليومين الماضيين، وحسب مراقبين، تعد حظوظ المرشح عبد الفتاح السيسي، أوفر حظاً من مرشح التيار الشعبي حمدين صباحي.

وأكد عامل بشركة ماركاتو المملوكة لرجل الاعمال أحمد شيحة، تعليق منشور بالشركة ينص على الانصراف مبكراً للمشاركة في الانتخابات الرئاسية.

وأضاف العامل، الذي رفض ذكر اسمه، أن الشركة خصصت بعض العمال للتجمع والهتاف أمام اللجان المختلفة، لحث المواطنين على المشاركة، وإقامة كرنفالات احتفالية لإعطاء زخم للانتخابات، التي تشهد إقبالاً ضعيفاً.  

وحصلت "العربي الجديد" على بيان من شركة يونيفيرسال للصناعات الكهربائية، يحث العمال على المشاركة في الانتخابات الرئاسية، وينص على انتهاء فترة عمل يوم الثلاثاء، فى تمام الساعة الثانية ظهراً، لإتاحة الفرصة للعمال للإدلاء بأصواتهم، فى الانتخابات الرئاسية.

وأشار البيان إلى أن إدارة الأمن بالشركة ستتولى التفتيش على العمال، للتأكد من وجود الحبر الفوسفوري، في أيديهم كدليل على مشاركتهم بالانتخابات، وفى حالة عدم وجود الحبر سيتم خصم فترة الانصراف المبكر للذين لم يشاركوا في التصويت.

وفي السياق ذاته، أرسل اتحاد الصناعات أمس الثلاثاء، رسائل لمواطنين تحثهم فيها على المشاركة في الانتخابات الرئاسية.

واجتمع عدد من رجال الأعمال والمستثمرين البارزين بأحد فنادق القاهرة، لبحث كيفية زيادة نسب التصويت عبر إجبار العاملين لديهم على المشاركة والتصويت في الانتخابات الرئاسية.

وقال رجل أعمال، رفض ذكر اسمه: تلقيت اتصالاً من اتحاد الصناعات المصرية مساء الاثنين الماضي، لدعوتي لحضور اجتماع مع صناع ومستثمرين وأصحاب شركات بفندق شهير بالقاهرة، لبحث أسباب ضعف مشاركة العمال في الانتخابات الرئاسية.

وأوضح أنه تم الاتفاق خلال الاجتماع، على خروج العمال قبل انتهاء فترة العمل بساعتين أو ثلاث، حتى يتمكنوا من التصويت، والتفتيش عليهم من خلال علامة الحبر الفسفوري لمعرفة مَن ذهب مِمّن لم يذهب، وخصم اليوم لمن لا يوجد بإصبعه الحبر.

وفي المقابل قال رجل الأعمال، أحمد شيحة، في تصريحات لـ"العربي الجديد": إن عدداً كبيراً من أصحاب الشركات والمصانع أعطوا العمال ساعتين مبكراً للانصراف لإتاحة الفرصة لهم للمشاركة في الانتخابات الرئاسية، واستكمال خارطة الطريق التي أقرتها مصر بعد مظاهرات 30 يونيو/حزيران الماضي.

ونفى شيحة قيام أصحاب الشركات المصانع بإجبار العمال للتصويت لشخص بعينه، قائلاً: "للعامل مطلق الحق في اختيار المرشح الذي يراه مناسباً لرئاسة مصر خلال المرحلة المقبلة".

وقال رئيس اتحاد الصناعات المصرية، رجل الأعمال محمد السويدي لـ"العربي الجديد": لم يتم إجبار العمال على انتخاب مرشح بعينه، وإن خروج العمال مبكراً جاء لحثهم على المشاركة في صناعة مستقبل مصر، وعدم حرمانهم من استحقاقاتهم الانتخابية.