أشهرٌ من القصف والتصعيد يطاولان المنطقة منزوعة السلاح في محيط إدلب، شمال غرب سورية، وهو ما يتسبب بشلل العملية التعليمية في مناطق ريف إدلب الجنوبي وريفي حماة الغربي والشمالي، ويؤدي إلى انقطاع 250 ألف طالب عن امتحاناتهم النهائية.
وتنتهج مديريات "التربية الحرة" التابعة للمعارضة السورية خططاً مرحلية بهدف ضمان استمرار العملية التعليمية، رغم صعوبات وتحديات كبيرة قد تحول دون ذلك.
معاون مدير التربية في إدلب، محمد الحسين، أوضح لـ"العربي الجديد"، بشأن قضية إيقاف الدوام في المدارس، أن سببه "ظرف طارئ، نظرا للهجمة الشرسة والتصعيد العسكري غير المسبوق في الآونة الأخيرة من نظام الأسد المجرم وعدوان الاحتلال الروسي الذي طاول أجزاءَ واسعة من محافظة إدلب وريف حماة الشمالي، والذي استهدف المدنيين والمنشآت الحيوية".
ولفت الحسين إلى إعلان مديرية التربية والتعليم في المحافظة الذي جاء فيه "حرصاً على سلامة أبنائنا الطلاب وكوادرنا من الزملاء المعلمين، قررنا إلغاء الامتحانات، وخاصة في المجمعات الجنوبية والغربية في خان شيخون ومعرة النعمان وكفرنبل وأريحا وجسر الشغور، ضمن ما يزيد عن 600 مدرسة"، ما أدى إلى حرمان ما يزيد عن 250 ألف طالب من امتحاناتهم ومنع 10 آلاف من الزملاء المعلمين والكوادر التعليمية والإدارية من أداء واجبهم، إضافة إلى تدمير 30 مدرسة خلال أيام التصعيد الهمجي.
المدرس أحمد أبو عمار، علق على مجريات الأحداث في مناطق ريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي قائلاً لـ"العربي الجديد"، إن "الحالة التي تمر بها هذه المناطق جعلت الطلاب يعيشون في خطر يهدد حياتهم بشكل مباشر، وتسبب القصف بضياع عام دراسي كامل، ومهما بلغت قدرة مديريات التربية على استيعاب الطلاب النازحين لا يمكن إيجاد بديل لهذه الأعداد الكبيرة، إما بمدارس مؤقتة أو إلحاقهم بمدارس في مناطق أخرى".
وتابع أبو عمار "الآن نحن بحاجة لجهد وتظافر دولي لتخليص الطلاب وتأمين مدارس لهم، أو حتى متابعة عملية تعليمهم على أقل تقدير في مدارس تقام في مناطق آمنة، كمخيمات قريبة من تجمعات النزوح أو تتم بمراكز مساندة للمدارس الموجودة في المناطق التي نزح إليها الطلاب".
أما ياسين محمد، وهو أحد نازحي بلدة الهبيط، بريف إدلب الجنوبي، فأوضح لـ"العربي الجديد"، أن "القضية أكبر من قضية التعليم، فالأهالي همهم الوحيد الوصول لبر أمان يسلمون به، ويأمنون على أرواحهم وأرواح أبنائهم، ويرجون أن يستطيع الطلاب العودة لمدارسهم في المناطق التي نزحوا إليها سواء المخيمات أو المدن".
وتسببت عمليات القصف والتصعيد بنزوح أكثر من 300 ألف مدني، مع تحذير جهات مدنية من تجاوز عدد النازحين نصف مليون نازح مع استمر التصعيد على المنطقة منزوعة السلاح.