رئيس بلدية يوناني من أصل سوري يوفر مأوى للاجئين

25 ابريل 2016
لاجئون صغار يلهون في المخيم اليوناني (فرانس برس)
+ الخط -
على أحد شواطئ البحر الأيوني، يركض فتية سوريون على الرمال ضاحكين، فيما تدفع أمهات عربات أطفالهن في قرية سياحية تقع في شبه جزيرة البيلوبونيز وضعت بتصرف اللاجئين بمبادرة من رئيس بلدية سوري الأصل.

ويعتبر السكان الجدد لهذا المنتجع السياحي الذي تأثر بالأزمة الاقتصادية اليونانية، أنفسهم من المحظوظين. فقد وصل وسام نجار، إلى هذه المنطقة من مخيم إيدوميني في شمال البلاد، والذي يقيم فيه 10 آلاف مهاجر في ظروف تعيسة، وينتظرون فتح الحدود المقدونية المقفلة منذ أواخر فبراير/شباط الماضي.

وقال التقني الذي يبلغ الثالثة والخمسين من العمر والآتي من مدينة حلب، "أمضيت في إيدوميني أسبوعين في خيمة، ووسط المياه". وعلى بعد 600 كلم من المخيم، يجد أن "كل شيء هنا رائع. الناس هنا يساعدوننا، حتى لو أنهم هم أنفسهم بحاجة للمساعدة".

وتمتلك بلدية كيليني التي تبعد 280 كلم غرب أثينا، برئاسة الطبيب نبيل مراد، من حلب، قسما من القرية السياحية "إل إم فيلاج" التي يعيش فيها منذ 25 عاما، وهو أول مجنّس من أصل سوري يُنتخب رئيسا للبلدية في اليونان.

وقال رئيس البلدية (53 عاما)، الذي انتخب في 2014 بعدما كان عضوا بلديا لثلاث دورات، "هذا أقل ما يمكن أن أفعله للاجئين السوريين". وأضاف "نرى كل يوم الظروف المعيشية الرهيبة (في إيدوميني)، الأمطار والوحول والبرد. لم أكن أستطيع أن أبقى محايدا، وخصوصا عندما يكون هناك مكان مقفل منذ ست سنوات ويمكن أن يشكل مكان إقامة مؤقتا".

وحتى الآن، تسكن في كل واحدة من شقق المنتجع البحري عائلتان مع الأطفال الذين ولد أصغرهم قبل أيام في مستشفى المدينة.

وقال طارق الفل (42 عاما)، من دمشق، إنه كان في مخيم قرب مرفأ بيريوس عندما عرض عليه مسؤولون يونانيون يعملون في مجال العناية بالمهاجرين الانتقال إلى هذه المنطقة. وقالوا له "إن ثمة مخيما آخر، وإذا ما أردتم الذهاب إليه، تستطيعون ذلك".

وقال طارق، الذي كان يمتلك مطعما في دمشق وباتت عائلته تتقاسم شقة مع عائلة سورية أخرى تعرفت عليها في تركيا، إن "هذا المخيم أفضل من المخيمات الأخرى. والناس هنا مهذبون. ورئيس البلدية يأتي يوميا للاطمئنان على الناس والتعرّف إلى حاجاتهم".

ومن أصل 341 شخصا يقيمون في هذه القرية السياحية، ثمة 210 أولاد، نصفهم من الأطفال والرضّع. وثمة أيضا 57 امرأة والبعض منهن حوامل. وفي هذه القرية السياحية ملعب لكرة السلة، وقاعة كبرى للألعاب ومن المقرر إقامة مكتبة، كما أكد المشرف على المخيم يورجوس أنجيلوبولوس.

وسيتم أيضا وضع حافلتين للبلدية في تصرف اللاجئين حتى يتمكنوا من الذهاب إلى المدينة.

ويقوم أنجيلوبولوس بجولته في القرية، ويخرج اللاجئون من شققهم ليطلبوا منه بعض الحاجيات، مثل مسحوق الغسيل، ويركض الأطفال لتقبيله. ويأتي أطباء محليون ثلاث مرات في الأسبوع، ودائما ما يقدم الصليب الأحمر مساعدات.

ويتكلم أنجيلوبولوس عن "ردود فعل سلبية في البداية. لكنها اختفت عندما بات واضحا أن هؤلاء الناس مسالمون. وخصوصا عندما رأوا الأطفال".

ويريد أديب فرزات، الصيدلي الذي يبلغ الأربعين من العمر، الذهاب إلى ألمانيا، حيث يتدرب ابنه (15 عاما) مع فريق بايرن ميونخ. وقال إن "محاميا في ألمانيا يساعدنا". ويقر بأنه سيكون من الصعب فتح صيدلية من دون التحدث بلغة البلاد. لكنه أضاف "أجيد أيضا صنع الملبوسات".

من جهته، قدم طارق الفل طلبا لنقله إلى بلد آخر في الاتحاد الأوروبي، ويتيح له هذا الإجراء اختيار الوجهة التي يريدها. وخلافا لعدد كبير من اللاجئين، لا يريد التوجه إلى ألمانيا. وقال "إنها على الأرجح حلم اللاجئين، لكنه ليس حلمي. أريد بلدا آمنا، وألمانيا ليست الجنة".

المساهمون