رئيس الوزراء العراقي يحظر متابعين له على "تويتر"

04 ديسمبر 2018
اعتبروها خرقاً للوصول إلى المعلومة (سيروان عزيز/ فرانس برس)
+ الخط -
كشف ناشطون عراقيون عن قيام رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي بحظر عشرات الناشطين على موقع "تويتر"، ممّن يتفاعلون مع تغريداته، معتبرين ذلك مخالفةً لقانون حق الحصول على المعلومة النافذ في البلاد.

وقال الناشط علي الكعبي لـ"العربي الجديد": "تأكد لنا حظر عشرات الناشطين من قبل رئيس الوزراء، ونعتقد أنّ هناك من يدير حسابه وليس هو شخصياً". وأضاف "بكل الأحوال هذا انتهاك للقانون ورئيس الوزراء يحجب معلومات عن شريحة من المواطنين، وهو غير جائز كونه حساب رئيس الوزراء وليس حسابه هو"، وفقاً لقوله، مطالباً بفك الحجب عن أي مواطن مهما كان نوع الانتقاد الذي كتبه كرد على تغريدات رئيس الوزراء عادل عبد المهدي.

ونشرت صفحة الـ "هدهد" على فيسبوك صورة لحساب رئيس الوزراء عادل عبد المهدي وقد قام بحظر أحد متابعي صفحته. وكتبت "(الأطفال) الذين يمسكون صفحاتك على السوشيال ميديا يجب أن يهدؤوا وليس كلما اختلف معهم أحد قاموا بضربه بالبلوك".

فيما كتب حساب وجهات نظر العراقي "مع أني لم أهاجمه حتى الآن قام بحظري".

واعتبر مواطنون وناشطون ما قام به رئيس الوزراء العراقي أمراً معيباً ولا يمثّل الديمقراطية التي يتحدث بها السياسيون العراقيون في كل مكان واستخفافاً بحق المواطن بالحصول على المعلومة.

وبيّن الناشط ميثم العبودي أنّ "كثيراً من متابعي صفحة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي الذين يختلفون معه أو مع النظام السياسي في العراق فوجئوا بحظرهم من صفحتهم بشكل مفاجئ وحينما دخلوا من حسابات أخرى تمكنوا من الدخول إلى الحساب، ما يعني أنهم فعلاً تعرضوا لحظر من الصفحة".

وأوضح العبودي "هذا لم يقدم على فعله حتى المطربون والفنانون الذين يتعرضون للشتائم على صفحاتهم الرسمية، فكيف يقوم سياسي رفيع بحظر متابعيه فقط لأنهم يختلفون معه في الرأي، هذه بادرة سيئة من عبد المهدي".

ورأى آخرون في الخطوة دليلاً على خشية عبد المهدي من مواجهة الشعب، ولو إلكترونياً، ما يدل على عدم امتلاكه مشروعاً ديمقراطياً حقيقياً يستطيع أن ينتشل البلاد من الفوضى، كما قال رامي الشويلي، مبيناً "من المعيب أن يقوم رئيس وزراء بلادنا بحظرنا من متابعة صفحته فقط لأننا نختلف معه في الرأي، وكان عليه ألا يقوم بذلك، بل يتحمل الجميع فهو في النهاية سياسي بمنصب رفيع وليس شخصاً عادياً".

وتابع الشويلي "إذا كان عبد المهدي فرض حظراً على متابعي صفحته لاختلافهم معه في الرأي، فماذا سيفعل بنا على أرض الواقع، يبدو أن السجون والمعتقلات بانتظار الكثيرين".
وحاول آخرون تفسير ما حدث بقولهم إن رئيس الوزراء ليس هو من يدير صفحته الرسمية بشكل مباشر بل عن طريق محررين متخصصين، لكنهم في ذات الوقت لم يعفوا عبد المهدي من مسؤولية ذلك. واعتبر الناشط راسم الزبيدي أنّ "رئيس الوزراء حتماً يتابع صفحته كما يفعل الجميع، فإن كان هو من فعل ذلك فهذا أمر معيب جداً ولا يليق به، وإن كان من يدير صفحته فعلوا ذلك فالأمر أسوأ بكثير، لأنه يدل على فقدان عبد المهدي لقدرته على اختيار أشخاص يحترمون الشعب لإدارة صفحة إلكترونية له، فكيف سيتمكّن من إدارة بلد بأكمله".






المساهمون