رئيس الحكومة الفرنسية يدعو لمساندة الكاتب الجزائري كمال داود

03 مارس 2016
فالس: أفكار كمال داود منقذة في هذا الوقت (فيسبوك)
+ الخط -
دعا الوزير الأول الفرنسي مانويل فالس في رسالة مفتوحة نشرها على صفحته الرسمية على "فيسبوك" إلى مساندة الكاتب والصحافي الجزائري كمال داود الذي قرر الانسحاب من النقاش العام ومن الصحافة بعدما اتهمته مجموعة من الجامعيين في فرنسا بالترويج للإسلاموفوبيا.


واعتبر مانويل فالس في الرسالة أنّ "الاتهامات والعدوانية التي طاولت كمال داود في الأيام الأخيرة لا يمكن لها إلا أن تستوقفنا وتغضبنا، وبكل صراحة: تصدمنا".

وأضاف الوزير الأول الفرنسي في سياق دفاعه عن الكاتب الجزائري "في وقت عصيب يتميز بتصاعد التطرف والعصبيات، أفكار وتحليل كمال داود وأمثاله يمكن لها أن تكون المنقذة، فالكاتب الجزائري قدم لنا من خلال تحليله وجهة نظر منيرة وذات منفعة، كونها نابعة من رحم مثقف وروائي".

ليختم مانويل فالس بالقول "تَركُ كمال داود يواجه قدره لوحده هو تركٌ لأنفسنا، لذا من المستعجل ومن الضروري، أن نساند كمال داود، كما فعل الكثير في الأيام الأخيرة، من دون أي تردد".

وكان الكاتب والصحافي الجزائري كمال داود قد أعلن أنه سينسحب من النقاش العام ومن الصحافة بعدما رد 19 مثقفاً منهم علماء في التاريخ والاجتماع والفلسفة في 12 من فبراير/شباط على مقال نشره الكاتب في صحيفة "لوموند" الفرنسية في 5 شباط/ فبراير، تحت عنوان "كولون، مكان للشهوة"، وأعادت نشره صحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية، و"ليبدو" السويسرية، حول الاعتداءات الجنسية التي وقعت في كولونيا في ألمانيا نهاية السنة الماضية، والتي ارتكبها عدد من المهاجرين المغاربة.

ومن العبارات التي كتبها داود في المقال "الجنس هو المأساة الأكبر في عالم المسلمين حيث تتعرض المرأة للقتل والحجاب والحبس أو الامتلاك". بالإضافة إلى عبارة "هناك فهم خاطئ للعلاقة بين المرأة، الجسد والجنس في العالم العربي الإسلامي".

وشبه كمال داود في حديث لوكالة "فرانس برس" التوقف عن الكتابة في مثل هذه المواضيع كأن "تطلب مجموعة من الجزائريين من مفكر إيطالي أن يكف عن الكتابة عن هذا البلد".
وأثارت تصريحات للكاتب كمال داود، في سنة 2014، تتعلق بموقفه من اللغة والدين والانتماء، ضجة كبيرة، خلال حلوله ضيفاً على قناة فرنسية.

حيث اعترف داود بأنه كان إسلامياً في بداية شبابه بسبب غياب بدائل أيديولوجية أو فلسفية تُطرح أمام الفرد الجزائري، وأضاف أن "الشاب الجزائري يجد نفسه مجبولاً على الإسلاموية منذ صغره باعتبارها فكراً شمولياً"، وقال إن "علاقة العرب بربهم هي ما جعلتهم متخلفين".

وهي التصريحات التي أدت إلى صدور فتوى بإعدامه من طرف مسؤول تنظيم جبهة الصحوة السلفية بالجزائر (غير معتمد من طرف الحكومة) عبد الفتاح زيراوي حمداش.

وكانت النيابة الجزائرية طلبت في 1 مارس/آذار الحالي إنزال عقوبة السجن لمدة ستة أشهر بحق عبد الفتاح زراوي حمداش بتهمة إصدار فتوى بـ"إهدار دم" كمال داود.

يُذكر أن الروائي والصحافي الجزائري كمال داود يكتب حالياً لجريدة "يومية وهران" الناطقة بالفرنسية وكان قد فاز في 2015 بجائزة "لائحة غونكور-خيار الشرق" التي يمنحها معرض الكتاب الفرنكوفوني ببيروت عن روايته "مورسو ..تحقيق مضاد".

المساهمون