بالنسبة للسودانيّين، باتت حديقة الحيوان مجرد ذكرى، علماً أنها كانت تعدّ ثاني أكبر حديقة في أفريقيا. كانت تضم حيوانات وطيوراً وزواحف نادرة، ويزورها المواطنون للترفيه عن أنفسهم. مع وصول النظام الحالي إلى الحكم عام 1989، بيعت الأرض التي أنشئت عليها الحديقة للحكومة الليبية، وشيد مكانها "برج الفاتح"، وقد سُمي بـ "كورنثيا" بعد سقوط نظام الزعيم الليبي معمر القذافي. ويضم البرج سلسلة مطاعم وفندق.
أنشئت الحديقة عام 1902 في قلب العاصمة الخرطوم، أي خلال الحقبة الاستعمارية. في ذلك الوقت، كانت تحتوي على أنواع قليلة من الحيوانات قبل العمل على توسيعها. وقد أقيمت الحديقة في الأساس للحفاظ على الحيوانات والطيور والزواحف النادرة والمهدّدة بالانقراض، وسميت بـ "حديقة النزهة".
وتجدر الإشارة إلى أن السودان يضم نحو 13 مجموعة من أصل 14 مجموعة من الحيوانات البرية في أفريقيا. ومنذ إغلاق الحديقة وبيعها، لم تهتم الدولة بإقامة حديقة بديلة، ووزعت الحيوانات على حدائق صغيرة، فيما قال البعض إن الدولة عمدت إلى بيع بعضها.
ومن وقت لآخر، تسري أحاديث بين الناس عن قرب إنشاء حديقة بديلة من دون أن ترى النور. خلال عام 2012، وقعت حكومة ولاية الخرطوم مذكرة تفاهم مع إحدى الشركات الإماراتية لإقامة مشروع سياحي بيئي يضم حديقة حيوان مفتوحة ومنتزهاً ترفيهياً وفنادق وخدمات أخرى، وما زال المواطنون ينتظرون.
هكذا، صارت حديقة الحيوان جزءاً من ذكريات من عاصرها من السودانيين. يستعيد أحمد عبدالله، وهو سائق تاكسي، ذكرياته في حدائق الحيوان. يقول: "كانت الحديقة قبلة للسودانيين، وخصوصاً الأطفال". يضيف: "كان الأهل يكافئون أطفالهم إذا ما نجحوا في المدرسة بأخذهم لزيارة الحديقة خلال العطلة الصيفية، لكنها اليوم مجرد قصص تُروى للأطفال".
أما محمد علي، وهو موظف، فيشير إلى أن والديه كانا يأخذانه وأشقائه إلى الحديقة حين كانوا صغاراً. كانوا يفرحون لرؤية النمور والأسود والقردة، ويطعمونها. ويذكر أنه كان هناك دروس تتعلق بالحيوانات وغذائهم وسلوكياتهم. أما اليوم، فقد أصبح كل شيء مجرد ذكرى.
تقول إيمان، وهي طالبة، إنها تشعر بالحزن كلما أخبرها والدها قصصاً عن حديقة الحيوان، من دون أن تتمكن من عيش قصص أو تجارب مماثلة. خلال عام 2008، أنشأت كلية الطب البيطري والإنتاج الحيواني في جامعة السودان حديقة حيوان صغيرة لأهداف تعليمية. وتجدر الإشارة إلى أنها فتحت الحديقة للمواطنين للحصول على دعم مالي للكلية، لكن الزائرين الذين عرفوا الحديقة القديمة يعرفون الفرق بين الاثنتين.
إلى ذلك، يقول آخر مدير لحديقة الحيوان، معتصم بشير نمر، لـ "العربي الجديد"، إن الحديقة أُنشئت في بداية الحقبة الاستعمارية للسودان. كانت تضمّ أسوداً وغزلاناً وغيرها، قبل توسيعها بشكل كبير. وفي خمسينات القرن الماضي، كُتِبَ عنها أنها أفضل حديقة في أفريقيا. يضيف أنّ التنوع الموجود في الحديقة كان جيداً أيضاً من الناحية التعليمية، إذ كان يمكن للمهتمين التعرف على عادات وخصائص الحيوانات والطيور والزواحف.
ويذكر أن الحديقة كانت تضم أطباء بيطريين وعمالاً يهتمون بالحيوانات، وكانت تشارك في تبادل الحيوانات مع الحدائق العالمية الكبرى. يضيف: "قدمنا زرافة لحديقة في باريس، ووحيد القرن لحديقة في كاليفورنيا بعدما نفقت أنثاه كمساهمة، كونه من الحيوانات المهددة بالانقراض. في المقابل، جلبنا الدب الأسمر من يوغوسلافيا، والذي كان هدية من الرئيس جوزيف تيتو حين زار الخرطوم".
ويتابع نمر أن الحديقة كانت تساهم في دعم خزينة الدولة من خلال بيع حيوانات إلى دول أخرى. وفي ما يتعلق بإغلاقها، يقول إن القرار كان سياسياً على أن تنشأ حديقة جديدة في مكان آخر. في البداية، حددت غابة السنط في قلب العاصمة، لكن لم يكن هناك جدية، لافتاً إلى أن الحديقة التي بيعت حتى الآن لم تستبدل بموقع أكبر. نسمع أفكاراً عن إنشاء حديقة من دون أن يتحقق أي شيء. فقدنا حديقة الحيوان التي كانت قبلة للسودانيين. ويشير إلى أنها كانت تكتظ بالزائرين، وخصوصاً في موسم الأعياد والعطل.
وتجدر الإشارة إلى وزارة السياحة والآثار والحياة البرية السودانية كانت قد أعلنت على موقع الكوميسا (السوق المشتركة لشرق وجنوب أفريقيا) عام 2011 عن فرصة استثمارية لتشييد حديقة حيوان بديلة، وعلى مقربة من العاصمة، وحددت الأهداف من دون أي نتيجة.
أنشئت الحديقة عام 1902 في قلب العاصمة الخرطوم، أي خلال الحقبة الاستعمارية. في ذلك الوقت، كانت تحتوي على أنواع قليلة من الحيوانات قبل العمل على توسيعها. وقد أقيمت الحديقة في الأساس للحفاظ على الحيوانات والطيور والزواحف النادرة والمهدّدة بالانقراض، وسميت بـ "حديقة النزهة".
وتجدر الإشارة إلى أن السودان يضم نحو 13 مجموعة من أصل 14 مجموعة من الحيوانات البرية في أفريقيا. ومنذ إغلاق الحديقة وبيعها، لم تهتم الدولة بإقامة حديقة بديلة، ووزعت الحيوانات على حدائق صغيرة، فيما قال البعض إن الدولة عمدت إلى بيع بعضها.
ومن وقت لآخر، تسري أحاديث بين الناس عن قرب إنشاء حديقة بديلة من دون أن ترى النور. خلال عام 2012، وقعت حكومة ولاية الخرطوم مذكرة تفاهم مع إحدى الشركات الإماراتية لإقامة مشروع سياحي بيئي يضم حديقة حيوان مفتوحة ومنتزهاً ترفيهياً وفنادق وخدمات أخرى، وما زال المواطنون ينتظرون.
هكذا، صارت حديقة الحيوان جزءاً من ذكريات من عاصرها من السودانيين. يستعيد أحمد عبدالله، وهو سائق تاكسي، ذكرياته في حدائق الحيوان. يقول: "كانت الحديقة قبلة للسودانيين، وخصوصاً الأطفال". يضيف: "كان الأهل يكافئون أطفالهم إذا ما نجحوا في المدرسة بأخذهم لزيارة الحديقة خلال العطلة الصيفية، لكنها اليوم مجرد قصص تُروى للأطفال".
أما محمد علي، وهو موظف، فيشير إلى أن والديه كانا يأخذانه وأشقائه إلى الحديقة حين كانوا صغاراً. كانوا يفرحون لرؤية النمور والأسود والقردة، ويطعمونها. ويذكر أنه كان هناك دروس تتعلق بالحيوانات وغذائهم وسلوكياتهم. أما اليوم، فقد أصبح كل شيء مجرد ذكرى.
تقول إيمان، وهي طالبة، إنها تشعر بالحزن كلما أخبرها والدها قصصاً عن حديقة الحيوان، من دون أن تتمكن من عيش قصص أو تجارب مماثلة. خلال عام 2008، أنشأت كلية الطب البيطري والإنتاج الحيواني في جامعة السودان حديقة حيوان صغيرة لأهداف تعليمية. وتجدر الإشارة إلى أنها فتحت الحديقة للمواطنين للحصول على دعم مالي للكلية، لكن الزائرين الذين عرفوا الحديقة القديمة يعرفون الفرق بين الاثنتين.
إلى ذلك، يقول آخر مدير لحديقة الحيوان، معتصم بشير نمر، لـ "العربي الجديد"، إن الحديقة أُنشئت في بداية الحقبة الاستعمارية للسودان. كانت تضمّ أسوداً وغزلاناً وغيرها، قبل توسيعها بشكل كبير. وفي خمسينات القرن الماضي، كُتِبَ عنها أنها أفضل حديقة في أفريقيا. يضيف أنّ التنوع الموجود في الحديقة كان جيداً أيضاً من الناحية التعليمية، إذ كان يمكن للمهتمين التعرف على عادات وخصائص الحيوانات والطيور والزواحف.
ويذكر أن الحديقة كانت تضم أطباء بيطريين وعمالاً يهتمون بالحيوانات، وكانت تشارك في تبادل الحيوانات مع الحدائق العالمية الكبرى. يضيف: "قدمنا زرافة لحديقة في باريس، ووحيد القرن لحديقة في كاليفورنيا بعدما نفقت أنثاه كمساهمة، كونه من الحيوانات المهددة بالانقراض. في المقابل، جلبنا الدب الأسمر من يوغوسلافيا، والذي كان هدية من الرئيس جوزيف تيتو حين زار الخرطوم".
ويتابع نمر أن الحديقة كانت تساهم في دعم خزينة الدولة من خلال بيع حيوانات إلى دول أخرى. وفي ما يتعلق بإغلاقها، يقول إن القرار كان سياسياً على أن تنشأ حديقة جديدة في مكان آخر. في البداية، حددت غابة السنط في قلب العاصمة، لكن لم يكن هناك جدية، لافتاً إلى أن الحديقة التي بيعت حتى الآن لم تستبدل بموقع أكبر. نسمع أفكاراً عن إنشاء حديقة من دون أن يتحقق أي شيء. فقدنا حديقة الحيوان التي كانت قبلة للسودانيين. ويشير إلى أنها كانت تكتظ بالزائرين، وخصوصاً في موسم الأعياد والعطل.
وتجدر الإشارة إلى وزارة السياحة والآثار والحياة البرية السودانية كانت قد أعلنت على موقع الكوميسا (السوق المشتركة لشرق وجنوب أفريقيا) عام 2011 عن فرصة استثمارية لتشييد حديقة حيوان بديلة، وعلى مقربة من العاصمة، وحددت الأهداف من دون أي نتيجة.