دير الزور بين سكاكين "داعش" وطيران النظام

01 يونيو 2015
النظام ارتكب ست مجازر في دير الزور الشهر الماضي(Getty)
+ الخط -

رفع تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، خلال الأيام الأخيرة، من وتيرة تنفيذه أحكام الإعدام ذبحاً ورمياً بالرصاص، في محافظة دير الزور، شرق سورية، إذ تفيد مصادر ميدانية أن عشرات الشباب أعدموا على يد التنظيم، في حين سقط عشرات القتلى والجرحى خلال الشهر الجاري، جراء غارات طيران النظام على المناطق السكنية.

وقال عضو "الشبكة السورية لحقوق الإنسان"، محمد الخلف، لـ"العربي الجديد"، إن "تنظيم داعش أعدم قرابة 63 شخصاً خلال الأيام العشرة الأخيرة من شهر مايو/أيار، بعضهم مجهول الهوية".

واعتبر الخلف أن "التنظيم يقوم بذبح شباب دير الزور، جراء مخاوفه من حدوث انتفاضة ضده في المحافظة، نظراً لمعرفته بنفور الأهالي منه، ما يدفعه إلى استخدام الذبح كأداة ترهيب"، لافتاً إلى أنه "حتى عناصر الجيش الحر والفصائل الإسلامية، الذين قاموا بالاستتابة وسلموا أنفسهم للتنظيم، وقبل توبتهم يقوم هذه الأيام باعتقالهم وذبحهم".

وأضاف الخلف، "ويأتي ارتفاع أعداد الشباب الذين يعدمون، كرد فعل على عملية الإنزال الأميركية، والتي حدثت في حقل العمر النفطي أخيراً، وقتل فيها عدد من عناصر داعش بينهم قادة بارزون، حيث بدا على أهالي المحافظة الفرح بالعملية".

ولفت الخلف إلى أن "هناك العديد ممن يقتلهم التنظيم لا يجري الكشف عن هويتهم"، مبيناً أن "العدد الأكبر من المعدومين لا يتم توثيق أسمائهم، خاصة الذين يعدمهم بمقراته، مثل حقل غاز كونيكو وحقل العمر النفطي وحقل التنك".

وتابع الخلف "في بعض الأحيان يعدم التنظيم عدة أشخاص في دقائق، عقب تلاوة بيان التهم، ومن ثم يسحب جثثهم، فلا يصلبهم لأيام كغيرهم، ما يحول دون توثيقهم"، لافتاً إلى أن "أغلب التهم باطلة وكاذبة وتندرج تحت اسم مرتد، أو أنهم لم يستتابوا وكانوا من صحوات الجيش الحر، وهناك أشخاص يعدمون بتهمة العمالة للنظام، وهناك تهم أخرى كأنه يصور مقرات التنظيم والتعامل مع الغرب، وتهم السلب وقاطع طريق باسم التنظيم".

ووصف الناشط السوري، الوضع في دير الزور بالـ"مأساوي جداً"، في ضوء غياب الاهتمام الإعلامي والتهميش، مشيراً إلى أن "شباب الدير إما يقاتلون على جبهات القتال في كافة أنحاء سورية، ومنهم من هجر البلاد إلى تركيا ودول الخليج، أما من بقي في الدير فيذبحه داعش بدم بارد".

وأوضح الخلف أن "أهالي الدير أصبحوا بين سكين داعش على الأرض وبين طيران القوات النظامية، الذي ارتكب خلال مايو/أيار 6 مجازر، كل مجزرة معدل شهدائها 6 شهداء، إضافة إلى عشرات الجرحى".

وأفاد أن "التنظيم يمارس سياسة ممنهجة فيما يخص الإعدامات، إذ يعدم كل شهر بين 10 و20 شخصاً، يوزعون على مدن وبلدات الدير، مثل البوكمال، الشعيطات، الميادين، العشارة، القورية، العشارة، الشحيل، الخريطة، المسرب".

وكان "المرصد السوري لحقوق الإنسان" المعارض قال، الأسبوع الماضي، إن "داعش" نفذ إعدامات جديدة في دير الزور، حيث أعدم 8 رجال وشبان في شارع التكايا.

وكان "داعش" سيطر على نحو 95% من محافظة دير الزور، بعد طرد "جبهة النصرة" منها، في شهر يوليو/تموز العام الماضي، مرتكباً العديد من المجازر، كان أكبرها بحق عشيرة الشعيطات التي قتل منها مئات الشباب، في حين ما زال النظام يسيطر على مطار الدير العسكري واثنين من أصغر أحياء المدينة.

اقرأ أيضاً: النظام السوري و"داعش" يقتلان 46 مدنياً في دير الزور