دول غرب أفريقيا تدعو المجتمع الدولي لمكافحة "إيبولا" بأراضيها

22 اغسطس 2014
الطبيب كينت يعانق زملاءه لدى خروجه من المستشفى (Getty)
+ الخط -

تأمل الدول، التي ينتشر فيها إيبولا، أن يتولى المجتمع الدولي جهود مكافحة المرض، بعدما تجاوزتها وتيرة انتشاره، وخصوصاً في ليبيريا. وتعزّزت الشكوك، حيال فرص احتواء تقدم المرض، مع إعلان جنوب أفريقيا إغلاق حدودها أمام القادمين من غينيا وليبيريا وسيراليون، ووضع مواطنيها العائدين منها تحت المراقبة الطبية.

وتوجه منسّق الأمم المتحدة، الطبيب ديفيد نبارو، إلى ليبيريا، قبل أن ينتقل إلى سيراليون وغينيا ونيجيريا، وفق مصادر الأمم المتحدة.

وفي ليبيريا، أيدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر تولي هيئة دولية تنسيق جهود "مكافحة الوباء المستشري على نطاق واسع"، بدلاً من السلطات، التي فرضت حظر التجوّل منذ مساء الأربعاء، إضافة إلى العزل الصحي في حيّين على مشارف العاصمة، مونروفيا. وقال الأمين العام للصليب الأحمر الليبيري، فايا تميا، إن "عدد الوفيّات فاق قدرات المرمدة (المحرقة) الوحيدة في البلاد، العائدة إلى الطائفة الهندية، التي تتبع المراسم الهندوسية في حرق الموتى". وأضاف: "جمعنا السبت 41 جثة، والأحد 37. لكن المرمدة لا يمكنها حرق كل هذه الجثث، فاضطررنا إلى إعادة بعضها إلى المستشفى. وفي اليوم التالي، كان علينا إعادتها لحرقها، والتأكد من ذلك، قبل أن نجمع غيرها".

وفي سيراليون، قالت منظمة الصحة العالمية إن انتشار المرض يتم بوتيرة سريعة. ودُعي عبر مآذن المساجد وأجراس الكنائس منذ الصباح الباكر إلى إقامة الصلوات

والصوم لرد خطر إيبولا.

في السياق نفسه، أكد وزير الشؤون الاجتماعية، موجي كايكي، أن "السلطات السعودية أبلغته بأنها لن تمنح تأشيرات الحج هذه السنة لأي من حجاج سيراليون، بسبب الوباء".

وفي غينيا، انتشر نحو مائة طبيب ومتطوّع، في 41 مركزاً حدوديّاً مع ليبيريا وسيراليون، ضمن حالة الطوارئ الصحية المعلنة منذ 13 أغسطس/آب الجاري. وأكد وزير الصحة، ريمي لاما: "على كل شخصٍ، غيني أو أجنبي، يعيش خارج غينيا، ويرغب في الدخول إلى البلاد، الخضوع لفحص صارم". وقال متوجها إلى 105 من الأطباء المدنيين والعسكريين والمتطوعين قبل توجههم مساء الأربعاء إلى مراكزهم: "أنتم جنود الصحة، جنود الأمن الصحي في غينيا".

ووسط هذا المشهد القاتم، أعلن في الولايات المتحدة شفاء طبيب وممرضة في جمعية "ساماريتانز بيرس" الخيرية، ومغادرتهما المستشفى في أتلانتا الخميس، حيث كانا يعالجان منذ شهر

بعد إصابتهما بالمرض في ليبيريا وهما يداويان المرضى.

وعولج الطبيب، كنت برانتلي، والممرضة، نانسي رايتبول، بمصلٍ تجريبي لم يستخدم من قبل على البشر. وقال خبراء أميركيون وبريطانيون في مجال الأخلاقيات الطبية إنه "لا ينبغي حجز العدد القليل من جرعات المصل التجريبي للميسورين، أو أصحاب النفوذ، وأوصوا بأن يتم اختيار المشاركين في تجربة الدواء بشكل عادل".

وأعطيت جرعات محدودة من مصل (Z-Mapp) التجريبي، بشكل حصري تقريبا، لأطباء وممرضين أصيبوا بالعدوى أثناء علاج المرضى.

ويعتبر الانتشار حاليا، في ليبيريا وسيراليون وغينيا ونيجيريا، الأكبر. ويقول مسؤولون إن مراكز العلاج تمتلئ بسرعةٍ أكثر من الأخرى الجديدة، التي يمكن إقامتها أو توسيعها.

وتسبب وباء إيبولا بوفاة 1350 شخصاً، حتى الآن، بينهم 576 في ليبيريا و396 في غينيا، و374 في سيراليون، وفق آخر حصيلة لمنظمة الصحة العالمية صدرت في 18 أغسطس/آب الجاري.
دلالات
المساهمون