دولت خان متحمّس للعودة إلى الوطن

20 ابريل 2017
لم يعش في قريته (العربي الجديد)
+ الخط -
لم يزر بلاده إلا مرات قليلة ولم يعش في قريته ولا يعرف عنها كثيراً سوى سوء الأحوال الأمنية والمعيشية.

لم یذهب دولت خان (25 عاماً) ولا إخوته الأربعة إلى المدرسة بسبب أوضاعهم المعيشية الصعبة. لا يأمل في ذلك، على الرغم من أن الجلوس على المقاعد المدرسة كان حلم حياته. أمله الوحيد حالياً هو في الذهاب إلى أفغانستان والعيش في مديرية قرباغ بالعاصمة الأفغانية كابول، مسقط رأس والده.

من بين القلائل من اللاجئين الأفغان الذين يعيشون في باكستان يستعد دولت خان بحماس للذهاب إلى أفغانستان. ذلك على خلاف الكثيرين الذين لا يريدون العودة مرغمين عليها بعد أن قرّرت السلطات الباكستانية ترحيلهم جميعاً خلال الفترة المقبلة، وعدم السماح لهم بالبقاء في باكستان.

يقول دولت خان: "لست حزيناً أنني عائد إلى بلادي كما يفعل الكثير من اللاجئين. أعود إلى البلد الذي عاش فيه والدي ووالدتي، كما أن مستقبل أسرتي هناك وليس في باكستان مهما عشنا هنا"، يضيف أن اللاجئين سواء رفضوا العودة إلى بلادهم أو رغبوا فيها سيعودون، لأن السلطات الباكستانية لن تبقيهم "لذا الأفضل أن نمشي طواعية إلى بلادنا ونفكر في إعادة إعمار بيوتنا هناك، بدلاً من التفكير في طرق البقاء، وهو أمر شبه مستحيل".

لم يزر الشاب بلاده إلا مرات قليلة ولم يعش في قريته ولا يعرف عنها كثيراً سوى سوء الأحوال الأمنية والمعيشية الصعبة والشاقة. مع ذلك، يطمح إلى أن يغير حاله إلى الأحسن إذا ما عاد إلى بلاده. فهناك يمكنه العمل من دون أن تلاحقه الشرطة والأمن، كما هو حاله في باكستان، والاستفادة من قطعة أرض ورثها والده عن جدّه.

ليس دولت فحسب، بل إن والده وبقية أفراد الأسرة يرغبون في العودة إلى أفغانستان، لا سيما أنهم لا يتركون الكثير خلفهم في بلاد اللجوء، باكستان. كما أن الوالد تعب من الجلوس في المنزل ويريد أن يمضي ما تبقى من حياته في قريته قرباغ.

منذ أكثر من عشرة أعوام توقّف الوالد عن العمل بسبب الأمراض الكثيرة التي ألمّت به بسبب ممارسة الأعمال الشاقة أيام الهجرة الأولى إلى باكستان.

يبيع دولت خان وإخوته الأربعة الخضار والفواكه في أزقة مدينة راولبندي المجاورة للعاصمة الباكستانية إسلام أباد ويكسب كل منهم أقل من خمسة دولارات في اليوم، وهي لا تكفي لمعيشة الأسرة، إلى جانب إيجار المنزل ورسوم الغاز والكهرباء.

وعلى الرغم من المشاكل الاقتصادية والمعيشية الكثيرة إلا أن دولت خان يدفع تكاليف دراسة أخيه الصغير، أملاً منه في أن يكون قدوة لمن بعده من أبناء هذه الأسرة الفقيرة.

المساهمون