دولة "الشحاتة"

01 أكتوبر 2014
الحكومة المصرية ستمول صفقة سلاح من روسيا ذاتيا(أرشيف/getty)
+ الخط -
في مصر أم المضحكات المبكيات، يطلب الحاكم العسكري من الشعب التبرع والاكتتاب وإخراج ما تحت البلاطة "عشان خاطر مسر"، ومن أجل أن تصبح البلاد المعروفة باسم أم الدنيا "أدد الدونيا".
كلما احتاجت الميزانية خرج العسكري على الشعب الفقير المغلوب على أمره، يطالبه بأن يزيد من شد الحزام على بطنه والتبرع لضمان بقائه على مقعده الوثير في كرسي الحكم الذي اغتصبه عنوة ضاربا عرض الحائط بالديمقراطية والقانون.
وبينما المصري المطحون مطالب بالتبرع والاكتتاب وفق مبدأ "هتدفع يعني هتدفع"، يتم زيادة مخصصات أجهزة ضمان بقاء الحاكم لضمان الولاء، وبالتالي تسمع عن زيادة مخصصات الجيش مرات عدة، وزيادة مخصصات الشرطة والقضاة.
حملة التبرع الإجبارية طالت المواطنين البسطاء مرتين، مرة عندما قرر العسكري الحاكم أن عليهم التبرع لتحيا مصر، ثم عندما بدأت حملة إعلامية لإجبار رجال الأعمال على التبرع، متهمين من يتقاعس منهم بالخيانة أو الأخونة.
ولأن رجال الأعمال يفهمون القصة، فقد تبرع معظمهم بالفعل، لكنه قرر استعادة أمواله من جيوب البسطاء برفع الأسعار، وهو الأمر الذي تجاهله العسكري الحاكم، بل ودعمه. "كل حاجة ما ترضيش ربنا إحنا بنقف معاها" على حد قوله في تسريباته الشهيرة.
صندوق "تحيا مسر" معتمد على التبرعات، مشروع قناة السويس معتمد على الاكتتاب، منح وقروض بالجملة من أنحاء العالم، خاصة السعودية والإمارات، معونة عسكرية أميركية مستمرة منذ 35 عاما. دولة تعيش على "الشحاتة".
فجأة ظهر ما تموله الدولة ذاتيا، لا أحد يدري إن كان حقيقة أم أن اختراعا جديدا سيضطر الفقراء للدفع، الحكومة ستمول صفقة سلاح من روسيا ذاتيا من خلال تقليص الإنفاق في بعض بنود الموازنة العامة.
الصفقة أيضا ملتبسة جدا، بدأ الحديث عنها في أعقاب الانقلاب مباشرة، وقيل يومها إن الجيش المصري سيتخلص بها من الهيمنة الأميركية على قراره، بالتخلص من كون تسليحه أميركيا بالكامل، وهو أمر مضحك لمن يدركون أبسط أصول التسلح، أو يعرفون شيئا عن إدارة الجيوش، يكفي أن يتم تجنيدك إلزاميا لتدرك أن ما يقال هزل.
لاحقا قيل بشكل غير رسمي إن الصفقة الروسية ستمولها السعودية، ضمن دعمها المفهوم للنظام الحالي، وظهر بعدها في الصحف المصرية كثير من التفاصيل حول قيمة الصفقة، ما بين 3.5 و6.5 مليار دولار، في حين أن الصحف الروسية تتحدث عن صفقة تضم منظومة دفاع جوي بقيمة نصف مليار دولار.
وبكره تشوفوا مصر، لما عبد الفتاح السيسي يكبر. أكيد أكيد هيضربكم كما قال مؤخرا.
المساهمون