في قصيدته الافتتاحية "الريح الزرقاء"، يبحث الشاعر عن امرأته التي تتقمّص الريح في حضورها وغيابها وعصفها وهدوئها، فيكتب:
الريح الزرقاء
رسول هذه الليلة
تهذّب العالم من حولي
وفي داخلي
تختصر المسافة فيما بيننا
رغبة جارفة كزهرة سنواتي
التي نبتت بين أناملك
وأنت تصوغين دروبي
بدون ضجيج وافتعال
ويذهب في "شاعر بقبعة وامرأة بمظلة"؛ القصيدة التي تحمل المجموعة عنوانها، إلى تأمّل الأشياء من حوله، والأمكنة التي تحيطه، والأزمنة التي يتبعها، وحالات الحب التي تستبد به، فيسجّل كلماته:
الصالة معتمة وباردة
الكراسي جميعها فارغة
روحي خاوية
في غيابك
وفي المكان ذاته
غائب أنا عن نفسي أيضاً
كما روحي المعلقة
كتميمة بين خصلات
شعرك الأسود
تتوالى قصائد المجموعة من خلال اعتمادها على لوحات متلاحقة وشديدة التتابع ضمن أجواء قريبة من الرسم، بحسب البيان الصحافي للناشر، حيث يلفت إلى أن فلمز في قصيدته "بيدين من كرز" يكرِّس اهتمامه باشتغالاته البصرية التي تقوم عليها الأنساق الشعرية، حيث يرد فيها: بنظرةٍ خضراء من عينيك/ تحرثين حقول وجهي/ بأنامل من مطر/ وتجعلين الأشياء ترقص فرحاً في فراغ عينيٌّ.
يُذكر أن دلدار فلمز مقيم حالياً في مدينة زيورخ السويسرية، وقد أقام العديد من المعارض الفردية والجماعية في سورية وأستراليا وإسبانيا.