دعت المسؤولة الاميركية السابقة جين كيركباتريك الادارة الاميركية الى رفع الحظر عن تصدير النفط حتى تتمكن من الضغط على الرئيس فلاديمير بوتين واجباره على التخلي عن شبه جزيرة القرم. وقالت جين كيركباتريك، التي شغلت في السابق منصب ممثل الولايات المتحدة في الامم المتحدة، في مقال نشرته في معهد بلفور استتيوت التابع لجامعة هارفارد الاميركية، إن تصدير الغاز الطبيعي الاميركي الى أوروبا سيأخذ وقتاً ولن يكون فعالاً في الوقت الراهن.
وقالت، في المقال الذي كتبته بالاشتراك مع البروفسور ماغان آل أو سوليفان أستاذ العلوم التطبيقية للشؤون الخارجية بجامعة هارفارد: "إذا كان الهدف وضع ضغوط حقيقية على نظام الرئيس فلاديمير بوتين، فعلى الولايات المتحدة أن ترفع الحظر عن تصدير النفط الاميركي وليس تصدير الغاز الطبيعي الى أوروبا". واشارت الى أن النصائح الحالية بتصدير الغاز الاميركي الى أوروبا، رغم أنها فكرة جيدة، ولكنها ليست نصائح فعالة لمجابهة أزمة أوكرانيا. وأشارت، في هذا الصدد، الى سبب بسيط وهو أن أميركا ليست جاهزة الآن لتصدير الغاز الطبيعي. وقالت إنه رغم أن هنالك غازاً طبيعياً كافياً في أميركا، ولكن عملية التصدير ستأخذ سنوات، لأن التصدير يحتاج الى منشآت لتسييل الغاز، وان إنشاء هذه التجهيزات مكلف وسيرفع تلقائياً من سعر الغاز الطبيعي المصدّر الى أوروبا. واضافت أن أميركا يمكن أن تستخدم احتياطات الغاز الطبيعي الضخم المتوافرة لديها في المستقبل كسلاح اقتصادي لتقوية نفوذها الجيو ـ سياسي في أوروبا وآسيا وغيرها من أنحاء العالم. ويذكر أن كلفة الغاز الطبيعي الاميركي، في حال تصديره الى أوروبا وأوكرانيا، ستكون أعلى من سعر الغاز الروسي بمعدل كبير. وبالتالي فإن أوروبا تفضّل الغاز الروسي من حيث الجدوى الاقتصادية. ولكن يلاحظ أن أسواق الغاز الاميركي متوافرة في اليابان وباقي دول آسيا التي ترتفع فيها أسعار الغاز الطبيعي بما يسمح للشركات المتاجرة بتحقيق أرباح من تصدير الغاز الاميركي.
ويذكر أيضاً أن أميركا صدّرت خلال عامي 2010 و2011 الغاز الطبيعي الى أوروبا ولكن من منطلق سياسي بحت وليس من منطلق تجاري، وذلك لمساعدتها في الضغط على روسيا حينما أوقفت إمدادات الغاز الى أوروبا بحجة أن أسعار الغاز رخيصة. وفعلاً تمكنت أوروبا من إعادة مناقشة أسعار الغاز الطبيعي مع روسيا وحصلت على سعر معقول بسبب مخاوف روسيا من فقدان الاسواق الاوروبية.
وأشار المقال الى أن تصدير الغاز الطبيعي الى الاسواق الآسيوية سيسمح مستقبلاً لمنتجي الغاز الطبيعي المسال الآخرين من دول الشرق الاوسط بزيادة صادراتهم من الغاز الى أوروبا وبالتالي تقليل الاعتماد الاوروبي على الغاز الروسي.
ولكن كيركباتريك قالت إن نقطة الضعف الرئيسية، بالنسبة لروسيا، تتمثّل في دخل النفط وليس في دخل الغاز الطبيعي. وأشارت الى أن صادرات الغاز الطبيعي تشكل بين 8 و9% من دخل الميزانية الروسية، فيما تشكل صادرات النفط بين 37 و38%. وقالت إن انهيار أسعار النفط في الثمانينات كان السبب الرئيسي في تفكك الامبراطورية الروسية، حسب تصريحات يوغور غيدار. وأشار المقال في هذا الصدد، الى الخطوة التي نفذتها أميركا في العام 2011 بضخ 2.5 مليون برميل يومياً في الاسواق، وهي خطوة ساعدت، حينها، في منع أسعار النفط من الارتفاع فوق مستوى 115 دولاراً للبرميل وفي تعويض انخفاض الانتاج في كل من ليبيا وايران. ولكن يلاحظ المقال أن هذه الخطوة الاميركية بزيادة المعروض النفطي ما كان لها أن تنجح لولا أن المملكة العربية السعودية زادت من إنتاج النفط فوق 10 ملايين برميل. وأشار المقال الى أن الولايات المتحدة لا تحتاج الى خفض أسعار النفط بمعدلات كبيرة لإرهاق الاقتصاد الروسي الذي يعاني من صعوبات جمة. ويذكر أن روسيا حسبت ميزانيتها على أساس سعر 110 دولارات للبرميل، وإن أي انخفاض عن هذا السعر سيؤثر على الرئيس بوتين.