درج الموت الطويل

18 يناير 2017
يبكي مهاجرين غارقين (مانان فاتسيايانا/فرانس برس)
+ الخط -
بالترافق مع أخبار المهاجرين غير الشرعيين، تظهر بين فترة وأخرى أخبار عن المهرّبين. نشاط هؤلاء إذا كان فيه بعض الخير للهاربين من الحروب والفقر والقمع إلى "جنّات" حقوقية أوروبية وأميركية موعودة، فإنّ ثمنه مرتفع جداً على المهاجرين الذين قد يضطرون إلى بيع كلّ شيء كي يصلوا، مع ما في ظروف الرحلة من مخاطر قاتلة من دون أيّ ضمانات.

جوانب أخرى أكثر سوداوية بكثير. منها تجارة الجنس، وتجنيد الأطفال، وتجارة الأعضاء البشرية. كلّها مستمرة بالرغم من محاولات الدول وبالرغم من عمل الأمم المتحدة على مكافحة الظاهرة إن في برامجها المختلفة أو من خلال حث الدول على تعزيز الأمن الاجتماعي والاقتصادي منعاً لانقياد الفئات المهمّشة إلى التجار من تلقاء أنفسهم على الأقل.

أمس الثلاثاء، أوقفت قوات الأمن التركية 16 مشتبهاً به في إطار مكافحة جرائم الاتجار بالبشر، وذلك في عمليات نفذتها بالتزامن في ولايات إزمير، وإسطنبول، وأضنة، ومرسين، وماردين. وأوضحت مصادر أمنية أنّ المشتبه بهم متهمون بتهريب مهاجرين إلى أوروبا، فيما أشارت إلى أنّ من بين المهرّبين سوريين.

لا يتعلق الأمر بالجنسية، فتجار البشر يعملون في إطار شبكات عابرة للحدود والجنسيات. أما الضحايا فهم كأولئك الموتى البورميين النائمين في توابيتهم الخشبية الذين يبكيهم الرجل الماليزي في الصورة. هم من كلّ الدول المسمّاة "عالم ثالث" فقراء مقهورون مكبّلو الأحلام... غارقون يتعلقون بأيّ قشة، ولو كانت ستزيدهم غرقاً.

المساهمون