هل سمعت يوماً بمتلازمة "Bah Humbug" لدى البشر؟ ليس للكلمة أيّ معنى لغويّ، وهي مقتبسة عن شخصية خيالية في رواية للكاتب البريطاني تشارلز ديكينز، ويدعى إبينيزر سكروج، الذي كان يردّ بعبارة "باه هامباغ" عندما يُسأل عن عيد الميلاد، ليعبّر عن عدم إعجابه بالعيد وأجوائه.
وكحال سكروج، تبدي فئة من الناس عدم انخراطها بأجواء الميلاد تصل إلى حدّ عدم الاكتراث بالعيد والزينة وكلّ ذلك، إذ لا يرتبط بالضرورة الفرح وموسم الأعياد ببعض بالنسبة لها.
وقد وجد العلماء حديثاً ما، يفسّر نقص البهجة في عيد الميلاد عند تلك الفئة من الناس، إذ اكتشفوا وجود شبكة دماغية أكثر نشاطاً لدى محبّي العيد، وأطلقوا عليها اسم "شبكة روح الميلاد"، وهذا يشرح وجود فئتين من الناس: المغرومين بأجواء الميلاد، واللا مبالين بها، أي المصابين بالمتلازمة.
بدأ الاختبار في جامعة كوبنهاغن في الدنمارك مع 26 متطوّعاً، فتمّ تصوير نشاطهم الدماغي أثناء مشاهدتهم صورًا من وحي عيد الميلاد، ثم صورًا مشابهة لكن خالية من أية صلة بالعيد، وأجاب المتطوعون بعدها على أسئلة حول احتفالهم بالعيد وأحاسيسهم تجاه الموسم الاحتفاليّ بشكل عام.
ولاحظ الباحثون من خلال النتائج زيادة النشاط الدماغي، لدى الأفراد المنخرطين في أجواء الميلاد، في خمس مناطق مختلفة في الدماغ، مرتبطة بالروحيّة، والتعبير عن المشاعر، والاندماج مع العالم الخارجي.
يقول القائمون على الدراسة إن اكتشافاتهم هذه تمهّد لهم الطريق لفهم ارتباط علم الأعصاب بالتقاليد ومعرفة أثرها على دماغ الإنسان، مرجحين إمكانية "شفاء" الأفراد المصابين بفتور بهجة الميلاد بالاعتماد على المعلومات المكتسبة.
اقرأ أيضاً: هدية عيد الميلاد.. روبوت لتوصيل الطلبات للمنازل