دخول الفن صراع المقاطعة والانفتاح

31 أكتوبر 2017
تعرض قناة bein مسلسل "وردة شامية" 1نوفمبر(المكتب الإعلامي)
+ الخط -
هل أرخَت الثورات العربية بظلالها على واقع الإنتاج الفني العربي؟ سؤال حقيقي، يواجه تحديات أو التحضيرات الخاصة بمشاريع فنية أو درامية ترسم خطة طريق سليمة، لرفع المستوى ومواجهة تحديات الحرب في السنوات الأخيرة.

مشاريع فنية، يرى فيها البعض معركة حقيقية، إما الكسب والربح، أو الإقفال. رؤية باتت لا تقبل الجدل في تحقيق المكاسب وتعويض الخسارات من وراء هذا الإنتاج، في ظل حصار آخر يواجه شركات الإنتاج العربية التي تعاني من مواقع الميديا البديلة المنافسة لها.
حالة من الضياع تعانيها معظم دور الإنتاج في العالم العربي، لأسباب كثيرة، لا مجال لذكرها، لكنّ قليلا من الانفتاح قد يعيد الأمل، ويرمم صورة المشهد التلفزيوني العربي. فالخسائر لا تقتصر على التسويق وبيع المنتجات الدرامية أو الفنية، بل تصل أحياناً إلى نوعية هذه الإنتاجات وما يعانيه الوطن العربي من استسهال، أو استخفاف، على صعيد الدراما أولاً، وصولاً إلى المنتوج الغنائي، مع تراجع واضح في مستوى الإصدارات الموسيقية، وقلة المداخيل، واتجاه القائمين على شركات الإنتاج إلى البحث عن مخرج من هذه الأزمة، والتعويض من خلال الحفلات، ومقاسمة الفنانين مداخيلهم، مشهد فتح أبواب الصراع بين شركات الإنتاج نفسها. فأصبح بعضها شريكاً في معظم المناسبات أو الفعاليات، بحثاً عن عائدات ربحية تقيه شر العوز.

الحرب والحرية
لم تمر تداعيات الثورات العربية بسلام على الفنانين العرب، لا الذين تضامنوا مع الحرية ولا الذين عادوا إلى تأييد الأنظمة. بين القاهرة ودمشق، عانى عدد كبير من الفنانين، بسبب المقاطعة التي فرضها موقفهم السياسي على وجودهم وحضورهم، وحتى أعمالهم الفنية. أزمة لم تقتصر على الفنانين أنفسهم، بل وصلت إلى شركات الإنتاج التي وقع بعضها في فخ الدعم للأنظمة. صورة انعكست تلقائيًا على الوضع العام للإنتاج والتسويق.
الفنانة أصالة نصري ممنوعة في الإذاعات السورية ومحطات التلفزة، وكذلك الأمر بالنسبة للممثل السوري جمال سليمان، وهجوم متقطع يستهدف مكسيم خليل بين فترة وأخرى، بسبب موقفه الداعم للحرية في سورية. نقابة الفنانين السورية الموالية لنظام الأسد، تشطب من تريد من عضويتها، وتفتح باب العمل للموالين الحاضنين للنظام، بينما تحجر على بعض الممثلين والفنانين العمل في الإنتاج السوري إلا من ترى فيه مصلحتها... أسئلة ومواقف كثيرة تُطرح اليوم، حول من دفع الثمن حقيقة؟ ومغزى التناقض الذي تعيشه بعض شركات الإنتاج العربية في "التوفيق" بين الخط المعارض، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من معاناة مالية وصعوبات تسويقية.

القليل من الأمل
تواجه محطات عربية الحروب بشكل حيادي، وتتجه إلى انفتاح بعضها على الإنتاج السوري، تماماً كما هو حال محطة BEIN التي بدأت باستيراد وعرض مجموعة من الأعمال المصرية والسورية، بعيداً عن حملات المقاطعة المفروضة من قبل بعض المنتجين المصريين. وهذا ما قامت به شركة "عدل غروب" قبل أيام قليلة من فسخ تعاقدها مع شركة BEIN للدراما على عرض أربعة مسلسلات اشترتها المحطة القطرية. هذا الموقف قوبل بحملة واضحة من قبل بعض الصحافيين المصريين الذين وجدوا أن الخسارة لا تقع على القناة القطرية، بل على العكس، تقع أيضاً على المدخول الخاص بشركة الإنتاج المصرية. وعلق البعض بأن "عدل غروب" تبيع مواقف لا تُلزم المواطن العربي، بالضرورة، فالإنتاج الغنائي أو الدرامي يدخل في منظومة الفن المفتوحة اليوم على التطبيقات والمنصات الإلكترونية، وبالتالي تأتي المساهمة من محطات لشراء هذا الإنتاج جيدة في ظلّ الأزمة، ولرفع صرخة بعض الفنانين الذين وجدوا أنفسهم بين فكي كماشة، وكذلك الحال بالنسبة لشركات الإنتاج التي تعيش ظروفًا لا تحسد عليها.



المساهمون