الاقتناع الأوروبي بالمشاركة في إعادة إعمار سورية غير وارد في الوقت الحالي، بحسب ما يكشفه مصدر دبلوماسي غربي، في حديث لـ"العربي الجديد"، حول أن "الموقف الأوروبي لا يزال مؤمناً بأن على بشار الأسد الرحيل عن السلطة"، موضحاً أن "استراتيجية الاتحاد الأوروبي تجاه سورية تقوم على ثلاث حقائق يجب أن يعرفها الجميع: الأولى هي أنه لا يوجد حل عسكري في سورية، والثانية أنه لن يوجد استقرار في سورية من دون عملية انتقال سياسي، والحقيقة الثالثة هي أننا كلنا معنيون وعلينا مسؤولية تخفيف العنف الحاصل في سورية".
وأكد المصدر الدبلوماسي الغربي أن "كل الدعم الموجّه لفصائل المعارضة المسلحة في سورية سينتهي مع نهاية العام الحالي، وهو أمر ينطبق على الدعم المقدّم من خلال غرف الموك والموم الموجودة في كل من تركيا والأردن".
وعن الموقف الأوروبي من التدخل التركي في سورية، قال المصدر الدبلوماسي الغربي إنه "من وجهة نظر أوروبية، فإن الذي نعرفه هو أن الأتراك قطعوا الحدود السورية وهم الآن متمركزون في شمال إدلب. ونحن نعلم بأن لدى تركيا مسؤولية من خلال اتفاقات أستانة، ولديها مصالح في سورية". وأوضح أن "كل ما من شأنه تخفيف العنف وتحسين وضع السوريين في الداخل السوري نحن معه".
وأضاف أنه "لو أخذنا المفاوضات التي تجري في جنيف، نجد أن هناك طرفين للمفاوضات، ولكن هناك طرفاً من الأطراف لا يفاوض نهائياً. ومع ذلك فإن هناك الكثير من الجهات الدولية التي تتهم الهيئة العليا للمفاوضات بأنها غير منظمة. ولكنني شخصياً أرى أن المشكلة الأساسية هي في وفد النظام الذي لا يفاوض نهائياً".
وتابع المصدر قائلاً: "برأيي الشخصي أن بشار الأسد لا يستطيع السيطرة على سورية لوقت طويل، إذ يمكن أن تتم إزالته من الداخل أو من الخارج. وبرأيي هو سياسياً غير قادر على الاستمرار، وهو فشل كرئيس، ولكن سورية يجب أن تبقى مستقرة وألا تذهب للفوضى، وقد وصلنا كدول أوروبية إلى أنه يجب أن تكون في سورية مؤسسات مستقرة، ولكننا نعلم أننا إذا دعمنا إعادة هيكلة واستقرار المؤسسات السورية خلال فترة وجود الأسد في السلطة، فإن هذا الأمر لن يساعد إلا على تعزيز سلطته. بالتالي فإن الرسالة الواضحة من الاتحاد الأوروبي كانت أنه لن تكون هناك مساعدة في إعادة الإعمار ما لم يكن هناك انتقال سلمي للسلطة على الطريق".
ولدى سؤال المصدر الدبلوماسي عن سبب الدعم العسكري لأطراف الصراع طالما أن لديها قناعة بعدم وجود حل عسكري، أشار المصدر إلى أن "الدعم كان يقدم للناس من أجل حماية أنفسهم ومناطقهم"، موضحاً أن "القرار الذي اتخذ من الدول الغربية هو بعدم إرسال جيوش إلى سورية وبعدم التصعيد مع الروس بعد الشهر العاشر من عام 2015، تاريخ التدخل الروسي في سورية، لذلك كان الدعم محدوداً لدرجة معينة".
وحول مستقبل الوضع في سورية، رأى المصدر أن "سورية ستشهد هدوءاً على المدى القصير، ولكنها لن تكون بلداً مستقراً على المدى الطويل تحكمه سلطة شرعية، ولا مجتمع مدنياً قوياً فيها، ولن يعود اللاجئون إلى سورية". وتابع: "أرى أنه سيكون هناك أمراء حرب، وأرى أن إعادة الإعمار ستكون بمعايير جداً منخفضة هدفها فقط تحقيق ربح مادي للمستفيدين".