دبلوماسية" الباب الخلفي" بين الرياض وطهران

24 مارس 2014
الوسيط بين روحاني والملك عبدالله
+ الخط -

فيما تصعد المملكة العربية السعودية لهجة العداء مع طهران، قالت مصادر في واشنطن إن  دبلوماسية" الباب الخلفي" بين الرياض وطهران قطعت شوطاً طويلاً خلال الشهور الماضية. وقالت نشرة "ميدل ايست برييفننغ" الصادرة في واشنطن،  إن  الرئيس الإيراني الأسبق على هاشمي رفسنجاني يجري منذ مدة محادثات عبر " باب خفي" مع  خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لتحسين العلاقات بين المملكة العربية السعودية وايران. وأضافت النشرة أن هذه المحادثات السرية  تجري بدعم من الزعيم الروحي ورئيس المجلس الأعلى الإيراني علي خامنئي. وأشارت  النشرة إلى أن الرئيس الأسبق هاشمي رفسنجاني مرر رسالة شخصية من إدارة الرئيس حسن روحاني إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله تحمل مقترحات بخصوص تحسين العلاقات بين البلدين وتخفيف حدة التصعيد السياسي بين طهران والرياض.

وحسب مصادر نشرة "ميدل ايست برييفننغ" فإن خادم الحرمين رد بالايجاب على المقترحات الإيرانية . وكان الملك عبدالله قد بعث برسالة شخصية إلى هاشمي رفسنجاني دعاه فيها إلى الحج. وتجمع بين الرئيس الأسبق رفسنجاني وخادم الحرمين الشريفين علاقات شخصية حميمة منذ مدة طويلة.  ونشر الرئيس رفسنجاني في 24 فبراير" شباط " الماضي صورة له مع الملك عبدالله بن عبد العزيز  مع تعليق حول المحادثات التي دارت بينها في الماضي  بشأن ضرورة  التعاون بينهما والعمل سوياً  لمكافحة التطرف وتطوير التفاهم بين دول العالم الإسلامي.  كما أنتقد الرئيس رفسنجاني الرئيس الإيراني أحمدي نجاد، وقال إنه دمر العلاقات الإيرانية – السعودية، كما دمر  قطاع الإنتاج والاقتصاد في إيران عبر أفعاله التي ابعدت الاستثمارات الأجنبية عن التدفق إلى الاقتصاد في إيران. وأشارت النشرة الأميركية إلى أنه بعد أيام من  فتح دبلوماسية "البوابة الخلفية" بين السعودية وإيران، أقترحت حكومة حسن روحاني أربع نقاط  لحل الأزمة السورية دبلوماسياً.
ويذكر أن الرئيس الأميركي  باراك أوباما سيزور العاصمة السعودية الرياض يوم الجمعة المقبل حسب تصريحات البيت الأبيض . وقال خبراء في واشنطن  إن الرياض تنتظر تطمينات من الرئيس باراك أوباما قبل المضي قدماً في تفعيل محادثات الباب "الخلفي مع أيران". وقالت هذه المصادر أن محادثات  الرئيس باراك أوباما للرياض ربما تدورحول ثلاث ملفات رئيسية وهي، أولاً : الملف الإيراني  والمخاوف السعودية تجاه التمدد الإيراني في الخليج والمنطقة العربية، إضافة إلى مستقبل السعودية في حال أصبحت إيران دولة نووية أوحتى في حال نجاح التقارب الأميركي ـ الإيراني. وثانياً: موضوع الملف السوري، الذي ترى الرياض أن ادارة الرئيس أوباما فشلت في معالجته وتركت المجال مفتوحاً لكل من روسيا وإيران لتحويل هزائم الرئيس الأسد إلى انتصار. وثالثاً: الملف المصري، حيث  دعمت وتدعم المملكة العربية السعودية انقلاب الجيش المصري على الحكومة الديمقراطية التي كان يرأسها الرئيس مرسي. لكن هذه المصادر أشارت إلى أن الرئيس الأميركي  أوباما، ربما يربت على كتف السعوديين بشأن بعض نقاط سياسات مكافحة الإرهاب التي تتفق مع توجهات واشنطن لكنه لن يمنح الرياض أية تطمينات بشأن التقارب الاميركي – الإيراني.
إلى ذلك قالت صحيفة" فاينانشيال تايمز"  اليوم إن السعوديين يبحثون عن علاقات بديلة  في آسيا عن أميركا في أعقاب توتر العلاقات مع واشنطن. وربطت الصحيفة بين الاتفاقات  الدفاعية التي  وقعتها  الرياض أخيراً في عدد من العواصم الآسيوية وبين التباعد بين المصالح الأميركية ومتطلبات السعودية.

المساهمون