دانماركيون لـ"إسرائيل": لا صوت للمحتلّ في الأغنية الأوروبية

11 مايو 2014
من "الحملة الأوروبية لمقاطعة اسرائيل"/كوبنهاغن/العربي الجديد
+ الخط -


أعلنت نتيجة مسابقة الأغنية الأوروبية، "يوروفيجين"، مساء أمس في العاصمة الدانمركية، كوبنهاغن، وفازت النمساوية كونشيتا رست، الملقبة بالمرأة الملتحية، بالجائزة الكبرى، وأضيئت الأنوار احتفالاً من كوبنهاغن إلى فيينا، العاصمة التي ستستضيف حفل العام القادم، لكنّ السماء لم تصفُ للاحتلال الإسرائيلي، الذي يصرّ كلّ عام على المشاركة في مسابقة أوروبية خالصة، ويجيّش المناسبة للترويج لنفسه، إذ تابع ناشطون دانمركيون اعتصامهم المناهض لمشاركة إسرائيل، مستنكرين مشاركتها في مهرجان أوروبي، ومعترضين على محاولاتها التدخّل في النشاطات الثقافية والفنية لتلميع صورتها كدولة محتلّة عنصرية.

 رغم الجوّ الماطر، تدفّق الدانماركيون من كلّ الأعمار للتعبير عن احتجاجهم، ورفضهم ما أطلقوا عليه "تلميع صورة دولة احتلال"، في مسابقة الأغنية الأوروبية الأشهر والأعرق. ولم تقتصر المشاركة على أهل كوبنهاغن، بل حضر المشاركون بالحافلات من مدن دانماركية أخرى، وانضمّ إليهم عدد من الناشطين الأوروبيين، من أصل عربي وغير عربي، تجمّعوا أمام المدخل الرئيسي للمسابقة، حيث رفرفت الأعلام الفلسطينية ويافطات تدعو إلى مقاطعة إسرائيل، وصدح صوت الفنان الفلسطيني الفرنسي، نسيم الدقم، بأغنيات فلسطينية تتحدى المشاركة الإسرائيلية، أثارت غضب الإسرائيليين ومؤيّديهم، الذين توجّه قسم منهم إلى مكان الفعالية، في محاولة للتشويش عليها، فتدخّلت الشرطة الدانماركية، الحاضرة بكثافة، لإبعادهم عن المكان. كذلك بثّ التلفزيون الدانماركي رسالة تهكّمية حول المشاركة الإسرائيلية، مستغرباً رفض الطلب الأسترالي للانضمام إلى المسابقة، في مقابل مشاركة إسرائيل، التي فازت في المسابقة مرتين، عام 1979 وعام 1999.

  

وقالت الناشطة الدانماركية، "إيرينا كلاوسن"، من "الحملة الأوروبية لمقاطعة إسرائيل"، لـ "العربي الجديد": "إسرائيل تحاول تسويق نفسها عبر فعاليات ثقافية غربية للتغطية على ممارساتها الاحتلالية العنصرية بحقّ الشعب الفلسطيني، ولهذا حملتنا لن تتوقّف مع انتهاء المسابقة، بل سنستمر حتى تتوسّع المقاطعة الأكاديمية والثقافية والتجارية مع دولة تدّعي الديمقراطية، بينما هي تغرق في سياسات الابرتهايد".

 كما عبّرت الناشطة، يوهنا مورتنسن، عن رفضها هذه المشاركة الإسرائيلية بالقول: "احتلال أراضي فلسطين، وممارسة العنصرية والتمييز، واستمرار بناء المستوطنات غير الشرعية بالأساس، وبناء جدار الفصل العنصري في الضفة الغربية، واستمرار محاصرة غزّة وتسويق منتجات المستعمرات، أمور تدعونا إلى الوقوف ضد محاولات دمج إسرائيل في ثقافتنا، ومثل هذه النشاطات التي نقوم بها مهمة جداً، كما كانت في فترة نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا سابقا".

 وردّاً على اتهام أنصار إسرائيل لحملة المقاطعة بـ "خلط الثقافة بالسياسة"، قالت كلاوسن: "المجتمع الدولي نظر ولفترة طويلة بسلبية إلى ممارسات إسرائيل العنصرية، ولم يفرض عليها عقوبات، ولهذا فإنّ حملتنا ستستمرّ وتتصاعد لمقاطعتها على كلّ الصعد، سنتابع تطوير الوعي الشعبي بأهمية هذه المقاطعة، والتوقف عن شراء المنتجات الإسرائيلية، فهل ذلك أيضا يعتبر خلطاً بين الاستهلاك والسياسة؟ إنها محاولات مستميتة لتلميع الاحتلال، ونحن سنظلّ نتصدّى على كل المستويات، حتى تتخذ حكوماتنا الموقف الصحيح لعزل إسرائيل دولة ابرتهايد، ولنا فيما جرى في جنوب أفريقيا مثال بما تحصده سياسة المقاطعة... خروج إسرائيل المبكر من المهرجان، لانعدام التصويت الشعبي الأوروبي لها، يعطينا صورة عن حقيقة الوعي بما تمثله العنصرية والعدوانية الإسرائيلية".

 في المقابل، كانت حظوظ الشاب باسم مجاهد، وهو دانماركي من أصل مغربي، الذي مثّل الدانمارك في المسابقة عالية، إذ حظي بتصويت شعبي كبير من الدانماركيين، رغم محاولات اليمين المتطرّف إثارة صورة سلبية عنه.

 لم يفز مجاهد، ولكنّ حملة مقاطعة إسرائيل فازت بلفت الأنظار إلى قضيتها، وجدّدت وعد اللقاء العام المقبل في النمسا، حيث ستقام تصفيات مسابقة "Eurovision" 2015، وستستمرّ عاماً بعد عام، حتى تتضح رؤية أوروبا لإسرائيل، أو على أقلّ تقدير، لمشاركتها في مسابقة أوروبية.


المساهمون