خياط يعتبر حياكة الثياب عشقاً

26 اغسطس 2015
عاشور في محله (العربي الجديد)
+ الخط -
كان يرغب في أن يدرس اللغة الإنجليزية ويتخصص بها، لكن هوايته سبقت رغبته الأساسية، ليُنشئ محلاً للخياطة محققاً نجاحاً واسعاً لم يكن يعلم أنه سيدخله إلى عالم الشهرة. يتردد اسمه كثيراً بين سكان غزة لنظرته وللمساته الفنية الإبداعية في مجال تصميم وخياطة الملابس. اتخذ شعبان عاشور (30 عاماً)، شارع الشهداء في مدينة غزة مقراً لمشروعه الذي سمّاه "خياط الأمراء لخياطة وتفصيل الأزياء"، ليدخل مهنة الخياطة التي تعلّمها وعشقها منذ صغره عندما كان يساعد والده الذي كان صاحب مصنع للخياطة في القطاع.

يقول عاشور لـ"لعربي الجديد": "اخترت مهنة الخياطة لحبي وعشقي لها، وشعرت بأنني سأكون مبدعاً فيها لإمكانياتي التي سترضي الزبائن، فقررت الاعتماد على نفسي وتكوين مستقبلي".

ويضيف عاشور: "بدأت العمل عندما كنت في الثامنة عشرة من عمري حين كانت لديّ ماكينة خياطة واحدة وخبرة ليست بالكافية، لكنني تغلّبت على كل الظروف التي كانت تعيق دخولي إلى هذه المهنة التي أحبها، وكافحت من خلال الاعتماد على خبرتي التي اكتسبتها من والدي ومن خلال اطّلاعي على برامج تعليمية في مجال الخياطة والتطريز، كذلك انخراطي بين صفوف الخياطين لأستفيد وتزيد خبرتي المهنية".

اقرأ أيضا: "شنبو" بائع العصير المحبوب في غزة

يتابع عاشور حديثه: "بدأ مشروعي يتطور شيئاً فشيئاً، وأصبح لديّ العديد من ماكينات وآلات الخياطة المتنوعة، وأصبحت لديّ كذلك مجموعة من العمال ليساعدوني في إنجاز العمل، إضافة إلى أسرة تدعمني، خاصة زوجتي إلتي تعطيني العزيمة والإرادة على الاستمرار والتطور بالعمل".

أما حول سبب اختيار عاشور لاسم مشروعه "خياط الأمراء"، فيقول: "اخترت هذا الاسم بداية لجذب الزبائن ولكي يشعروا أن ملابسهم كملابس الأمراء، وأعتبر زبائني كالأمراء فعلاً، وأصمّم وأجهّز ملابسهم بكل محبة، وأستخدم كل التقنيات المتوافرة وأستفيد من كل الخبرة التي اكتسبتها لأرضي كل الأذواق".

اقرأ أيضا: طالب اخترع النجاح... من روسيا إلى رام الله

وعن سر نجاحه، يرى شعبان عاشور أن الفضل يعود إلى محبة وثقة الناس به بسبب العمل المتقن والأمانة التي اعتاد عليها زبائنه، وبسبب علاقته الجيدة مع عماله الذين يتلقون كافة حقوقهم. ويقول عاشور: "التزامي الصادق بالمواعيد مع الزبائن والدقة في العمل والنظافة وجودة المنتج الذي أقوم بتصنيعه، أكسبتني الشهرة الواسعة، وشجعت الناس للتعامل معي لتنفيذ كل ما يحتاجه الزبون".

ويشرح عاشور أصناف الألبسة التي يقوم بحياكتها وتصميها "كالفساتين والبدل وسراويل الجينز وتجهيز ملابس مناسبات الأفراح للعرسان وعائلاتهم، كذلك ملابس المدرسة وملابس التخرّج الجامعي".

الناظر إلى محل "خياط الأمراء" يرى الازدحام أمام المحل من قبل الزبائن الذين يرتادونه بشكل يومي، ويقول شعبان: "أشعر أن كافة فئات المجتمع في غزة تلجأ إلى محلي، من الطلاب والأطباء والعمال وأصحاب المؤسسات الكبرى، وهذا يعود لخبرتي التي أصبحت تواكب الموضة العالمية، من دون أن تخرج من إطار النزعة التقليدية والتراثية التي يحب أبناء غزة الحفاظ عليها".

هوايات شعبان عاشور ليست متوقفة عند الخياطة فقط بل لديه مواهب أخرى، كممارسة السباحة وكمال الأجسام، ويقول: "أبدأ صباحي باكراً بالتمارين الرياضية ثم أذهب إلى السباحة لمدة ساعة بعدها إلى نادي رفع الأثقال وبعد ذلك اذهب إلى مزاولة مهنتي في الخياطة، فأنا أعشق هوايتي كثيراً وسعيد جداً بتحقيقها وممارستها يومياً".

اقرأ أيضا: حنان الزغبي طبيبة تتحدى جروح غزة

لا يخفي عاشور الصعوبات التي تواجهه خلال إنجازه عمله، بداية من الانقطاع المستمر للكهرباء والتي يعتمد عليها بشكل أساسي في مهنته، ولا تنتهي هذه الصعوبات عند عدم توفر بعض المواد الخام كالأقمشة الملونة وقطع الزينة التي توضع على الملابس، خصوصاً بسبب إغلاق المعابر وتحكّم الاحتلال الإسرائيلي بنوع البضائع الداخلة إلى غزة وحجمها.

وبالرغم من تحقيقه لأحلامه، إلا أن شعبان عاشور يطمح بالمزيد، خصوصاً في ما يتعلق بمهنته، ويقول: "أحلم بتطوير مشروعي من خلال إنشاء مصنع ضخم تتوفر فيه كل الماكينات والآلات الحديثة التي وصل إليها عالم الأزياء، كذلك أحلم بتصميم الملابس والأزياء وتصديرها إلى خارج غزة".
دلالات
المساهمون