خمسة ملايين يتيم في العراق يعانون الإهمال

14 سبتمبر 2015
الحروب تهدد حياة الأطفال باليتم (GETTY)
+ الخط -
حروب مستمرة خاضها ويخوضها العراق، رفعت نسبة عدد الأطفال الأيتام في البلاد. فقد ذكرت المنظمات الدولية أنّ العراق يضم النسبة الأكبر من الأيتام قياساً بعدد سكانه، وتشير منظمات المجتمع المدني العراقية، إلى أن عدد الأيتام بلغ 5 ملايين طفل.


ووفق منظمة الأمم المتحدة لرعاية الأمومة والطفولة "يونيسيف"، فإن العدد يقدر بأكثر من 5 ملايين و700 ألف طفل يعاني معظمهم من الفقر والمرض. هذا الرقم المهول الذّي يعادل نصف سكان الأردن، ينذر بكارثة إنسانية ومجتمعية، وسط حالة فوضى وواقع مرير تعيشها البلاد.

الباحثة الاجتماعية ظفر الجبوري، اعتبرت أنّ أخطر ما يواجه المجتمع هو جيش من الأيتام معظمهم يعيشون تحت خط الفقر، بلا تعليم ولا مأوى ويعانون من الأمراض النفسية والجسدية، وإن هؤلاء الأيتام ضحية الحروب والقتل اليومي الذي فتك بذويهم، كما أنهم أصبحوا ضحية الإهمال الحكومي لعدم وجود ما يؤمن مستقبلهم، ما جعلهم فريسة سهلة أمام العصابات.

اقرأ أيضاً: دور الأيتام ليست خياراً بالعراق.. بل "عيب"

وأضافت الجبوري لـ"العربي الجديد"، "من خلال عملي في مركز قانوني تابع لمنظمات المجتمع المدني، تلقيت شكاوى أمهات لأطفال يتامى عن عدم إمكانيتهن السيطرة على أطفالهن، وبأن الحالة المعيشية الصعبة اضطرتهن إلى دفع أبنائهن للعمل بظروف قاسية لتأمين لقمة العيش، ما يعرض الأطفال للابتزاز والمتاجرة بهم، إضافة إلى زجهم في المجاميع المسلحة والمليشيات، فضلاً عن استغلالهم في الملاهي الليلية. ودعت إلى تظافر الجهود من حكومة ومنظمات وميسوري الحال، لمساعدة الأطفال اليتامى وعوائلهم، ووضع خطط كفيلة بحمايتهم من الوقوع بيد من لا يرحمهم.


من جهته، يقول زياد علي، مدير منظمة سبل العطاء الإنسانية، إنّ هذا العدد المرتفع من الأيتام أمر يستوجب التحرك من أجله، وهذه المسؤولية تقع على عاتق الجميع. وأضاف لـ"العربي الجديد" أن المنظمات المحلية والدولية تسعى لاستيعاب هذا العدد عن طريق تقديم المنح وكفالتهم وزجهم في مراكز التعليم، مشيراً إلى عدم وجود إحصائية دقيقة عن العدد الحقيقي للأيتام في العراق، بسبب غياب التنسيق بين وزارة التخطيط ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية، لافتاً إلى أن العاصمة بغداد تحتل النسبة الأعلى بعدد الأيتام تليها البصرة، ثم الأنبار وديالى.

وتابع، أنّ لا دور يذكر لدُور الأيتام الحكومية في رعاية هؤلاء، لقلة عددها فضلاً عن مخاوف من استغلال تلك الدور لتجارة الأعضاء البشرية، وهذه معلومة غير موثقة رسمياً، ولكن البعض يتحدث عنها وتسترت الحكومة عنها.

اقرأ أيضاً: الحرب تأكل مال اليتيم

وكانت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية قد أعلنت عن إعداد صيغة قانونية لتعديل ضوابط فتح دور الأيتام من قبل منظمات المجتمع المدني، استناداً إلى توصيات اللجنة المشتركة التي شكلت لهذا الغرض مع وزارت الداخلية، وحقوق الإنسان، ووزارة الدولة لشؤون المرأة. وقال المتحدث باسم وزارة العمل والشؤون الاجتماعية عمار منعم إنّ هذه الضوابط ستكون بما ينسجم وتوجهات الدولة الحالية والخطط الموضوعة للمرحلة المقبلة.

ويبلغ عدد دور الأيتام الحكومية حالياً 22 داراً لكلا الجنسين، بحسب وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، منها أربع دور في بغداد و18 داراً في بقية المحافظات. ويطلق على الدار التي ترعى المستفيدين من البنين "دار البراعم"، وعلى الدار التي ترعى المستفيدات الإناث "دار الزهور".

يذكر أن عدد الأيتام المسجلين في دور الدولة لا يتجاوز الـ 700 يتيم، منها دار أيتام مختـلطة للأطفال في منطقة الصالحية، يتم ترحـيل الذكور منها بعد بلوغهم سن العاشـرة إلى دار الوزيرية للأيتام، في حين يتم إرسال الإناث إلى دار العلوية للإناث.

اقرأ أيضاً: علي غزال الحيالي: أيتام العراق مشاكل حاليّة ومعضلات مستقبليّة

دلالات