خلافات إخوان الأردن على الموائد الرمضانية

21 يونيو 2015
مساع لإسقاط الشرعية عن الجماعة التاريخية (Getty)
+ الخط -
أظهر الأردن الرسمي حفاوة واضحة بالإفطار الرمضاني الذي أقامته جمعية "جماعة الإخوان المسلمين"، مساء السبت، والذي جاء في سياق المناكفة السياسية بين الجمعية المرخصة، مطلع مارس/آذار الماضي، والجماعة التاريخية المؤسسة منذ عام 1945، والتي أصبح ينظر إليها كجماعة غير شرعية من قبل الحكومة الأردنية.

الإفطار الذي أقامته جمعية الإخوان في أحد مطاعم الخمس نجوم في العاصمة عمّان، والذي دأبت الجماعة التاريخية على إقامة إفطارها الرمضاني السنوي فيه، شهد حضور شخصيات محسوبة على النظام من وزراء سابقين وأعضاء في مجلس الأمة، ورعاه وزير الأوقاف الأردني هايل عبدالحفيظ داود، في رسالة اعتراف جديدة من قبل الدولة بالجمعية كبديل شرعي عن الجماعة، وممثل وحيد عن إخوان الأردن.


داود أكد قاصداً الإخوان في حلتهم الجديدة أن "جماعة الإخوان المسلمين جزء من هذا الوطن ومن مؤسساته، وتعمل مع باقي مؤسسات الدولة يدا واحدة لرفعة هذا الوطن، والحرص على هذا الوطن"، داعياً قيادة جمعية "جماعة الإخوان إلى المحافظة على المنطلقات الأساسية للإخوان المسلمين" التي "تقدم مصلحة الدين أولا ومصلحة الوطن ثانيا قبل المصالح الحزبية الضيقة وقبل الانتماءات والولاءات الضيقة"، في انتقاد مبطن من قبل الوزير للجماعة التاريخية التي أصبحت غير شرعية في نظر الحكومة، والتي سبق للحكومة اتهامها بالعمل لصالح أجندات خارجية.

يذكر أن الحكومة الأردنية، ومنذ تسهيل حصول مجموعة من القيادات المفصولة من جماعة الإخوان المسلمين التاريخية على ترخيص لجمعية سياسية تحمل اسم "جماعة الإخوان المسلمين" مطلع مارس/آذار الماضي، جردت الجماعة التاريخية من شرعيتها القانونية، ومنعتها من إقامة جملة من الفعاليات الجماهيرية تحت مبرر عدم تمثيلها للإخوان المسلمين.

مراقب عام الجمعية، عبدالمجيد الذنيبات، والذي سبق له أن شغل منصب مراقب عام الجماعة التاريخية 12 عاماً، قال خلال الإفطار "جماعة الإخوان المسلمين تعود إليكم في ثوبها الوطني القانوني الأصيل، وتعلن ولاءها لله أولا ثم لهذا الوطن ولشعبنا الأردني الوفي، معاهدين الله أن نبقى كما عهدتمونا أمناء على دعوة الله وتبليغها للناس كافة واضحة المعالم متينة الأركان ناصعة كالشمس، تطرح رؤيتها وبرامجها لخدمة بلدنا الطيب وشعبنا الوفي".

وأكد الذنيبات أن جمعيته ماضية في دعوتها التي تمثل "طموحات شعبنا وآماله، تفتح أبوابها للجميع عاملين أو مناصرين، لا تستثني أحدا"، مشيراً إلى أن هدف جمعيته التي يصر على أنها الوريث القانوني للجماعة يتمثل في إصلاح الأردن ضمن مشروع يهدف إلى حفظ أمنه واستقراره ونظامه وإرساء معالم الديمقراطية وإقامة الدولة المدنية باعتماد المنهج السلمي، ملتزماً باعتماد عملية التدرج في الانتقال نحو الديمقراطية وتبني الخطاب العقلاني. ويعتبر الإفطار الرمضاني أول فعالية تنفذها الجمعية منذ حصولها على الترخيص.

ومن المقرر أن تقيم جماعة الإخوان المسلمين التاريخية إفطارها الرمضاني في نفس المطعم الذي أقامت فيه جمعية الإخوان إفطارها، وذلك يوم الجمعة القادم، حيث وزعت الدعوات للإفطار، وسط توقعات بإلغائه، في ظل توجه الجمعية للاعتراض على إقامة الإفطار تحت اسم "الإخوان المسلمين"، حسب ما قالت مصادر من الجماعة لـ"العربي الجديد"، مستنداً على الترخيص الذي يقدمها كممثل وحيد لإخوان الأردن.

اقرأ أيضا: جمعية "إخوان الأردن" تطالب بتسلم مقار جماعة "الإخوان"

المساهمون