بعد تأنيث الكثير من محال المستلزمات النسائية، يبدو أن السعوديات على وشك الدخول إلى أكثر العوالم سحرا للمرأة، وهو عالم الذهب والمجوهرات، حيث تنتظر دفعتان من السعوديات العمل في محلات الذهب والمجوهرات، بعد أن أنهت الغرفة التجارية الصناعية في الرياض تدريبهن على العمل.
ويُعدُّ السماح للنساء بالعمل في محال الذهب مؤشرا على قرب إمكانية إدخالها ضمن المحال المؤنثة من قبل وزارة العمل، بعد أن أكد مصدر مطلع في غرفة الرياض أن الغرفة تستعد لتخريج الدفعة الثانية من المتدربات.
وأوضح المصدر أن الدفعتين من المتدربات كانتا بطلب من إحدى الشركات المتخصصة في بيع الذهب، وأن كلا من الدفعتين، اللتين أجرتهما الغرفة، منتهيتان بالتوظيف، مشيرا إلى أن مدة تدريب الدورة الواحدة بلغت ستة أسابيع.
من جانبها، عدت رئيسة اللجنة الوطنية النسائية في مجلس الغرف، هدى الجريسي، خطوة تدريب السعوديات على بيع الذهب، في حاجة إلى مستوى أمان عال، نظرا للقيمة الكبيرة للمعروض والاحتمالية الكبيرة لتعرض محلات الذهب للهجوم أو السطو بأية طريقة كانت.
وأضافت الجريسي أن المبيعات تحتاج إلى أمان بدرجة فائقة عندما نتكلم عن الذهب والمجوهرات، وفي صعيدين: الأول للاحتمالية الكبيرة لتعرض المحل للهجوم، ولن تكون البائعة قادرة على الدفاع كالرجال، وكون الباعة المحترفين يميزون من يأتي للسرقة من الوهلة الأولى، والصعيد الثاني من البائعات أنفسهن؛ فإذا كنا نتكلم عن محلات ذهب في مجمعات نسائية مغلقة، لن يرحب أحد بتركيب كاميرات مراقبة، كما أن المستثمرين في حاجة ضمان بألا تستعمل البائعة ذهب المحل في أغراضها الشخصية ثم تعيده.
" |
ولفتت إلى أنها من خلال زيارتها أحد مصانع الذهب المشغلة لحرفيات سعوديات، لاحظت أنهن يعملن على قطع ذهب صغيرة، بسبب عدم ثقة أصحاب المصانع في تسليمهن قطع ذهب ذات قيم مادية عالية.
من جانب آخر، أكد عضو لجنة الذهب في غرفة التجارة في المنطقة الشرقية رجل الأعمال، عبد اللطيف النمر، لـ"العربي الجديد"، ترحيبه بالخطوة وقال:" إذا كانت المرأة أو الفتاة تلتزم باللباس الشرعي، وتراعي الاخلاقيات، فليس هناك ما يمنع من انخراطها في هذا المجال كبائعة في محلات الذهب، داحضا كونها أكثر من الرجل عرضة للسرقة، وعلل ذلك بأن التزامها بقوانين شراء الذهب سيحميها كما سيحمي المستهلك.
أما رئيس لجنة الذهب سابقا في غرفة الشرقية، محمد الحمد، فلم يرحب بالفكرة كثيرا، قائلا: بعد أن تمّتْ سعودة القطاع وتدريب الشباب السعودي واكتسابهم الخبرة، هل نتخلى عنهم لتحل الفتيات مكانهم، مؤكدا أهمية ترك الخيار لصاحب المؤسسة في توظيف الشاب أو الفتاة وعدم اشتراط التأنيث الالزامي.