وبينما ينشغل أبو جامع في تصفيف شعر أحد زبائنه من أطفال الحي، يشير إلى أنه اضطر لإنشاء هذا الصالون بسبب قلة الإمكانيات، وعدم توفر مصدر دخل لعائلته وبسبب عدم قدرة والده على العمل.
وتلقى أبو جامع دورة في تعليم الحلاقة مدتها 70 ساعة، في أحد المراكز المتخصصة في فن قص وتصفيف الشعر، وبعدها قام بإحضار المعدات وصنع طاولة من خشب "المشاطيح"، ولوح زجاجي بسيط وأحضر كرسيّاً قديماً وعمل على إنشاء الصالون.
وأنهى أبو جامع الدراسة الجامعية في تخصص التمريض، ولكنه لم يستطع الحصول على شهادته الجامعية بسبب تراكم مستحقات تقدر بخمسمائة دينار أردني، وأمنيته اليوم الحصول على هذه الشهادة في أقرب وقت.
ويقول أبو جامع لـ"العربي الجديد"، إنه يعمل في صالون الحلاقة المتواضع للتخفيف عن كاهل أسرته ولإدخال المصروف اليوم للأسرة البالغ عدد أفرادها 11، واليوم يتمنى أبو جامع أن يطور مشروعه الصغير لكونه مصدر دخل العائلة الوحيد.
وتتماشى الأجرة التي يتلقاها أبو جامع من زبائنه مع الظروف الاقتصادية، ولا يزيد دخله اليومي عن 10 دولارات أميركي في أحسن الأحوال، وهو سعيد بهذا الأمر.
غير أنّ صالون الحلاقة لم يعد لتصفيف وحلق الشعر وتهذيبه فقط، بل إنّ سكان الحيّ يترددون على أبو جامع ويطلبون مساعدته في توفير بعض العلاجات بحكم تخصصه في التمريض، وهو سرعان ما يقوم بالمساعدة.
ويقع صالون أبو جامع المتواضع على ناصية الشارع، ويبعد نحو 70 متراً عن منزله في منطقة الزنة التي تعرضت للتدمير إبان العدوان الإسرائيلي الشامل على القطاع عام 2014.
ويعاني الآلاف من الخريجين الفلسطينيين في غزة من أوضاع اقتصادية مزرية، بفعل قلة الوظائف وارتفاع نسبة البطالة في صفوفهم في ظل ندرة المشاريع التشغيلية.
وبلغت نسبة بطالة خريجي الجامعات 73 بالمائة في قطاع غزة، وفق إحصائية أصدرها جهاز الإحصاء الفلسطيني مؤخراً، وترتفع نسبة البطالة عموماً في القطاع نتيجة الحصار الإسرائيلي، والضغوط التي قامت بتنفيذها السلطة الفلسطينية مؤخراً، عبر الاقتطاعات من رواتب الموظفين العموميين التابعين لها في القطاع.