خرّيج تمريض يعمل في الحلاقة: العمل من أجل حياة

خانيونس

ماهر عبد الرحمن

avata
ماهر عبد الرحمن
20 ابريل 2019
5F808008-71AD-4235-83E6-F6E9D5904FDC
+ الخط -
في غرفة صغيرة مصنوعة من البوص والنايلون ومخلفات الزنك والأقمشة البالية، أنشأ خريج التمريض الفلسطيني عبد الله أبو جامع، صالون الحلاقة الخاص بالحيّ الذي يسكنه في منطقة الزنة، ببلدة بني سهيلا شرق خانيونس جنوب قطاع غزة.

وبينما ينشغل أبو جامع في تصفيف شعر أحد زبائنه من أطفال الحي، يشير إلى أنه اضطر لإنشاء هذا الصالون بسبب قلة الإمكانيات، وعدم توفر مصدر دخل لعائلته وبسبب عدم قدرة والده على العمل.

وتلقى أبو جامع دورة في تعليم الحلاقة مدتها 70 ساعة، في أحد المراكز المتخصصة في فن قص وتصفيف الشعر، وبعدها قام بإحضار المعدات وصنع طاولة من خشب "المشاطيح"، ولوح زجاجي بسيط وأحضر كرسيّاً قديماً وعمل على إنشاء الصالون.

وأنهى أبو جامع الدراسة الجامعية في تخصص التمريض، ولكنه لم يستطع الحصول على شهادته الجامعية بسبب تراكم مستحقات تقدر بخمسمائة دينار أردني، وأمنيته اليوم الحصول على هذه الشهادة في أقرب وقت.

ويقول أبو جامع لـ"العربي الجديد"، إنه يعمل في صالون الحلاقة المتواضع للتخفيف عن كاهل أسرته ولإدخال المصروف اليوم للأسرة البالغ عدد أفرادها 11، واليوم يتمنى أبو جامع أن يطور مشروعه الصغير لكونه مصدر دخل العائلة الوحيد.

وتتماشى الأجرة التي يتلقاها أبو جامع من زبائنه مع الظروف الاقتصادية، ولا يزيد دخله اليومي عن 10 دولارات أميركي في أحسن الأحوال، وهو سعيد بهذا الأمر.

لم يستسلم لواقع البطالة (خالد شعبان)

غير أنّ صالون الحلاقة لم يعد لتصفيف وحلق الشعر وتهذيبه فقط، بل إنّ سكان الحيّ يترددون على أبو جامع ويطلبون مساعدته في توفير بعض العلاجات بحكم تخصصه في التمريض، وهو سرعان ما يقوم بالمساعدة.

ويقع صالون أبو جامع المتواضع على ناصية الشارع، ويبعد نحو 70 متراً عن منزله في منطقة الزنة التي تعرضت للتدمير إبان العدوان الإسرائيلي الشامل على القطاع عام 2014.

أنشأ الصالون بإمكانيات بسيطة (خالد شعبان) 


ويعاني الآلاف من الخريجين الفلسطينيين في غزة من أوضاع اقتصادية مزرية، بفعل قلة الوظائف وارتفاع نسبة البطالة في صفوفهم في ظل ندرة المشاريع التشغيلية.

وبلغت نسبة بطالة خريجي الجامعات 73 بالمائة في قطاع غزة، وفق إحصائية أصدرها جهاز الإحصاء الفلسطيني مؤخراً، وترتفع نسبة البطالة عموماً في القطاع نتيجة الحصار الإسرائيلي، والضغوط التي قامت بتنفيذها السلطة الفلسطينية مؤخراً، عبر الاقتطاعات من رواتب الموظفين العموميين التابعين لها في القطاع.

ندرة المشاريع التشغيلية (خالد شعبان)

ذات صلة

الصورة
جهود إنقاذ بأدوات بدائية في شمالي غزة (عمر القطاع/فرانس برس)

مجتمع

تتواصل العملية العسكرية الإسرائيلية البرية في محافظة شمال غزة مخلفة مئات الشهداء والمصابين، فضلاً عن تدمير عشرات المنازل، وإجبار الآلاف على النزوح.
الصورة
آلية عسكرية إسرائيلية قرب حدود قطاع غزة، 6 أكتوبر 2024 (ميناحيم كاهانا/فرانس برس)

سياسة

شهر أكتوبر الحالي هو الأصعب على إسرائيل منذ بداية العام 2024، إذ قُتل فيه 64 إسرائيلياً على الأقل، معظمهم جنود، خلال عمليات الاحتلال في غزة ولبنان والضفة.
الصورة
فرق الدفاع المدني في غزة/2 أكتوبر 2024(الأناضول)

مجتمع

أعلن جهاز الدفاع المدني في غزة، مساء الأربعاء، توقف عمله بالكامل في محافظة شمال القطاع، مشيراً إلى أن الوضع الإنساني هناك بات كارثياً.
الصورة
واجهة زجاجية مهشمة في إحدى غرف مستشفى بيروت الحكومي (حسين بيضون)

مجتمع

تواجه المستشفيات في لبنان تهديدات إسرائيلية تذكر اللبنانيين بما شهدوه في قطاع غزة على الشاشات، ويسعى المعنيون إلى مناشدة المسؤولين الدوليين لتحييدها
المساهمون