خروج بريطانيا والمخزونات تؤجل تعافي أسعار النفط

13 يوليو 2016
تخمة معروض النفط العالمي لا تنحسر (Getty)
+ الخط -

تلقى المراهنون على قرب تعافي أسواق النفط واسترداد الأسعار بعضا من عافيتها صدمة اليوم  الأربعاء بإعلان وكالة الطاقة الدولية أن تخمة النفط والمخزونات الضخمة ما زالت عاملا رئيسيا في انخفاض الأسعار، وكذا تخفيض بنك كريدي سويس، أحد أكبر المصارف السويسرية، توقعات نمو الطلب على النفط في الفترة المقبلة بفعل مخاوف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وقالت وكالة الطاقة الدولية، حسب رويترز، إن تخمة معروض النفط العالمي لا تنحسر وتشكل عاملا رئيسيا في انخفاض أسعار الخام رغم نمو الطلب القوي والانخفاض الكبير في إنتاج النفط خارج منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك).
وهبطت أسعار النفط الأربعاء عقب صدور تحذير وكالة الطاقة الدولية من أن تخمة المعروض من الخام في الأسواق العالمية تواصل الضغط على الأسعار، مع الكشف عن زيادة أسبوعية غير متوقعة في مخزونات الخام الأميركية.

وذكرت وكالة الطاقة، المعنية بتنسيق سياسات الطاقة للدول الصناعية، أنها عدلت توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط لعامي 2016 و2017 بزيادة 100 ألف برميل يوميا عن تقديرات الشهر الماضي إلى 1.4 مليون و1.3 مليون برميل يوميا على الترتيب.
وأضافت أن الطلب ينمو بفضل الاستهلاك الجيد في الهند والصين وكذلك نمو الاستهلاك في أوروبا على نحو غير متوقع.

وقالت: "لكن من المستبعد استمرار (هذا النمو في الطلب الأوروبي) في ظل الاضطراب الحالي لاقتصادات أوروبا التي تواجه الآن مزيدا من الضبابية عقب نتيجة الاستفتاء على عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي".
وتراجعت أسعار النفط لأدنى مستوى لها خلال أكثر من عشر سنوات لتصل إلى 27 دولارا للبرميل في وقت سابق هذا العام مقابل 115 دولارا في 2014 بعد أن رفعت أوبك الإنتاج دفاعا عن حصتها السوقية في مواجهة المنتجين ذوي التكلفة العليا مثل أميركا.

ونتيجة لهذا التراجع الكبير في الأسعار اضطر الكثير من المنتجين خارج أوبك لخفض الإنتاج وعاودت الأسعار الارتفاع إلى نحو 50 دولارا للبرميل في الشهور الأخيرة بدعم من حالات تعطل للإنتاج في دول مثل نيجيريا وكندا واضطرابات في الكويت.



وقالت وكالة الطاقة الدولية التي تتخذ من باريس مقرا لها إن هذا لم يكن كافياً لتقليص تخمة المعروض التي تراكمت على مدار العامين الأخيرين. 
وزادت المخزونات التجارية في الدول الصناعية 13.5 مليون برميل في مايو/ أيار الماضي لتصل إلى مستوى قياسي مرتفع بلغ 3.074 مليارات برميل.

وأضافت وكالة الطاقة أن المخزونات واصلت الزيادة في يونيو/ حزيران الماضي وهو ما دفع النفط المخزن في منشآت عائمة -وهي واحدة من أعلى طرق التخزين تكلفة- إلى أعلى مستوياته منذ عام 2009.
من جانبه قال بنك كريدي سويس إنه خفض تقديراته لنمو الطلب العالمي على النفط، متوقعا أن يؤدي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إلى كبح نمو الاقتصاد العالمي والحد من تعافي أسعار النفط.

وقال محللون في مذكرة كشف عنها الثلاثاء إن تصويت بريطانيا لصالح الانفصال هو "أحدث وربما أقوى" محفز لتباطؤ وشيك للنمو العالمي والذي من المرجح أن يكون له تأثير سلبي على الطلب على النفط في النصف الثاني من العام الجاري وفي العام القادم 2017.
وتوقع البنك السويسري تراجع الطلب على النفط في شمال غرب أوروبا والولايات المتحدة، كما توقع انخفاض نمو الطلب على النفط في الأسواق الآسيوية الناشئة اعتباراً من الربع الأخير وخلال العام المقبل.

غير أن المحللين توقعوا نمواً "قوياً" في إنتاج النفط الصخري الأميركي بنحو 400 ألف برميل يوميا في الفترة من الربع الأخير من 2016 إلى نفس الربع من 2017.
وخفض كريدي سويس توقعاته لنمو الطلب العالمي على النفط في العامين الحالي والمقبل بنحو 250 ألفا و300 ألف برميل يوميا على الترتيب.
غير أن البنك رفع توقعاته لمتوسط سعر خام القياس العالمي مزيج برنت لسنة 2016 و2017 إلى 44.53 دولارا و56.25 دولارا للبرميل على الترتيب من 37.77 دولارا و54.25 دولارا للبرميل.

كما رفع البنك توقعاته لمتوسط سعر خام غرب تكساس الوسيط الأميركي في العامين الحالي والقادم بواقع 6.68 دولارات و2.12 دولار للبرميل على الترتيب إلى 43.59 دولارا و55 دولاراً للبرميل.
وارتفعت مخزونات الخام والمنتجات المكررة في الولايات المتحدة بواقع 2.2 مليون برميل على غير المتوقع بحسب ما أظهرته بيانات معهد البترول الأميركي الثلاثاء.




المساهمون