تناقلت وكالات الأنباء خبراً عن طفل فلسطيني، وقد حمل الخبر المانشيت الرئيسي المعتاد والبغيض وهو "خرج ولم يعد"، حيث خرج الطفل وهو تلميذ في المرحلة الابتدائية من بيته في طريقه إلى المدرسة وحين اكتشف هناك حصوله على علامات متدنية خاف أن يعود إلى البيت فتعاقبه أمه ويقرعه والده، ويرى نظرات السخرية من أخوته، فأعاد حقيبته المدرسية مع زميله لكي يوصلها إلى البيت واختفت آثار الطفل الصغير بعد ذلك.
هذه الحادثة رغم بشاعتها فهي تقدم نتيجة حتمية ومنطقية لما يقوم به الآباء والأمهات اتجاه أولادهم وهو الأمر الذي لا يشعرون بعواقبه ونتائجه الوخيمة ويمارسونه باستمرار فيدمرون حياة أولادهم دون شعور، وقد يفقدونهم لذات السبب وهو أنهم يقارنون أولادهم بالآخرين مثل أخوتهم وأولاد الجيران والأقارب وخاصة ممن لا يكنون لهم المحبة ويناصبونهم العداء لأسباب بعيدة عن عالم الصغار البريء.
وفي الجانب الآخر من العالم وتأكيداً على دور المقارنة بين الأخوة والزملاء وما يتركه من أثر على التلاميذ فقد أرسلت مدرسة هندية في إقليم "كولكاتا" رسالة لأولياء الأمور هناك قبل موعد الامتحانات بأسابيع قليلة تخبرهم فيها بأن عليهم أن يعلموا أولادهم أن هذه الامتحانات هي مجرد اختبار وليست نهاية الحياة، وبأن من بين أبنائهم من هو نابغ في الرياضة ولكنه ليس نابغاً في الفيزياء مثلاً، كما أن هناك من يحب الفن ولكنه لا يحب الرياضيات، وعلى الآباء أن يتذكروا أن الطفل إن لم يحقق أعلى الدرجات فينبغي ألا نسلب منه ثقته بنفسه وكرامته.
اقــرأ أيضاً
إلى هنا ما يحدث في عالمين متناقضين، ففي عالمنا العربي وللأسف فإننا نتعامل مع أولادنا وكأنهم آلات صغيرة خلقت لكي تحقق ما لم نحققه، ولكي تصل إلى ما نريد أن نصل له، ولكي تقدم على إنجازات من أجل غايات في أنفسنا نحن وليس من أجلهم ولذلك فنحن نخسرهم، فكم من المتسربين من المدارس بسبب خوفهم من الامتحانات، وكم من راسبين كان الخوف من أهلهم هو السبب الأول، أما الذين خرجوا ولم يعودوا إلى بيوتهم فهؤلاء ما لم
تفصح عن أسباب غيابهم الحقيقية ولكنهم أصبحوا خطراً على المجتمع بأسره بعد سنوات طوال.
فالفروق الفردية بين البشر خلقت معهم وهي صفات يتميز بها الإنسان عن غيره ممن هم في مثل عمره غالباً سواء كانت تلك الصفات جسمية أو عقلية أو سلوكية، وهناك فروق بين الأفراد في الإدراك والمعرفة، وبالتالي ونتيجة لهذه الفروق فهناك دائماً التفاوت الملاحظ من ناحية الفهم والتحصيل والاستعداد للتحصيل والتفوق، وحسبما يمتلك الفرد من قدرات فهو قادر على أن يتفوق ويبدع، وعلى المعلم الماهر والمربي الحاذق وقبلهما على الآباء والأمهات التخاطب مع التلاميذ بقدر عقولهم وليس بطريقة واحدة، والبحث عن مكامن القوة لدى كل تلميذ وتنميتها، والمعلم الناجح هو الذي يستطيع أن ينوع في أساليب التدريس بحيث يستفيد من توظيف قدرات كل تلميذ حتى تصل المعلومة لكل واحد بشكل بسيط، وتستطيع الأم مثلاً أن تعرف قدرات أولادها منذ السنوات الأولى من أعمارهم دون أن تصرح بذلك أمامهم لكي لا تخذلهم ولا يتعالى أحدهم على الآخر، بل يجب عليها أن تأخذ بيد الجميع لكي يستقر نموهم النفسي الذي هو أساس نموهم العقلي، وإلا فالكارثة التي ستقع على المجتمع ستكون بسبب التفرقة والمقارنة في البيت وفي الصفوف الأولى من المدرسة.
اقــرأ أيضاً
هذه الحادثة رغم بشاعتها فهي تقدم نتيجة حتمية ومنطقية لما يقوم به الآباء والأمهات اتجاه أولادهم وهو الأمر الذي لا يشعرون بعواقبه ونتائجه الوخيمة ويمارسونه باستمرار فيدمرون حياة أولادهم دون شعور، وقد يفقدونهم لذات السبب وهو أنهم يقارنون أولادهم بالآخرين مثل أخوتهم وأولاد الجيران والأقارب وخاصة ممن لا يكنون لهم المحبة ويناصبونهم العداء لأسباب بعيدة عن عالم الصغار البريء.
وفي الجانب الآخر من العالم وتأكيداً على دور المقارنة بين الأخوة والزملاء وما يتركه من أثر على التلاميذ فقد أرسلت مدرسة هندية في إقليم "كولكاتا" رسالة لأولياء الأمور هناك قبل موعد الامتحانات بأسابيع قليلة تخبرهم فيها بأن عليهم أن يعلموا أولادهم أن هذه الامتحانات هي مجرد اختبار وليست نهاية الحياة، وبأن من بين أبنائهم من هو نابغ في الرياضة ولكنه ليس نابغاً في الفيزياء مثلاً، كما أن هناك من يحب الفن ولكنه لا يحب الرياضيات، وعلى الآباء أن يتذكروا أن الطفل إن لم يحقق أعلى الدرجات فينبغي ألا نسلب منه ثقته بنفسه وكرامته.
إلى هنا ما يحدث في عالمين متناقضين، ففي عالمنا العربي وللأسف فإننا نتعامل مع أولادنا وكأنهم آلات صغيرة خلقت لكي تحقق ما لم نحققه، ولكي تصل إلى ما نريد أن نصل له، ولكي تقدم على إنجازات من أجل غايات في أنفسنا نحن وليس من أجلهم ولذلك فنحن نخسرهم، فكم من المتسربين من المدارس بسبب خوفهم من الامتحانات، وكم من راسبين كان الخوف من أهلهم هو السبب الأول، أما الذين خرجوا ولم يعودوا إلى بيوتهم فهؤلاء ما لم
فالفروق الفردية بين البشر خلقت معهم وهي صفات يتميز بها الإنسان عن غيره ممن هم في مثل عمره غالباً سواء كانت تلك الصفات جسمية أو عقلية أو سلوكية، وهناك فروق بين الأفراد في الإدراك والمعرفة، وبالتالي ونتيجة لهذه الفروق فهناك دائماً التفاوت الملاحظ من ناحية الفهم والتحصيل والاستعداد للتحصيل والتفوق، وحسبما يمتلك الفرد من قدرات فهو قادر على أن يتفوق ويبدع، وعلى المعلم الماهر والمربي الحاذق وقبلهما على الآباء والأمهات التخاطب مع التلاميذ بقدر عقولهم وليس بطريقة واحدة، والبحث عن مكامن القوة لدى كل تلميذ وتنميتها، والمعلم الناجح هو الذي يستطيع أن ينوع في أساليب التدريس بحيث يستفيد من توظيف قدرات كل تلميذ حتى تصل المعلومة لكل واحد بشكل بسيط، وتستطيع الأم مثلاً أن تعرف قدرات أولادها منذ السنوات الأولى من أعمارهم دون أن تصرح بذلك أمامهم لكي لا تخذلهم ولا يتعالى أحدهم على الآخر، بل يجب عليها أن تأخذ بيد الجميع لكي يستقر نموهم النفسي الذي هو أساس نموهم العقلي، وإلا فالكارثة التي ستقع على المجتمع ستكون بسبب التفرقة والمقارنة في البيت وفي الصفوف الأولى من المدرسة.