خرائط الخيّام

01 يناير 2015
أفجاي نصر الله/ إيران
+ الخط -

منذ سكن عمر الخيّام (1048 - 1131) المخيّلة الشرقية، لم يعدْ يحضر من باب الاستعادة والاستذكار، بل بوصفه عودةً متجدّدة إلى الذات.

ولعلّ ظهور كتاب "رباعيات الخيّام: ثلاث ترجمات عراقية رائدة"، الذي أعدّه محمد مظلوم وصدر أخيراً عن "منشورات الجمل"، وضم ترجمة حرة لأحمد الصراف، وأُخريَيْن موزونتين لجميل صدقي الزهاوي وأحمد الصافي النجفي، يذكّرنا بالصلات الأخرى، بيننا وبين بلاد فارس، غير تلك التي قطّعتها السياسة.

في "سمرقند"، يرسم أمين معلوف خريطة العالم من خلال مخطوط الرباعيات. خريطة تمتد من أواسط آسيا إلى أنابوليس في "العالم الجديد". كما يرسم خرائط زمان يمتد من شباب الخيّام في نيسابور في القرن الحادي عشر، إلى غرق المخطوط في تايتانيك بداية القرن العشرين.

سيَرُ مدنٍ وصراعاتٌ على السلطة، حروب ومتمردون وفرق اغتيالٍ؛ كل ذلك على خلفية هدأة روح الخيام المنصرف إلى نجومه وإعداد نظامه الفلكي في القسم الأول. أما القسم الثاني، فصراع ضارٍ تخوضه القوى الغربية مطلع القرن العشرين، على وقع قوافي القصائد التي تنتقل من أيدي جمال الدين الأفغاني إلى العاشقَيْن.

مع النيسابوريّ، الذي رحل قبل قرابة ثمانمئة سنة، نوقن أن في مستطاع الشعر إنقاذ عالمٍ ينهار، وأنّ في إمكان الكلمات أن تتحوّل إلى خرائط للخروج من أزمنة مظلمة.

دلالات
المساهمون