ختام قمة "سيكا" في طاجيكستان: غزل روسي صيني... و"فرصة هامة" لقطر

15 يونيو 2019
انعقدت القمة بعنوان "رؤية مشتركة لمنطقة أكثر أمنا ورفاهية"(الأناضول)
+ الخط -
اختتمت في العاصمة الطاجيكية دوشنبه اليوم السبت، أعمال الدورة الخامسة لقمة منظمة التعاون وبناء تدابير الثقة في آسيا (سيكا)، حيث أعرب رؤساء الدول والحكومات المشاركون عن دعمهم لمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وبينما شهدت القمة غزلاً روسياً صينياً، وصف أمير قطر الشيخ  تميم بن حمد آل ثاني القمة بـ"الفرصة الهامة" والتي عقد خلالها سلسلة من المحادثات أبرزها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وبالإضافة إلى أمير قطر والرئيس الروسي، حضر القمة كل من الرئيس الصيني شي جين بينغ، والتركي رجب طيب أردوغان، والإيراني حسن روحاني، والأوزبكي شوكت ميرزيوييف، والكازاخي قاسم جومرت توكاييف، وغيرهم من رؤساء حكومات وزعماء وممثلي الدول الأعضاء الدائمين والمراقبين في منظمة "سيكا". 

ووقع الزعماء على البيان الختامي للقمة، الذي نص على الدعم الكامل لمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية والخارجية لبلادهم، إذ أورد البيان أنه "ليس من حق أية دولة أو مجموعة من الدول، لأي سبب من الأسباب، التدخل في شؤون دولة أخرى بشكل مباشر أو غير مباشر، بما في ذلك السعي لتغيير الحكومات الشرعية، وندعم حق كل دولة في تحديد النظام السياسي الخاص بها".

واعتبر القادة الموقعون أن الوضع في الشرق الأوسط لا يزال يدعو للقلق، داعين جميع الأطراف لتطبيق قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، لإرساء السلام والأمن والاستقرار في المنطقة.

وأكدوا في بيانهم الختامي على "ضرورة إعادة إحياء مفاوضات السلام في الشرق الأوسط في إطار حل الدولتين، والقانون الدولي، وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة". كما أكد البيان على رفض دول "سيكا" التام للقرارات الأحادية التي تفتح الطريق أمام تغيير وضع القدس.

كما تطرق إلى الوضع في أفغانستان مؤكدا على ضرورة أن تكون عملية السلام والمصالحة في البلاد شاملة.

ودعا البيان الدول الأعضاء في المنظمة للمشاركة في مكافحة الإرهاب والتطرف، وتجارة المخدرات في أفغانستان.

وأعرب القادة عن إدانتهم غير المشروطة لجميع الهجمات الإرهابية في جميع أنحاء العالم، ودعوا إلى تطوير استراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب.

وأكد الموقعون أن الحركات الانفصالية تمثل تهديدا لسيادة الدول ووحدة أراضيها، وأمنها، واستقرارها، وتعهدوا بمنع استخدام أراضيهم من قبل أي حركات أو هيئات انفصالية.

وأعلنوا قرارهم عقد الاجتماع السادس لوزراء خارجية المنظمة عام 2020، والقمة السادسة لزعماء دول المنظمة عام 2022.

وكانت القمة التي انعقدت تحت عنوان "رؤية مشتركة من أجل منطقة سيكا أكثر أمنا ورفاهية"، قد بحثت التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والبيئية والإنسانية بآسيا، وتدابير بناء الثقة اللازمة في مواجهة التحديات والتهديدات الجديدة.

وتضم منظمة "سيكا" 27 دولة كأعضاء دائمين، و8 دول أخرى بصفة دول مراقبة و5 منظمات. 


أمير قطر: فرصة هامة لتبادل الأفكار

وعلّق أمير قطر على مشاركته في القمة، بأنها كانت "فرصة هامة لتبادل الأفكار حول تعميق التعاون بين دول آسيا لتعزيز الأمن والاستقرار والازدهار فيها"، مشيراً في تغريدة له على حسابه في "تويتر"، إلى أن القمة كانت "فرصة سانحة للقاء عدد من القادة للتباحث في قضايا ثنائية وإقليمية ودولية.

وفي هذا السياق، أكد الرئيس الروسي على أن علاقات بلاده مع قطر "في تطور مستمر"، واصفا الدوحة بـ "الشريك الهام والمحوري في منطقة الشرق الأوسط".

وأشار بوتين خلال لقائه الأمير، على هامش أعمال الدورة إلى "التعاون الهام والمثمر والنشط في المجال الاستثماري، متطلعا إلى "مزيد من الدعم لهذا القطاع"، بحسب وكالة الأنباء القطرية "قنا".

من جانبه، أكد أمير قطر أن علاقات البلدين "قوية ومتينة واستراتيجية، وتشهد تطورا كبيرا خاصة في مجالات الطاقة والاستثمار". وأعرب عن "استعداد الدوحة لزيادة الاستثمارات في روسيا".

وحول استعدادات الدوحة لمونديال 2022، أوضح أمير قطر أنها "جيدة"، مشيرا إلى التعاون الذي تم بين البلدين "خلال تنظيم روسيا بطولة كأس العالم 2018، وأهمية تعزيز تبادل الخبرات من أجل بطولة قطر 2022".

وفيما يتعلق بالوضع الخليجي، تم تأكيد "ضرورة حل كل الخلافات التي تشهدها المنطقة بالحوار والطرق الدبلوماسية، وتغليب المصلحة العليا للشعوب حفاظا للأمن والاستقرار".

من جهة أخرى، التقى الشيخ تميم، الرئيس الصيني شي جين بينغ، وبحث معه "علاقات الشراكة الاستراتيجية بين الدوحة وبكين، وأوجه تطويرها في شتى المجالات". كما ناقشا "أبرز القضايا على الساحتين الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك"، بحسب "قنا".

وأعرب الرئيس الصيني خلال اللقاء عن استعداده للعمل مع أمير قطر؛ من أجل دفع وتعزيز العلاقات بين البلدين، وفق وكالة "قنا".

كما التقى الشيخ تميم، في زيارته التي تعد الأولى إلى طاجيكستان، رئيسها إمام علي رحمان والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.


غزل روسي صيني

وعلى هامش اللقاءات أيضاً، احتفل الرئيس الصيني جين بينغ بعيد ميلاده السادس والستين مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين الذي يعتبره شي صديقا مقربا والذي أهداه بوظة (آيس كريم).

ومن النادر الإفصاح عن تفاصيل حياة كبار القادة في الصين ولا يتم الكشف عن تواريخ الميلاد الدقيقة لأغلبهم باعتبارها من أسرار الدولة.


وقال التلفزيون الصيني الرسمي إن بوتين أهدى شي بوظة روسية، دون الإفصاح عن نكهتها، وإن شي رد بإهداء بوتين مشروب الشاي الصيني.

وأضاف التلفزيون الصيني أن شي وجه الشكر لبوتين وقال إن الرئيس الروسي يتمتع بشعبية طاغية في الصين.