خامنئي يصوّب على​ روحاني قبيل الانتخابات: انتقاد "صيانة الدستور" من أسوأ الأعمال

05 فبراير 2020
دافع خامنئي عن مجلس صيانة الدستور (Getty)
+ الخط -
وجّه المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، اليوم الأربعاء، انتقادات لاذعة غير مباشرة إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني، والإصلاحيين من دون تسميتهم، وذلك بعد مهاجمتهم مجلس صيانة الدستور، خلال الفترة الأخيرة، بسبب رفضه أهلية عدد كبير من مرشحي التيار الإصلاحي للانتخابات التشريعية المقبلة، المزمع عقدها في الـ21 من الشهر الحالي.

ودافع خامنئي، وفقا للموقع الإعلامي لمكتبه، خلال كلمة له اليوم، في لقاء عام أمام جماهير إيرانية، عن مجلس صيانة الدستور، الذي ينيط به الدستور مهمات متعددة، منها الإشراف على الانتخابات وتقييم المرشحين والموافقة على أهليتهم للترشح لخوض السباق الانتخابي، قائلا إن "مهاجمة مجلس صيانة الدستور من أسوأ الأعمال"، مضيفاً أنّ هذا المجلس "يتشكل من ستة فقهاء عدل وستة قانونيين بارزين اختارهم مجلس الشورى الإسلامي". وأكد المرشد الإيراني أن مجلس صيانة الدستور "له منزلة في الدستور ومؤسسة يوثق بها"، متسائلا "كيف يمكن للإنسان أن يتهم هذا المجلس بالحقد تجاه بعض الأشخاص؟". وأضاف خامنئي أنّ "العدو لا يُعاتب لكن ينبغي أن يحذر فلان كاتب أو ناشطين بالفضاء الافتراضي ونائب بالبرلمان وفلان مسؤول حكومي بارز"، من دون تسمية الأخير، قائلا "لا ينبغي أن نتصرف بطريقة ندعو الناس إلى المشاركة في الانتخابات، لكن في الوقت نفسه نتحدث بطريقة نحبطهم من المشاركة فيها".

وواصل خامنئي انتقاداته من خلال القول إن "البعض تولوا مناصب بالانتخابات، لكنهم يشككون فيها"، مخاطبا إياهم متسائلا "عندما تكون الانتخابات لصالحكم فهي صحيحة، لكنها عندما تكون ليست لصالحكم فهي باطلة؟".

إلا أن المرشد الإيراني دعا المواطنين الإيرانيين "ومن يحب إيران ويريد أمنها وحل مشاكلها" إلى المشاركة بكثافة في الانتخابات التشريعية المقبلة، مضيفا أن "الأشخاص المؤمنين والثوريين لديهم دوافع أقوى للمشاركة في الانتخابات، لكن الذين ليست لديهم دوافع دينية وثورية وهم يعشقون الوطن العزيز، فعليهم الذهاب إلى صناديق الاقتراع". واعتبر خامنئي أن الانتخابات البرلمانية المقبلة "فرصة كبيرة" لإيران و"تهديد للأعداء"، واصفا "المشاركة الكثيفة" فيها بأنها "تضمن أمن البلاد".

وسبق أن هاجم روحاني خلال الفترة الأخيرة مجلس صيانة الدستور عدة مرات، بعد رفضه أهلية مرشحين إصلاحيين لخوض الانتخابات التشريعية القادمة خلال الشهر المقبل، قائلا "لا معنى للانتخابات إذا كان المرشحون من لون واحد".

ودعا الرئيس الإيراني، أواخر الشهر الماضي، إلى إجراء انتخابات تنافسية، والفوز فيها بالتنافس، وفي الوقت نفسه إلى عدم مقاطعة الانتخابات والمشاركة الواسعة فيها، مع كشفه أيضا عن توجيه "رسائل لازمة" لإعادة النظر في رفض الترشيحات، من دون أن تسمية الجهات التي خاطبها. ويتهم الإصلاحيون وأنصار حكومة روحاني المحافظين بالسعي عبر مجلس صيانة الدستور لتوحيد السلطات في البلاد تحت العنوان المحافظ، وإخضاعها بالكامل لهذا اللون السياسي، من خلال إقصاء التيارات المنافسة من البرلمان، تحضيرا لانتزاع الرئاسة منهم خلال انتخابات 2021، بحسب قولهم، وهو أمر محتمل على ضوء تراجع دور الإصلاحيين ومشروعهم لأسباب عدة.

إلا أن مجلس صيانة الدستور الإيراني يرفض الاتهامات الموجهة إليه بجعل الانتخابات غير تنافسية ومقتصرة على تيار سياسي واحد، إذّ أكد المتحدث باسم المجلس في وقت سابق من الشهر الحالي، أن 17 مرشحا يتنافسون على كل مقعد من مجموع 290 مقعدا بالبرلمان الإيراني. وتجري المرحلة الأولى من الانتخابات العامة، التي تنظم كل 4 سنوات، في 21 فبراير/ شباط الجاري.

وبخلاف الانتخابات السابقة، رفض الإصلاحيون في الكثير من الدوائر الانتخابية، تقديم قوائم موحدة باسمهم لعدم توفر مرشحين منتمين لهم ورفض ترشيح شخصيات إصلاحية وازنة، منها دائرة طهران الكبيرة، حيث قرر المجلس الأعلى للإصلاحيين في اجتماع له، مساء أمس الثلاثاء، عدم تقديم قائمة موحّدة إلى طهران. لكن في ظل وجود انقسام بين الأحزاب الإصلاحية بين موافق ومعارض لهذه القائمة، سمح للأحزاب الإصلاحية التي ترغب في تقديم القائمة، أن تقوم بذلك باسمها.


صفقة القرن "ستموت"

في جانب آخر من كلمته، هاجم المرشد الإيراني ما يسمى بـ"صفقة القرن" الذي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في وقت سابق من الشهر الجاري لتصفية القضية الفلسطينية، مؤكدا أنها "ستموت قبل موت ترامب". وقال خامنئي إن "ما يسمى بصفقة القرن مشروع أحمق وخبيث وفاشل وأنه لن يثمر حتما". وأضاف أن "الطريقة لمواجهة هذا المشروع هي صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته ودعم العالم الإسلامي له"، مشيرًا إلى أنه "سيجلب لهم الضرر وقد أحيا القضية الفلسطينية".

 

 

المساهمون