خامنئي يحذر من التهديدات ويدعو الحرس الثوري إلى الجهوزية

16 سبتمبر 2015
+ الخط -

قال المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي إن لدى أعداء إيران رغبة في النفوذ إلى داخل بلاده، معتبراً أن النفوذ ‏السياسي ‏والثقافي أخطر بكثير من النفوذ الاستخباراتي أو حتى الاقتصادي، داعياً الحرس الثوري الإيراني بالذات إلى الحذر من ‏التهديدات المحدقة ‏بالبلاد سواء التهديدات الداخلية أم الخارجية.‏


وخلال اجتماع مع قادة وعسكريين في مؤسسة الحرس عقد اليوم الأربعاء، أضاف خامنئي أن ما يقصده بالأعداء هم ممثلو ‏قوى ‏الاستكبار والغطرسة العالمية المتمثلة أساساً بالولايات المتحدة الأميركية، بحسب تعبيره، قائلاً إنه يجب تجهيز قوات ‏الحرس ودعمها، ‏وعليها أن تكون جاهزة لمواجهة أي تهديدات محتملة.‏

ونقلت المواقع الرسمية الإيرانية عن خامنئي قوله أيضاً إن سياسات أعداء المنطقة تتناقض وشعاراتها، مشيراً إلى أن هؤلاء ‏حضروا إلى المنطقة ورفعوا شعارات الوقوف ضد الإرهاب وإرساء الأمن والسلام، وبناء حكومات ديمقراطية، لكن الولايات ‏المتحدة التي ‏ترفع شعار بناء الديمقراطية تدعم أكثر نظم المنطقة ديكتاتورية، بحسب رأيه.‏

كذلك ذكر أن أعداء المنطقة يرون أن إيران قوة مؤثرة وفاعلة على الساحة الإقليمية، ولكنهم يعتبرون في الوقت ذاته أن خطابها ‏الإسلامي ‏يجب أن يهمش، معتبراً أن هدف هؤلاء هو عزل إيران ومصادرة خطابها.‏

من جهته أكد قائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال محمد علي جعفري خلال حضوره هذه الجلسة، أن قوات الحرس لن ‏تسمح ‏بنفوذ أعداء إيران إلى داخل البلاد، مؤكداً أن الحرس على دراية بكل المخططات.‏

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا" عن جعفري قوله إن الحرس يعمل بشكل دائم للحفاظ على الجهوزية، ولتطوير ‏‏الصواريخ اللازمة، قائلاً إن إيران تمتلك قدرات عسكرية دفاعية نوعية لم تكن تمتلكها في السابق.‏

في السياق ذاته، قال نائب قائد الحرس حسين سلامي إن القوات الإيرانية تراقب عن كثب كل التحركات العسكرية في المياه ‏الخليجية، ‏وفي مياه بحر عُمان وفي بعض أجزاء المحيط الهندي، كذلك ترصد كل التحركات في المناطق التي قد يتقدم منها أي ‏تهديد للأمن ‏القومي الإيراني، بحسب قوله.‏

وفي لقاء مع التلفزيون المحلي الإيراني بث ليل أمس الثلاثاء، أضاف سلامي أن جميع القطع العسكرية الأميركية في مرمى ‏‏الصواريخ الإيرانية، مشيراً إلى أن لدى إيران صواريخ متقدمة لا يمكن صدها، كما ذكر أن البلاد ترصد التحركات حولها ‏بالرادارات ‏وبطائرات من دون طيار.‏

من جهته، قال قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، الجنرال قاسم سليماني، إن الولايات المتحدة الأميركية تتبع سياسات عديدة ‏ومختلفة في الوقت الحالي في المنطقة، معتبراً أن السبب لهذا هو محاولة التعويض عن خساراتها.‏

وخلال اجتماع لقادة وعسكريين في الحرس الثوري، أضاف سليماني في كلمته التي نقلها موقع الحرس أنه من الضروري ‏التعرف على السياسات الأميركية الراهنة التي تختلف عن سياساتها السابقة، معتبراً أن حضور عدد كبير من الأطراف ‏الأوروبية داخل إيران يأتي بالتنسيق مع الولايات المتحدة، والتي تحاول إيجاد قطبين داخل المجتمع الإيراني وتغيير الرأي العام ‏الإيراني إزاء الغرب، واصفاً الأمر بأنه سياسة للنفوذ داخل البلاد.‏

وأضاف سليماني أن واشنطن تعمل على الاستفادة من بعض الملفات لتبدو أنها تأخذ خطوات قانونية ومشروعة في المنطقة، ‏ومنها ملف حقوق الإنسان، كما أنها تتبع سياسة دعم الكيان الصهيوني، معتبراً أن كل دولة تدعم هذا الطرف تلقى الدعم الأميركي ‏أيضاً، بحسب تعبيره.‏

كذلك اعتبر سليماني أن الولايات المتحدة تعمل على إضعاف إيران والتحكم بها، وهذا من خلال تواجدها في المناطق التي يعد فيها ‏نفوذ الجمهورية الإسلامية مؤثراً، كذلك تعمل على الإبقاء على الخلاف بين دول العالم الإسلامي من خلال دعم "داعش" ‏والمجموعات التكفيرية، بحسب تعبيره، مضيفاً كذلك أن أميركا تعمل على الحفاظ على هذه التنظيمات الإرهابية كونها بحاجتها، ‏فهي التي تبقي بعض الدول في المنطقة مرتبطة بأميركا بشكل دائم.‏

كذلك اعتبر قائد فيلق القدس في هذا الاجتماع أن الولايات المتحدة تكبّدت خسارات عديدة في غرب آسيا، معتبراً أن الثورة ‏الإسلامية الإيرانية كانت مقدمة لأفول القوة الأميركية، وهو ما جعلها تركز على سياساتها للقضاء على إيران، ومن هذه ‏المخططات إيجاد حلفاء ليساعدوها في هذه المهمة، فقد حاولت الوقوف بوجه إيران والقضاء على حزب الله في لبنان، إلا أنها لم ‏يكن لديها القدرة أساساً على القيام بهذا الأمر، بحسب تعبيره. ‏


اقرأ أيضاً: قرار أميركي بفصل العراق عن سورية في محاربة "داعش"