خالد عوض... معالم السميرية حاضرة في ذهنه

03 سبتمبر 2020
"لم تستطع المقاومة الصمود أمام أسلحة اليهود الحديثة" (العربي الجديد)
+ الخط -

"تشتهر بلدتنا السميرية، الواقعة في شمالي عكا في فلسطين، بمائة وعشرين بئراً من المياه. كان أمام منزل كل شخص بئر". هكذا يبدأ اللاجئ الفلسطيني خالد خليل صالح عوض كلامه. يقول: "وُلدت في عام 1938. عندما خرجت من بلدتي الفلسطينية، كنت في العاشرة من عمري. وما زلت أذكر معالم بلدتي كأنها أمامي. كانت تشتهر بكثرة الآبار، وهي أفضل وأغنى بلدة على الساحل الفلسطيني، حتى إن أرضها كانت أفضل أرض للزراعة. تربتها خصبة، وكل شخص يستطيع أن يروي مزروعاته من الآبار التي كانت في كل بيت". يتابع عوض: "قبل خروجنا من فلسطين بست سنوات، توفي والدي. وتولت أمي العمل في الأرض. كانت تزرع الخضار وتعتني به، وتوزع صندوقين من الخضار على الجيران الذين ليس لديهم أرض، حالها حال أهالي البلدة، ما يعني أن إنتاج الأراضي لم يكن يباع في الأسواق، بل يوزع على الجيران". ويوضح: "كنا أربعة إخوة نعمل في الزراعة، لكن أخي الأصغر مات في فلسطين قبل خروجنا منها". توجّهت العائلة إلى لبنان، وتحديداً إلى بلدة رميش (جنوب لبنان). "نمنا فيها ليلتين، ثم توجهنا إلى قانا، وبقينا فيها لمدة شهرين، ثم إلى مدينة صور. بعدها، نقلنا إلى مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في مدينة صيدا"، بحسب عوض. في مخيم عين الحلوة، "عشنا في شوادر". وكانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) تقدّم شادراً لكل عائلتين، "فرفضنا الأمر وعشنا في شادر واحد". إضافة إلى الشوادر، قدّمت لنا الوكالة الخبز والطعام. يضيف عوض: "لم أعمل، لكن شقيقاتي هن من كن يعملن، وينقلن الرمل والبحص في ورش البناء، إضافة إلى العمل في البساتين. تابعت تعليمي وتقدمت لامتحانات البريفيه (امتحانات الشهادة المتوسطة)، لكنني لم أتابع تعليمي، لأن شقيقي الأكبر كان يتابع تعليمه أيضاً حتى تخرج من الجامعة".

بعد البريفيه، "صرت أبحث عن عمل. عملت في الطوبار (فن تركيب القوالب التي تُستخدم لوضع الخرسانة غير المتصلبة الطرية داخلها، لتكتسب بعد تصلبها أشكالاً مختلفة)، ثم توقفت عن العمل بعدما تقدمت في السن".
يتذكّر: "تمكّن رجالنا من المقاومة. لكنّني لم أعدّ الأيام التي استمرت فيها المقاومة. الجميع كان يشتري السلاح من أجل حراسة البلد. كان قرب بلدتنا مستعمرة يعيش فيها اليهود، وكان المقاومون وسكان المستعمرة يتبادلون رشق الرصاص على بعضهم البعض. لكن في نهاية الأمر، لم نستطع الصمود أمام تلك الأسلحة الحديثة، والدعم العالمي لليهود".

المساهمون