غاضب هو المخرج السعودي خالد الطخيم لأنّ المستوى الفني للأعمال الدرامية الخليجية يسجل، بحسب رأيه، تراجعاً مخيفاً عاماً بعد عام. ويعتبر أنّ السبب هو إصرار بعض القنوات التلفزيونية على إبراز نجوم معينين، في وقت يسأل هؤلاء النجوم عن المقابل المادي قبل أن يقرأوا النصّ الجديد. وكلّ هذا أوقع الجميع في مشكلة؛ وهي استسهال إنتاج أعمال "سخيفة" لم تقدّم أيّ جديد إلى الجمهور.
ويؤكد المخرج، الذي فاز بالجائزة الأولى في مهرجان القاهرة العربي للتلفزيون، عن برنامج "دعوة للحوار"، على أنّ الدراما الخليجية "سجّلت تراجعاً كبيرا في السنوات الماضية أمام الدراما المصرية"، كما يؤكد على أنّه "لم يعد هناك حراك إنتاجي حقيقي، بسبب وجود منتجين يتحكّمون في ما تنتجه القنوات الفضائية. معه كان هذا الحوار.
* لا توجد أيّ أعمال جديدة محلية، لماذا هذا الركود والكسل؟
النشاط الفني متوقف، نحن نحاول أن نجهز شيئاً جديداً، لكن لم نجد أيّ شيء يستحقّ. وهذا يؤكّد على بطء الحركة الفنية السعودية خصوصاً. لماذا لا يكون هناك حراك إنتاجي طوال العام بدلاً من اقتصاره فقط على موسم رمضان؟ لأننا لا نستطيع أن نقوم بشيء إلا بعدما نقدّم أوراقنا إلى المحطات الفضائية ونحصل على موافقات وعلى تعميد الإنتاج بموافقاتها، والقنوات الفضائية لم تبدأ موسمها بعد.
* في هذه الحالة، ما هو دور المنتج التجاري؟
لا يوجد منتجون مستقلون في المملكة العربية السعودية. هذا موضوع شائك وليس سهلاً، لأنّ الأمر لم يعد كما كان في السابق، حين كان العمل يُنتَج ثم يتمّ تسويقه، بل بات هذا الأمر فيه مخاطرة كبيرة، لأنّ المنتج قد يصرف لإنتاج عمل فيخسر ويفشل في بيع العمل.
* هل يمكن أن يخسر منتج في ظلّ وجود أكثر من 100 محطة تلفزيونية خليجية ترغب في شراء أيّ شيء؟
لا، ليس الأمر كذلك في الحقيقة، فكل محطة لديها مجموعة تنتج لها. يمكن القول إنّه نوع من الاحتكار، في معظم القنوات. وما عدا ذلك يكون حسب ما تطرحه المحطات الأخرى. لكن عندما تقدّم على أغلب المحطات لا بدّ أن تسلك طريق المنتج الذي يحتكر الإنتاج لهم.
* لكن على الرغم من ذلك الأعمال الكويتية موجودة، وعلى مدار العام، لماذا لم تتأثر مثل الدراما السعودية؟
القضية لم تعد إذا كان العمل الجيد هو الذي سيُعرض. فأغلب الأعمال التي يتم عرضها هي دون المستوى. لكنّ الأعمال صارت تعرض على "حسّ نجمة، فمثلا محطة لديها منتج هو من يتولّى عملية الإنتاج لها، وهو من يكلّف بعد ذلك المنتجين الآخرين، لكنّه يشترط ظهور أسماء معينة فقط، دون أن ينظر حتى إلى مستوى العمل أو ماذا سيقدّم إلى الجمهور. فقط يهمّه أن تكون هذه الأسماء موجودة فيه، ولا يمرّ على أيّ رقابة. لهذا فالكثير من الأعمال الكويتية تجدها أقلّ من عادية، لأنّ المنتج المنفذ الذي يغذّي المحطة يبحث عن أسماء معيّنة. ويمكن القول إنّها صارت أقرب إلى الموضة.
* كيف يمكن تقييم الأعمال الخليجية التي قدمت في الفترة الأخيرة، خصوصاً خلال موسم رمضان الماضي؟
في الفترة الأخيرة، لم نشاهد أيّ عمل يستحقّ المشاهدة. ربما فقط عمل أو اثنان كان في مستوى مقبول. لكن لا يوجد عمل يشدّ الانتباه بشكل أخّاذ كما تفعل المسلسلات المصرية مثلاً. تلك التي تفوّقت كثيرا خلال الفترة الأخيرة، خصوصاً في شهر رمضان. وهي التي تجذب الانتباه أكثر، حتّى في صفوف السعوديين.
اقرأ أيضاً: دراما التلفزيون أهلاً "بالأرخص"
* مثل ماذا؟
مثل أعمال نيللي كريم مثلا، لا أحد في الخليج يقدم ما تقدمه، ولا يقترب حتّى منه، خصوصا في مسلسلي "سجن النساء" و"تحت السيطرة". فلا يوجد عمل خليجي يمكن أن يضاهي هذه الأعمال، ولا يقارن حتّى به، سواء في ناحية الإخراج أو في كتابة السيناريو أو في الأداء التمثيلي. وغالبية الأعمال المصرية تلفت الانتباه، إنّما الأعمال الخليجية لا تفعل، فهي تقدم أفكاراً ممزوجة ومكرّرة وسخيفة. ولا نجد فيها أيّ موضوع جديد، بل موضوعات مترهّلة ولا تستحقّ أن يتمّ عرضها. وكل ما يهمّ الممثلين فيها هو كم سيتقاضون مقابل العمل. ويعضهم لا يقرأونه حتّى. وكل ممثل يأتي ويصوّر دوره ويذهب، بلا اهتمام.
*لماذا باتت الدراما السعودية حبيسة اللعب على انتقاد المجتمع بشكل كوميدي. الكل يلعب على هذا الوتر حتى بات مملاً لدرجة كبيرة؟
لأنه لدينا في السعودية ضعف درامي تام، في الإنتاج وفي الكتابة، وفي السيناريو. لا يوجد لدينا ناجحون في ذلك، والموجودون يعدّون على أصبعين فقط. ليس لدينا كتّاب حقيقيون، لديهم أفكار إبداعية وخلاقة.
*ربما لأنّ المنتجين حبسوهم في هذا الإطار، وهي رغبة الممثلين أيضاً؟
المنتج ينتج حسب النصّ، وهو يبحث عن شخص كتب شيئاً جيّداً، لكنّه عندما يبحث لا يجد شيئاً. ومنذ العام 2013 لم أقدّم أيّ شيء لأنّه لا يوجد شيء يستحقّ أن يقدّم إلى الجمهور، لا يوجد شيء يدفعني إلى العمل.
اقرأ أيضاً: الدراما الخليجية تشهد صعود "النجم الأوحد"
ويؤكد المخرج، الذي فاز بالجائزة الأولى في مهرجان القاهرة العربي للتلفزيون، عن برنامج "دعوة للحوار"، على أنّ الدراما الخليجية "سجّلت تراجعاً كبيرا في السنوات الماضية أمام الدراما المصرية"، كما يؤكد على أنّه "لم يعد هناك حراك إنتاجي حقيقي، بسبب وجود منتجين يتحكّمون في ما تنتجه القنوات الفضائية. معه كان هذا الحوار.
* لا توجد أيّ أعمال جديدة محلية، لماذا هذا الركود والكسل؟
النشاط الفني متوقف، نحن نحاول أن نجهز شيئاً جديداً، لكن لم نجد أيّ شيء يستحقّ. وهذا يؤكّد على بطء الحركة الفنية السعودية خصوصاً. لماذا لا يكون هناك حراك إنتاجي طوال العام بدلاً من اقتصاره فقط على موسم رمضان؟ لأننا لا نستطيع أن نقوم بشيء إلا بعدما نقدّم أوراقنا إلى المحطات الفضائية ونحصل على موافقات وعلى تعميد الإنتاج بموافقاتها، والقنوات الفضائية لم تبدأ موسمها بعد.
* في هذه الحالة، ما هو دور المنتج التجاري؟
لا يوجد منتجون مستقلون في المملكة العربية السعودية. هذا موضوع شائك وليس سهلاً، لأنّ الأمر لم يعد كما كان في السابق، حين كان العمل يُنتَج ثم يتمّ تسويقه، بل بات هذا الأمر فيه مخاطرة كبيرة، لأنّ المنتج قد يصرف لإنتاج عمل فيخسر ويفشل في بيع العمل.
* هل يمكن أن يخسر منتج في ظلّ وجود أكثر من 100 محطة تلفزيونية خليجية ترغب في شراء أيّ شيء؟
لا، ليس الأمر كذلك في الحقيقة، فكل محطة لديها مجموعة تنتج لها. يمكن القول إنّه نوع من الاحتكار، في معظم القنوات. وما عدا ذلك يكون حسب ما تطرحه المحطات الأخرى. لكن عندما تقدّم على أغلب المحطات لا بدّ أن تسلك طريق المنتج الذي يحتكر الإنتاج لهم.
* لكن على الرغم من ذلك الأعمال الكويتية موجودة، وعلى مدار العام، لماذا لم تتأثر مثل الدراما السعودية؟
القضية لم تعد إذا كان العمل الجيد هو الذي سيُعرض. فأغلب الأعمال التي يتم عرضها هي دون المستوى. لكنّ الأعمال صارت تعرض على "حسّ نجمة، فمثلا محطة لديها منتج هو من يتولّى عملية الإنتاج لها، وهو من يكلّف بعد ذلك المنتجين الآخرين، لكنّه يشترط ظهور أسماء معينة فقط، دون أن ينظر حتى إلى مستوى العمل أو ماذا سيقدّم إلى الجمهور. فقط يهمّه أن تكون هذه الأسماء موجودة فيه، ولا يمرّ على أيّ رقابة. لهذا فالكثير من الأعمال الكويتية تجدها أقلّ من عادية، لأنّ المنتج المنفذ الذي يغذّي المحطة يبحث عن أسماء معيّنة. ويمكن القول إنّها صارت أقرب إلى الموضة.
* كيف يمكن تقييم الأعمال الخليجية التي قدمت في الفترة الأخيرة، خصوصاً خلال موسم رمضان الماضي؟
في الفترة الأخيرة، لم نشاهد أيّ عمل يستحقّ المشاهدة. ربما فقط عمل أو اثنان كان في مستوى مقبول. لكن لا يوجد عمل يشدّ الانتباه بشكل أخّاذ كما تفعل المسلسلات المصرية مثلاً. تلك التي تفوّقت كثيرا خلال الفترة الأخيرة، خصوصاً في شهر رمضان. وهي التي تجذب الانتباه أكثر، حتّى في صفوف السعوديين.
اقرأ أيضاً: دراما التلفزيون أهلاً "بالأرخص"
* مثل ماذا؟
مثل أعمال نيللي كريم مثلا، لا أحد في الخليج يقدم ما تقدمه، ولا يقترب حتّى منه، خصوصا في مسلسلي "سجن النساء" و"تحت السيطرة". فلا يوجد عمل خليجي يمكن أن يضاهي هذه الأعمال، ولا يقارن حتّى به، سواء في ناحية الإخراج أو في كتابة السيناريو أو في الأداء التمثيلي. وغالبية الأعمال المصرية تلفت الانتباه، إنّما الأعمال الخليجية لا تفعل، فهي تقدم أفكاراً ممزوجة ومكرّرة وسخيفة. ولا نجد فيها أيّ موضوع جديد، بل موضوعات مترهّلة ولا تستحقّ أن يتمّ عرضها. وكل ما يهمّ الممثلين فيها هو كم سيتقاضون مقابل العمل. ويعضهم لا يقرأونه حتّى. وكل ممثل يأتي ويصوّر دوره ويذهب، بلا اهتمام.
*لماذا باتت الدراما السعودية حبيسة اللعب على انتقاد المجتمع بشكل كوميدي. الكل يلعب على هذا الوتر حتى بات مملاً لدرجة كبيرة؟
لأنه لدينا في السعودية ضعف درامي تام، في الإنتاج وفي الكتابة، وفي السيناريو. لا يوجد لدينا ناجحون في ذلك، والموجودون يعدّون على أصبعين فقط. ليس لدينا كتّاب حقيقيون، لديهم أفكار إبداعية وخلاقة.
*ربما لأنّ المنتجين حبسوهم في هذا الإطار، وهي رغبة الممثلين أيضاً؟
المنتج ينتج حسب النصّ، وهو يبحث عن شخص كتب شيئاً جيّداً، لكنّه عندما يبحث لا يجد شيئاً. ومنذ العام 2013 لم أقدّم أيّ شيء لأنّه لا يوجد شيء يستحقّ أن يقدّم إلى الجمهور، لا يوجد شيء يدفعني إلى العمل.
اقرأ أيضاً: الدراما الخليجية تشهد صعود "النجم الأوحد"