خارطة آثار ليبيا المُهدّدة

19 أكتوبر 2015
(من موقع لبدة الكبرى)
+ الخط -

نَشرت جريدة "لوموند" الفرنسية قبل أيام مقالاً حول الآثار الليبية ومصيرها في ظل تحرّك الجماعات المتطرفة في البلاد، حيث تنطلق الكاتبة فلورنس إفين من تساؤل: هل يطال الآثار الليبية نفس الأذى الذي تأتينا صُوَرُه من العراق وسورية، وإذا كانت بعدُ سالمة، هل وضعها مُطمئنٌ؟

حاولت إفين أن تعتمد في تحقيقها، كما تذكر، على اتصالات هاتفية بمسؤولين وخبراء آثار ليبيين، معظمهم لم يرد، ومن ردّ منهم أصرّ على عدم ذكر اسمه. جميع المتحدّثين أجمعوا بأن الآثار الليبية مهدّدة، ولكن ليس فقط من قبل الجماعات الإرهابية، ففي غياب الدولة يعتقد كل من يضع يده على منطقة بأن الآثار التي فيها ملكه.

تقدّم إفين خارطة بالمناطق المهدّدة بالاندثار، من أهم ما تذكر المدينة الإغريقية القديمة قورينيا، التي يوجد فيها معبد الإله زيوس وهو أكبر معبد له في العالم. وتذكر أيضاً مدينة لبدة الكبرى (لبتيس مانيا) التي شهدت مولد أحد أعظم أباطرة الرومان سبتموس سيفيروس، إضافة إلى المسرح الروماني في مدينة صبراطة التي يسيطر عليها متطرّفو داعش منذ أشهر.

تشير الصحافية الفرنسية إلى أنه، وفي ظل عدم إقدام المتطرفين على تفجير الآثار باعتبار أنهم يسيطرون على مدن وليس على مناطق كما في العراق وسورية، فإن أهم تهديد اليوم للآثار متعلق بنهب الآثار القابلة للنقل، كالتماثيل واللوحات الفسيفسائية وغيرها، وهي تمر من مصر أساساً، أو تغادر بحراً باتجاه تركيا ولبنان وإيطاليا.

تذكر، أيضاً، عدداً من الحالات التي جرى فيها العثور على قطع أثرية ليبية في لندن وباريس وجينيف و"إسرائيل". وكان "المجلس الدولي للمتاحف" قد وضع ليبيا مؤخراً في القائمة الحمراء للبلدان المهددة آثارها بالاندثار، ويعتزم المجلس قريباً نشر قائمة بالمواقع التي تحتاج إلى حماية، إضافة إلى قائمة بالقطع الأثرية التي سجّل اختفاؤها لمنع تجارتها. ترى هل أن مثل هذه القوائم ستمنع من تجارتها بالفعل؟


اقرأ أيضاً: آثار سورية.. مزادات ومهرّبون

المساهمون