حياة خارج القمة

01 ابريل 2019
الحياة موجودة خارج القمم العربية (فتحي بلعيد/فرانس برس)
+ الخط -

انتهت، أمس الأحد، قمة العرب الـ30 منذ تأسيس الجامعة العربية منذ 74 سنة. وأضيفت قراراتها إلى قائمة طويلة جداً من القرارات والبيانات التي ظلت تتكرر منذ عقود، من دون أن تفرز في واقع الأرض العربية شيئاً حقيقياً مؤثراً في حياة الشعوب أو يغير في مسار القضية الأم، فلسطين، التي من أجلها تأسست الجامعة، أو هكذا يعتقد المواطنون العرب في كل شبر من الأرض العربية.

بيانات وقرارات فضفاضة تحولت إلى بنود يتم إخراجها من الأدراج مع كل قمة، صيغت بشكل عامّ يحاول أن يتلافى مزيداً من الانشقاق والفرقة. حتى قال مواطن تونسي، لـ"العربي الجديد"، في الطريق: نحن لا ننتظر شيئاً منهم، ولا نريد شيئاً إلا إذا استطاعوا أن يخففوا من معاناة الناس في فلسطين.


لكن الحياة العربية موجودة خارج القمم، تنبض بمعاناة الناس وتشكّل آمالهم وتنحت أحلامهم، ولا تقف أمامهم حواجز الكلمات الخشبية ولا خلافات الزعماء. وتزامناً مع القمة العربية المنعقدة في تونس، عقدت قمة موازية للتذكير بقضايا الشعوب العربية، وتناولت الوضع في فلسطين والحراك الجزائري وواقع حقوق الإنسان في مصر، فضلاً عن الواقع السياسي والمعيشي الصعب الذي تعيشه بلدان مثل السودان واليمن وسورية. ونظمت هذه القمة، التي أطلق عليها "قمة المجتمع المدني الموازية"، بمبادرة من أكثر من 18 منظمة من داخل تونس وخارجها، توّجت أعمالها، أمس الأحد، بمؤتمر صحافي يتناول الوضع العام في البلدان العربية، تليها رسالة إلى القمة العربية، ثم وقفة أمام المسرح البلدي في شارع الحبيب بورقيبة.

ويؤكد هذا الحراك المدني أن الشعب حيّ وعروقه تنبض بالقضايا الحقيقية التي تعني الناس وتعمّر أيامهم ولياليهم. مواطن آخر قال، لـ"العربي الجديد": قولوا للزعماء العرب أن يجمعوا شملهم أولاً، فما عساهم يفعلون وهم منقسمون؟ ويلخص هذا الرجل جوهر العمل العربي المعوق، فكيف بزعماء يجتمعون وهم لا يتكلمون مع بعضهم ولا يسلم أحدهم على الآخر، بينما تستنفد البروتوكولات كل جهودها حتى لا يتصادف اعتراض أحدهم للآخر. أصبح الأمر مضحكاً، لولا أن الحياة موجودة بالفعل خارج القمم.