حورية الفار: تراث فلسطين هويتنا

29 أكتوبر 2015
(العربي الجديد)
+ الخط -
بات الكفاح من أجل التمسّك بالعادات والتقاليد السائدة في فلسطين أولوية لكل فلسطيني وجد نفسه خارج أرض بلاده. أمرٌ نجحت حورية الفار بالحفاظ عليه. هي سيدة فلسطينية من مدينة اللد، قررت أن تتولى مسؤولية إعداد جيل متمسك بتراثه، ومنذ سنوات تعكف على تدريب الدبكة الفلسطينية، وخرّجت أجيالاً كبروا وتزوجوا لتدرّب اليوم أطفالهم.

في لقاء مع "العربي الجديد"، شرحت حورية ما حصل بعد استشهاد والدها، يوم غادرت مع والدتها وإخوتها إلى الضفة الغربية ثم إلى الأردن، وبعد ذلك استقرت في لبنان، وعاشت في مدرسة أبناء شهداء الثورة الفلسطينية في منطقة سوق الغرب بالقرب مدينة بيروت.

وقالت: "التحقت عام 1970 بفرقة فلكلورية ومسرحية كان يشرف عليها الفنان عبدالله حداد، وكان أول عمل مسرحي اشتركت به "العرس الفلسطيني" وكنت حينها أبلغ من العمر 12 سنة، واستمريت في الفرقة حتى عام 1976 كنت أرافقها في الجولات العربية والأوروبية، والتحقت بعدها بفرقة زهرة المدائن التي يشرف عليها محمد بارود، وتم دمج الفرق بعدها ليصير اسمها "مؤسسة المسرح للفنون الشعبية"، وكانت عبارة عن مدرسة نتعلم فيها الموسيقى والدبكة والتمثيل، واستمرينا حتى عام 1982 حين اجتاحت إسرائيل لبنان ووصلت إلى بيروت، سافرت إلى تونس مع المقاومة الفلسطينية، وبقيت هناك حتى عام 1987 وعندما عدت إلى لبنان التحقت بفرقة فولكلورية تراثية فلسطينية".

أقرأ أيضًا:240 ألف دولار تعويضاً لسائقيْن رفضا نقل الكحول

وأضافت: "كان حلمي أن أؤسس فرقة لتدريب الأطفال وتعليمهم الدبكة الفلسطينية، خاصة بعد بداية غزو الثقافة الغربية للجيل الجديد، أنا أؤمن أن التراث الفلسطيني هو هويتنا ويجب المحافظة عليه، لذا بدأت بتشكيل الفرقة من أطفال مخيم عين الحلوة تتراوح أعمار المشاركين فيها بين 7 و11 سنة".

اختارت حورية مع أعضاء فرقتها اسم "الكوفية"، وبعد ثلاثة أشهر اشتركت الفرقة بحفلها الفني الأول. وتضيف: "واجهتنا عقبات عدة كي أدرّب الأطفال، بدأنا بالتدريب في أحد الملاجئ، ثم أصريت على الاستمرار حتى لو اضطررنا للتدرّب وسط الشارع، أنا مؤمنة بعملي الذي يتمثّل ببناء جيل يهتم بتراثه، وكنت أبحث عن الأطفال المتسربين من المدارس كي لا يبقوا في الشوارع، وصرت أدربهم في بيتي المتواضع المؤلف من غرفة ومطبخ فقط، حيث كنت استخدم المطبخ "كواليس".

التحقت حورية أيضاً بدورة للتدريب على الخياطة كي تستطيع أن تصمم ملابس للفرقة، ثم اشترت "ماكينة خياطة" واستلفت مبلغ 250 دولارا لشراء القماش، وصارت الملابس من تصميمها وخياطتها، وما زالت تحتفظ بأول زي خاطته للفرقة بنفسها حتى اليوم


تضم الفرقة اليوم 70 عضواً وقد بلغ عدد الملتحقين بالفرقة منذ تأسيسها ما يقارب الـ 250 شابا وفتاة، منهم من تخرّج من الجامعة، ومنهم من تزوج وشجّع أطفاله على حضور صفوف الدبكة، استطاعت حورية نشر الفن الفلسطيني في عدة بلدان عربية وأوروبية بمساعدة هؤلاء الأطفال.

أقرأ أيضًا:عرس فلسطيني
المساهمون