حمّام الشيخ في صيدا.. زوّاره متنوعون يحنون إلى العراقة

18 اغسطس 2014
حمّام الشيخ معلم تاريخي في مدينة صيدا القديمة(العربي الجديد)
+ الخط -

يفتح التاريخ أبوابه أمامك حينما تدخل أحياء صيدا القديمة، وأنت تستمع إلى أنغام "قبقاب الحمّام"، ذلك الصوت المعهود الذي يصلك من داخل "حمّام الشيخ" العائد إلى القرن السادس عشر، والواقع بين الأزقة المحافظة على طابعها التراثي.

تجتاز ساحة "باب السراي" لتصل إلى الشاهد الوحيد على عراقة المكان من خلال يافطة تحمل اسم "حمام الشيخ". من هناك تدخل إلى باب صغير حيث بهو الحمام والنافورة في الوسط تتزنر بالنراجيل، ومنها تصعد درجات قليلة لتصل إلى مكان الجلوس قبل الحمّام والاسترخاء بعده.
 
يحتوي "الحمّام" على سبع غرف، كلها مخصصة للاستلقاء على الرخام، تُدعى "بيت النار". ينتقل الزائر بعدها الى مرحلتي "التكييس" والمسّاج، ثم يستحم بالمياه الساخنة مستخدماً كاسات الألمنيوم، وبعد ذلك يعود أدراجه إلى البهو الرئيسي ذي الطابع التراثي، بعد أن يلبس المناشف المزركشة، حيث يحلو السهر وتناول طبق من الفول والحمص، أو وجبات خفيفة مكونة من المناقيش واللبنة والجبنة، فضلاً عن الخضروات المتنوعة والمشروبات من شاي وزهورات، وصولاً الى أخذ نفس من "النرجيلة".

يعتبر حمّام الشيخ من المعالم التاريخية في مدينة صيدا، فمنذ العام 1975 يستقبل الروّاد المتنوعين، وهم في معظمهم من خارج صيدا، بعضهم يقدم إليها من الدول العربية والغربية، فالمغتربون عادة ما يحبون العودة إلى أمكنة تعبق برائحة التاريخ. لقد مرّت على الحمّام أيام عزّ حيث كان مزدهراً، وكان يستقبل زواراً من مختلف الطبقات الاجتماعية والمهن، سياسيين واقتصاديين وإعلاميين.

وتغيرت حاله في الوقت الحاضر، حيث لم يعد يشهد إقبالاً كسابق عهده، رغم أن الخدمات التي يقدمها ما زالت كما هي، يفتح الحمّام أبوابه ما بين شهرين وأربعة أشهر، ومن ثم يتوقف عن العمل بسبب الطقس، لأن عمله فقط في فصل الشتاء.

بإلقاء نظرة سريعة على القادمين إلى أحياء صيدا القديمة، تجد غلبة لتنوّع الزبائن، ولكن القاسم المشترك بينهم هو العودة الى التراث والحنين إلى عراقة مباني صيدا، فهناك من يحلو له الذهاب إلى الحمّام برفقة الأصدقاء أكثر من الأهل، حيث تطيب جلسات الكلام بعد الاستحمام وتناول الطعام، والاستمتاع بالتكييس والمساج.

المساهمون