من حقول الأرزّ إلى مصانع السجاد، وصولاً إلى مقالع الحجارة ينهض ملايين الأطفال في الهند، يومياً إلى أعمالهم القسرية. ليس لدى هؤلاء أيّ طموح أو حلم أبعد من إنهاء ساعات العمل القاسية، والعودة مجدداً إليه يوماً بعد يوم.
فبلاد المليار و262 مليون نسمة، تبخل على الكثير من الأطفال بحقهم في تلقي التعليم، وعيش أيام طفولتهم، كأطفال فحسب لا كرقيق.
ويجبر الأطفال على العمل منذ سن الخامسة، في مهن قاسية. وهو ما يعرّضهم لكثير من الأخطار، منها الإصابات المتكررة، والآلام المزمنة.
وتشير منظمة "ووك فري" الحقوقية التي ينتمي إليها 30 مليون شخص حول العالم، وتقود حملة في الهند ضد عمالة الأطفال ، إلى أنّ المهن التي تستغل الأطفال أكثر من سواها في البلاد هي مشاريع البناء، والمصانع والمزارع. ويعمل الأطفال هناك 7 أيام أسبوعياً بلا راحة، و18 ساعة يومياً.
تتوجه الحملة إلى البرلمان الهندي بالذات، من أجل تعديل القوانين، بالترافق مع مشروع قانون يحضّر له البرلمان بعنوان "عمالة الأطفال: الحظر والتنظيم".
وينص مشروع القانون على:
1- منع تشغيل الأطفال بعمر أقل من 14 عاماً.
2- تطبيق عقوبات أشدّ على منتهكي قوانين عمل الأطفال.
3- رصد حالات الانتهاك المشتبه بها الخاصة باسترقاق الأطفال.
تعرض المنظمة، في إطار الحملة، فيلماً قصيراً في موقعها، حول القضية. تشير فيه إلى انتهاكات عديدة يتعرض لها الأطفال. ويمرّ الفيلم على صور قاسية لأطفال ما دون العاشرة يحملون أوزاناً كبيرة من الحجارة والرمال والخضار على رؤوسهم، ويكسرون الصخور الضخمة بأزاميل صغيرة. كما يبعث الفيلم برسالة مفادها أنّ الطفل المستعبد اليوم سيبقى كذلك حتى مماته، إذا لم يحظر الرق منذ اليوم.
وتدعو المنظمة بالشراكة مع "المسيرة العالمية من أجل إنهاء عمالة الأطفال" إلى الضغط على البرلمان الهندي، من أجل تمرير القانون، عبر توقيع عريضة خاصة بالحملة. وتستهدف العريضة الحصول على 145 ألف توقيع. مع العلم أنّها حصلت حتى اليوم، على نحو 130 ألف توقيع.
تشير المنظمة في واجهة موقعها الإلكتروني، إلى أنّ ضحايا العبودية حول العالم اليوم، يصل عددهم إلى 29 مليوناً و800 ألف نسمة. وتدعو إلى الانضمام لحملتها من أجل رفع العبودية عن جزء مهم من بينهم.