حملة سورية تطالب "فيسبوك" بالتزام حرية التعبير بعد حذفه منشورات الساروت

13 يونيو 2019
أطلق الناشطون حملة عبر منصة "آفاز" (فيسبوك)
+ الخط -
يواصل سوريون حملتهم في مواجهة إدارة "فيسبوك"، التي حذفت العديد من منشورات وصفحات تنعى شهيد الثورة السورية عبد الباسط الساروت، الذي استشهد قبل بضعة أيام، انطلاقًا من إيمانهم بحقهم بحرية التعبير، وتكريم إنسان ناضل من أجل الكرامة.

وأطلق الناشطون حملة عبر منصة "آفاز" لحملات المجتمع، بعنوان "اطلبوا من (فيسبوك) الالتزام بحرية التعبير وعدم حذف الكتابات عن عبد الباسط الساروت".

وطالبت الحملة إدارة "فيسبوك" بـ"إعادة كل الكتابات المحذوفة وإعادة تفعيل الحسابات المجمّدة، والتوقف بشكلٍ نهائي عن مثل هذه الممارسات التي تُذكّر السوريين بالديكتاتورية، التي قاموا لمواجهتها بحثاً عن حريتهم وكرامتهم"، ضمن عريضة وقع عليها أكثر من 12 ألف شخص حتى اللحظة.

وورد في بيان الحملة على "آفاز"، الذي يعتبر أكبر موقع عالمي، لحركة تمكّن الشعوب من صناعة القرار في كل مكان: "منذ أيام استُشهد السوري عبد الباسط الساروت، الذي كان من أوائل من دافعوا عن حرية سورية وإنسانها، وعن كرامتها وكرامته. أجمع السوريون من مختلف الانتماءات، بشكلٍ نادر، على اعتباره أحد أبطال ثورتهم وكتب المئات منهم عنه لتأبينه والحديث عن سيرته، التي اعتبروها تُلخص تلك الثورة على موقع (فيسبوك)، لكن إدارة الموقع حذفت العديد من تلك الكتابات، كما أوقفت حسابات شخصيات سورية كتبت عنه. إن هذا يتناقض مع الحد الأدنى من مبدأ حرية التعبير".

كما طالب الموقعون على العريضة إدارة "فيسبوك"، بأن تتحمل مسؤوليتها الأخلاقية، وتنسجم مع مبادئ تأسيس الموقع، وتحل المشكلة عن طريق عاملين لديها يستطيعون التمييز بين ما هو مسيءٌ حقاً للناس، ويُخالف شروط استخدام الموقع، وبين مواد تُعبّر عن رأي الشعوب الباحثة عن حقوقها الإنسانية، التي تكفلها كل القوانين والشرائع، مؤكدين أن من المعيب الوقوع في خطأ كهذا، بسبب الاعتماد على (الآلات) التي لا تميز معاني الحرية والعدالة.

وحاول الناشطون أيضًا تكريم الساروت، من خلال إعادة مشاركة منشورات تتحدث عن كفاحه، حذفتها إدارة "فيسبوك"، حديثًا، مثل منشور الكاتب السوري ياسين الحاج صالح، الذي قال فيه: "استشهد اليوم عبد الباسط الساروت، أحد أنبل وأشجع أبطال الثورة السورية. مسار باسط من الاحتجاج السلمي ومسائيات الخالدية، إلى حمل السلاح إلى النزعة الجهادية بعد الحصار في حمص، ثم الانكفاء عنها مع الاستمرار في القتال ضد الأسدية وحماتها، هو مسار نموذجي لثائر سوري. زين الشباب الذي كان حارس منتخب شباب سورية لكرة القدم، استشهد اليوم بعد أن جرح في المعركة أمس وهو في الـ 27".


كما أوضح العديد من الناشطين، أن الهدف من حذف المنشورات التي تكرم كفاح الساروت، هو محاولة فرض رواية واحدة، هي رواية النظام عما يحدث في سورية، خاصة بعد ملاحظة تجاهل إدارة "فيسبوك" للمنشورات التي تزعم أن الشهيد "إرهابي"، وانحيازها لجهة النظام، في حين اتهم آخرون الروس والنظام السوري، بالوقوف وراء حملة حذف المنشورات، من خلال "الذباب الإلكتروني"، الذي يتألف من مجموعة من الحسابات الوهمية يديرها أناس مأجورون، أو مجموعة من الويب روبوت، وهدفها توجيه الرأي العام على منصات التواصل الاجتماعي تجاه قضية معينة، أو بناء رأي عام يصب في صالح مشغليها.

وكتب دياب سرية، أحد مؤسسي "رابطة المعتقلين والمفقودين في سجن صيدنايا": "وحد رحيل الساروت السوريين المعارضين، على اختلاف توجهاتهم، هذا التوحد وهذا التفاعل على (فيسبوك) و(تويتر) وعلى وسائل الإعلام العربية والدولية، شكّلا رأيا عاما مناصرا للثورة ومتعاطفا معها، وهذا لا يعجب الروس والنظام، وتحديداً الروس"، وأضاف: "استشهد الساروت على جبهات القتال في حماة، وفي مواجهات مع قوات الاحتلال الروسي والجيش الأسدي، الساروت رمز من رموز الثورة السورية، ومسيرته الثورية هي مسيرة الثورة من السلمية إلى التسليح إلى الجهاد إلى الخسارة والانتقال إلى المقاومة الشعبية، باختصار الساروت هو رمز حقيقي لما حصل في سورية، قصة الساروت تزعج الروس، فهم لم يتدخلوا في سورية بحسب زعمهم لقمع مظاهرات سلمية، وحراك شعبي مسلح يطالب بالديمقراطية والحرية، بل تدخلوا لينقذوا سورية والمنطقة من الإرهاب، هذه روايتهم على المستوى الدولي، لذلك يزعجهم الساروت، الدفاع المدني يزعجهم، المنظمات الطبية السورية تزعجهم أيضًا، وسوف يقومون بأي شيء لمحو أي أثر إيجابي لهذه الأمور، من هنا تنطلق الحملة على منشورات الساروت وغيرها".

كما أشار سرية إلى أن "أسراب الذباب الإلكتروني الروسي"، استطاعت التأثير في الانتخابات الأميركية الأخيرة، وحشد التأييد وبث دعاية كاذبة ضد الديمقراطيين وضد هيلاري كلينتون، مؤكدًا أن هذا الأمر كشفت عنه تحقيقات مولر، التي عطلها ترامب نفسه، وأوضح أن بالإمكان كشف الذباب الإلكتروني بطريقة بسيطة، فحسابات الروبوتات لا تحتوي على أية منشورات، ومعلوماتها الشخصية غير موجودة أو قليلة للغاية، كما أنها لا تستطيع التعليق سوى بعبارات متكررة قصيرة لأسباب تقنية.

 

دلالات
المساهمون