حملة أمنية "غريبة" في العراق: حصر الإطارات بيد الدولة

23 يوليو 2018
المتظاهرون استخدوا الإطارات المشتعلة للتعبير عن الغضب(محمد علي/فرانس برس)
+ الخط -
أطلقت السلطات الأمنية في العراق، اليوم الاثنين، حملة واسعة للسيطرة على الإطارات التالفة للسيارات، ومنع استحواذ المتظاهرين عليها، الأمر الذي وصفه الناشطون بـ"الحملة الغريبة".

وقال ضابط بارز في وزارة الداخلية العراقية، لـ"العربي الجديد"، إن "الوزارة أوعزت لقواتها من الشرطة المحلية والاتحادية، وعبر قيادة العمليات في بغداد ومحافظات الجنوب، بالسيطرة على مقابر السيارات المتواجدة في كل مدينة، وتجميع إطارات السيارات التالفة"، لافتاً إلى أنّ "الحملة شملت أيضاً محافظات البصرة وميسان وكربلاء وبابل والنجف".

وأكد الضابط عينه أن "فرقا أمنية خاصة تداهم منذ أيام محال تبديل الإطارات في بغداد، لمصادرة التالف من الإطارات، وتخزينها في ساحات مسيطر عليها من قبل وزارة الداخلية"، مشيراً إلى أن "بعض أصحاب محال بيع الإطارات يستغلون المحتجين ويبيعون لهم الإطارات التالفة بضعف سعرها، بالإضافة إلى أنها تتسبب باختناق الناس أثناء حرقها في التظاهرات".

واستخدم المتظاهرون في ناحية الهارثة والمدينة في محافظة البصرة، في بداية تظاهراتهم المطالبة بتحسين الخدمات، والتي دخلت أسبوعها الثالث؛ الإطارات، وتم إشعالها في إشارة إلى انطلاق شرارة الاحتجاج الذي لن يتوقف إلا بتحقيق مطالبهم.

وامتد استخدام الإطارات في محافظات العراق الجنوبية الأخرى، كما قلّد محتجو بغداد وتحديداً في حي الشعلة والعامل، الطريقة ذاتها، ما ردت عليه قوات مكافحة الشغب باقتحام التظاهرة واعتقال عدد من الناشطين.


وقال الناشط من النجف، علي السنبلي، إن "السيطرة على الإطارات من قبل الدولة، هو أمر مضحك، فبدلاً من حصر الإطارات بيد السلطة، لا بد من حصر السلاح الذي أصبح لعبة بيد العصابات والمليشيات".

من جهة ثانية، أكد السنبلي، في حديثٍ مع "العربي الجديد"، أنّ "القوات الأمنية في النجف، لا تزال تمارس أبشع أنواع الاستفزاز مع المحتجين وتمنعهم من الوصول إلى ساحات الاحتجاج بشتى الوسائل، إذ وصل الأمر إلى منع بعض باعة عبوات المياه المعدنية من الوصول إلى المحتجين، فهم يريدون أن نصبح عطاشا حتى ننسحب من التظاهرات".

وشدد على أن "التظاهرات مستمرة حتى تحقيق مطالب المتظاهرين"، قائلاً "نحن على موعد ثابت من كل يوم، في الساعة الخامسة مساءً، نتواجد في ساحة ثورة العشرين، ويشترك معنا وجهاء عشائر وناشطون وأهل الكوفة وبقية الاقضية والنواحي، وشعاراتنا لا تخرج عن المطالبة بالخدمات، كذلك نقد قضية اعتقال المتظاهرين".


بدوره، انتقد المسؤول بالمجلس المحلي في مدينة الناصرية، عبد القهار المحمداوي، سلوك السلطات الأمنية في التعامل مع أدوات المتظاهرين. وقال لـ"العربي الجديد"، إن "جمع الإطارات من قبل الدولة، لا يدل إلا على تأخر التفكير الأمني في العراق، ففي كل احتجاجات العالم، يتم استخدام الإطارات وحرقها، تعبيراً عن الغضب والاستياء الشعبي من حادثة ما"، مبيناً أن "القيادة الأمنية في مدينة الناصرية، عليها أن تحافظ على أمن المتظاهرين وليس الاستحواذ على أدواتهم".

ورأى أن "الحكومة العراقية لا تزال تتخبط في التعامل مع المتظاهرين، فهي من جهة تريد تحقيق مطالبهم، ومن جهة أخرى، تحاول قمعهم واسكاتهم"، مبيناً أن "مدينة الناصرية، دخلت منذ أمس، مرحلة العصيان المدني، وتحديداً في قضاء الرفاعي، ونتطلع لأن تتجه باقي مدن العراق المنتفضة إلى السلوك ذاته".

دلالات
المساهمون