حملة "المليون شجرة" سلاح مقاومة فلسطيني

29 اغسطس 2015
الحملة تهدف لدعم صمود المزارعين في أراضيهم وقراهم
+ الخط -
لا يتوقف نشطاء اللجان الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في الضفة الغربية المحتلة، عن مواجهة سياسات الاحتلال، الرامية جميعها إلى مصادرة المزيد من أراضي الفلسطينيين والسيطرة عليها لصالح التوسع الاستيطاني.

ويستعدّ النشطاء للتصدي لمخططات سلطات الاحتلال في القرى والتجمّعات البدوية، شرق بلدة يطا، جنوبي مدينة الخليل في جنوب الضفة، لمواجهة خطر مصادرة المئات من أراضي المزارعين الفلسطينيين، عن طريق زراعة عشرات الأشجار المثمرة، ضمن حملة "المليون شجرة" الثالثة، في الأراضي الفلسطينية.

ويقول منسّق اللجان الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان، في جنوب الضفة، راتب الجبور، لـ"العربي الجديد"، إن "العشرات من نشطاء المقاومة الشعبية، سيتوجهون اليوم السبت، إلى الأراضي المُصَادَرَة في محيط بئر وخزان للمياه مهددان بالهدم في قرية أم صفا، جنوبي شرق بلدة يطا، لزراعة عشرات الأشجار المثمرة كخطوة الأولى للتصدي لقرارات الاحتلال".

وأضاف أن "الحملة تهدف إلى تثبيت الفلسطينيين في أرضهم، وإعطائهم القوة والدافع من أجل الصمود وعدم الرضوخ لكافة محاولات الاحتلال الإسرائيلي ترحيلهم عنها، بالإضافة إلى تأمين مصادر رزق أخرى للأهالي، عن طريق زراعة أصناف مختلفة من الأشجار المثمرة".

اقرأ أيضاً: لجان الحماية الشعبية الفلسطينية... مواجهة إرهاب المستوطنين وتقاعس السلطة

ويعتبر الجبور أن "الهدف الأساسي يكمن في مواجهة الاستيطان والوقوف في وجهه، لا سيما بعدما أصدرت سلطات الاحتلال قرارات هدم البئر والخزان، والذي يُغذّي عدداً من القرى المحيطة بقرية أم صفا، إضافة إلى منع أصحاب الأراضي من الوصول إليها، بحجة أنها مُصَادَرَة وتابعة لسلطات الاحتلال".

ويشير إلى أن "جيش الاحتلال قد يعترض طريق النشطاء، ويحاول منعهم من الوصول إلى الأراضي المُصَادَرَة، لا سيما في محيط خزان المياه، الممنوع من الاستخدام في الوقت الحالي، غير أن النشطاء وأصحاب الأراضي، أجمعوا على أنهم سيصلون إلى المكان، وسيزرعون الأشجار ويساعدون المزارعين على الصمود في أراضيهم وقراهم".

وأكد الجبور أن "لجان المقاومة الشعبية في جنوب الضفة، لن تسمح للمستوطنين بالتمدّد والتوسع في مستوطناتهم، على حساب أراضي الفلسطينيين". وأشار إلى أن "الحملات والفعاليات الشعبية ستتواصل في تلك المناطق لمواجهة ومجابهة الاستيطان".

وفي قرية أم صفا والتجمّعات القريبة منها، يعيش نحو 2500 فلسطيني، يعتمدون في حياتهم على الزراعة وتربية المواشي، ويتعرّضون في كثير من الأوقات لعمليات هدم لمساكنهم، فيما تحرمهم سلطات الاحتلال من التوسّع العمراني، وتضيق عليهم الحياة، لا سيما حرمانهم من مشاريع البنية التحتية.

وتُعوّل أربع قرى، على خزان المياه في أم صفا، وعدا عن المساعي الإسرائيلية لتدميره، إلا أنه قد أحيط في وقت سابق بحقول من الألغام، أزالها الاحتلال بعد رضوخه للفعاليات الاحتجاجية، والتي قام بها الأهالي والنشطاء الفلسطينيون.

وسبق أن منعت قوات الاحتلال المزارعين الفلسطينيين وأصحاب الأراضي، من الوصول إليها، بحجة أنها مناطق مصنفة بتصنيف "سي"، وفقاً لاتفاقية أوسلو، وتبلغ مساحتها نحو 1500 دونم من أصل 3 آلاف دونم. الأمر الذي دفع النشطاء إلى المشاركة في حملة "المليون شجرة" الثالثة، وهي حملة دولية انطلقت قبل أعوام في كافة المناطق المهددة بالاستيطان في الضفة، ولدعم المزارعين الفلسطينيين أيضاً.

اقرأ أيضاً: الاحتلال يصعد حربه ضد الأقصى بالسعي لحظر منظمتين فلسطينيتين

المساهمون