حماس: إعادة فتح الأبواب المغلقة

24 ديسمبر 2014
+ الخط -

يبدو أن الرغبة في إسقاط "حماس" باتت حقيقة محسوسة على أرض الواقع. هي رغبة، بُني عليها الكثير من السيناريوهات، لتغطية مشاريع بدأتها دولة الاحتلال الإسرائيلي، وتمر عبر أروقة أجهزة التنسيق الأمني، ويشترك فيها عدد من الدول العربية المجاورة، من ضمنها: مصر، وبعض دول الخليج العربي.
ويرجع السبب، لا إلى أن "حماس" جناح تابع لحركة الإخوان المسلمين، بل، لأنها، أضحت قادرة على تعرية كذبهم، واستغلالهم الشعب الفلسطيني وقضيته، ولأنها، قادرة على حمل السلاح من دون دعمهم، بوجه عدو لا يرحم.
الكذبة الكبيرة، التي يتم ترويجها هذه الأيام، أن حماس، تعمل، وتقود "مشروعات مضادة"، من شأنها، أن تمنع إعادة إعمار القطاع المدمر. إلا أن حقيقة الوضع تكمن في العمل على إفساح المجال لتطبيق مشروعات إقليمية، لا تكون حماس جزءاً منها، فهي تشكل عقبة أساسية في طريقهم.
في الوقت نفسه، لابد من القول إن ما سبق ليس إلا أموراً هامشية، لا تقاس بالمصيبة الكبرى التي تعاني منها القيادة الفلسطينية، ابتداءً بالشرعية التي سقطت بمجرد قبولها واستمراراها بدعم المحتل بشكل مبرمج، لتؤكد بذلك أن الأزمة التي تتفاعل في الداخل الفلسطيني، تبدأ وتنتهي، جراء استمرار أزمة ضعف القيادة، التي غابت منذ رحيل الرئيس الفلسطيني، ياسر عرفات.
هذه القيادة الشرعية التي تتظاهر، بحفاظها على حق الشعب الفلسطيني بالوجود، وتقرير مصيره، وحمايته، والدفاع عنه، وتدعو إلى سياسة إعمار القطاع، تعمل بالتزامن مع ذلك، على إفشال مشاريع المصالحة بين الأطياف السياسية الفلسطينية، والتصريح بعدم الرغبة في عودة حماس، وهي تثبت مجدداً، فشلها في احتواء المشكلات التي كانت سبباً فيها، وتؤكد، تفضيلها البقاء تحت الرحمة الإسرائيلية، على الجلوس مع الأطراف الفلسطينية الأخرى، التي أضحت بالنسبة إليها مجرد منافسين، يتوجب التخلص منهم، مهما كلف الأمر.
لذا، لن أستغرب لو صرح الرئيس محمود عباس بأن غزة باتت تشكل عبئاً ثقيلاً على كاهله، يتمنى أن يبتلعها البحر، للتخلص من معضلته، خصوصاً أن غزة، اليوم، على الرغم من عظم جراحها، تمثل تحدياً حقيقياً لبقائه.
وعليه، قد نتساءل، هل يصح أن نلوم حماس وحركات المقاومة إن عادت إلى إيران، بعدما أغلقت الأبواب بوجهها؟ وهل يصح أن نتتقد قيادات حماس، وأذرعها العسكرية تحديداً، إن أطلقت الأخيرة المزيد من الصواريخ باتجاه دولة الاحتلال الإسرائيلي؟ وهل يصح أن تخرج الدول العربية منتقدة حماس وقيادتها، وهم من أغلقوا كل الأبواب بوجهها؟
أخيراً، أعتقد أنه، في العام المقبل، ستطبق "حماس"، استراتيجيتها الجديدة، والتي تقوم، على إعادة فتح الأبواب المغلقة من جديد، انطلاقاً من مصلحتها، ومصلحة الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني المقاوم، على أمل إفساح المجال لها، وتركها وشأنها.

 

avata
avata
خالد عياصرة (الأردن)
خالد عياصرة (الأردن)