حليمة الأوسطة... سبعينية لبنانية تعلم الفتيات التطريز

18 اغسطس 2017
المتقاعدة اللبنانية حليمة الأوسطة تعلم الفتيات التطريز (العربي الجديد)
+ الخط -
تجاوز عمر السيدة حليمة الأوسطة السبعين، وهي واحدة من أولئك المتقاعدين اللبنانيين الذين لم يركنوا إلى زوايا بيوتهم، ولم يستسلموا لروتين حياة المسنين. تشعر الأوسطة أنها في سن العطاء الذي تستطيع من خلاله تقديم خدمات للناس في الميدان الإنساني المجتمعي.



ولدت حليمة الأوسطة في مدينة صيدا، جنوب لبنان، وتخرجت من دار المعلمين، ومنها انتقلت إلى التدريس المتوسط والأساسي، كان عملها الأول في بلدة برج الشمالي، لمدة سنة، وبعدها انتقلت إلى مدرسة الصرفند الجنوبية، ومن ثم إلى مدينة صيدا، حيث درّست في مدرسة الإصلاح المتوسطة.

تقول: "انتهت رحلة التدريس الطويلة إلى التقاعد، وبعد التقاعد حرت في أمري، ما الذي أستطيع القيام به، فقد اعتدت على العمل لسنوات طويلة، ولا أحب تضييع الوقت، ولذلك أحببت أن أتطوع في العمل الإنساني، فتطوعت بأكثر من جمعية خيرية، وكان من بينها: جمعية جامع البحر، ومؤسسة شجر وبشر".


وتضيف: "كان عند صديقتي جميلة أبو ظهر جمعية لتعليم السيدات والفتيات الخياطة والتطريز لحمايتهن مستقبلاً من العوز والحاجة، وبالفعل جئت إلى الجمعية وبدأت بتعليمهن، وهالني أن هناك العديد من الفتيات اللواتي لا يعرفن حتى إمساك الإبرة. بدأت بمهمتي، وعلمتهن بداية القطبة الإسطنبولية، وقطبة اللف، ومن ثم انتقلت لتعليمهن شك الخرز، وصرن يتفنن برسم ذلك على لوحات، كما أنهن صرن يخطن الأثواب ويزخرفنها".

وتواصل "فكرت لاحقاً بإعادة تدوير الأشياء التي تذهب إلى النفايات بعد الانتهاء من استخدامها، فمثلا تعلمت الفتيات كيف يصنعن كيساً مزخرفاً بالخرز، أو مشغولاً من القماش لوضع حاجياتهن، من كيس البصل الفارغ، فعوضاً عن رميه في النفايات، حولناه إلى شيء مفيد، وحافظنا أيضاً على البيئة من التلوث، كما نعمد إلى تدوير أشياء عديدة نستخدمها في البيت، ومنها الزجاجات الفارغة".




وترى الأوسطة أن هدف الجمعية تعليم الفتاة مهنة تخدمها في المستقبل، وتستطيع أن تمارسها في بيتها، لأن كثيرات منهن لم يتابعن دراستهن، ومنهن من لا يستطعن العمل خارج المنزل لأسباب عائلية أو مجتمعية، فضلاً عن عدم توافر فرص عمل.

تتابع: "تعلمت الفتيات كيفية زخرفة مناديل الرأس التي كانت تضعها النساء الكبيرات، كما تعلمن كيفية إعادة تدوير بيوت أوعية اللبن واللبنة التي نستهلكها في المنازل عوضاً عن أن نرميها، فنزينها بالقماش والخرز وغيرها من المواد المتاحة، وتستخدم لوضع الملاعق، أو الأقلام وغيرها".


وتحب الحاجة حليمة الندوات الثقافية، والشعر والأدب، وهي تحب سنها السبعيني، وتشعر بعد تقاعدها أن الحياة لم تتوقف، بل بدأت بنور جديد هو العمل الإنساني.

المساهمون