حلوى الملبن... استنساخ لبناني عن الأتراك

20 سبتمبر 2016
يعلَّق الملبن لمدة ثلاثة أيام كي يجف (العربي الجديد)
+ الخط -
يتربّع الملبن على عرش حلويات العيد في مدينة صيدا عاصمة الجنوب اللبناني. ومع اقتراب أيام العيد، ينهمك محمود النقوزي في محله الخاص لبيع الحلويات في صيدا، ببيع الملبن الذي ورث صناعته عن جدته، والتي أحضرت سرّ صناعته معها من تركيا عام 1927، بعدما تذوَّقته هناك، ليصير من الحلويات الشعبية المشهورة في لبنان، حتى أن حفيدها لُقّب بـ"ملك الملبن".

يلفت النقوزي، إلى أنّ صناعة الملبن لا تحتاج إلى أي آلات، بل تُصنَع يدويّاً. وتتمّيز عن غيرها بأنها تحتاج لوقت أكثر كي تصير جاهزة للأكل، وهي تحتاج للبال الطويل. تبدأ عملية صناعة الملبن بشك حبّات الجوز بالخيط بواسطة إبرة لتصير حبلاً بطول مترين، إذ تُبعَد الحبّة عن الأخرى حوالي 10سنتم، وتحتاج هذه العملية لحوالي خمسة عشر يوماً.

يضيف النقوزي: "تبدأ بعد ذلك عملية طبخ الملبن المكوّن من الطحين والسكر والمُستكة داخل حلّة من النحاس توضع على النار مع التحريك، حتى يصير السائل متجانساً ولزجاً، لنقوم بعدها بغطّ الحبال المشكوكة بحبّات الجوز بالسائل المطبوخ واحداً تلو الآخر. وتُعلَّق الحبال لمدة ثلاثة أيام كي تجفّ، لتشكَّل لوحة جماليّة وكأنّها مصابيح، ثم نقوم بغطها مرة ثانية وثالثة كل يوم بنفس الطريقة، وتبقى لمدة أسبوع معلّقة حتى تصير جاهزة للتقطيع والبيع بعد تغطيتها بالسكر الناعم".
ويؤكد النقوزي: "رغم أن بعض محلات الحلويات غيّروا من طريقة تحضير الملبن التقليديّة، إذ قاموا بغطه بالشوكولا والحليب، إلا أن الملبن ذا الطعم الأساسي، هو الأكثر إقبالاً ورواجاً".
يقول النقوزي: "علّمت هذه المهنة لأولادي الذين يقومون بمساعدتي عملاً بالمثل القائل: "من الجد إلى الولد إلى ولد الولد"، وأنا أقوم بعملية تصنيعها في منزلي الذي حوّلت جزءاً منه إلى مصنع للملبن، وتساعدني زوجتي وابني وابنتي. ونحن نحرص على عدم إعطاء سر الخلطة لأحد".

دلالات
المساهمون