التلميذ السوري الذي لطالما ردّد شعارات حزب "البعث"، يردّد اليوم عبارات جهادية تصحبها صيحات التكبير، في المدارس والمعسكرات التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش". هذا هو الحال بعد فرض داعش سيطرته على عدد من المناطق بعد الثورة.
تنتشر مدارس التنظيم في معظم الأراضي التي يسيطر عليها، خصوصاً في الرقة ودير الزور. ويشير الناشط وسام العرب لـ "العربي الجديد" إلى أن داعش "عمد إلى إقامة حلقات الاستتابة والدورات الشرعية للمدرّسين، مع إلزامهم بالبيعة أو يعاملون كمرتدين وتتخذ بحقهم الإجراءات القضائية المناسبة". ويوضح أن "التنظيم يستغل قطاع التعليم لاستقطاب الأطفال ونقل أفكاره إليهم من دون الاكتراث للعملية التعليمية. من جهة أخرى، فإن الأولوية بعد خضوع المدرّسين للدورات الشرعية، هي للقتال".
يتابع العرب أن "حلقات الاستتابة تهدف إلى غسل أدمغة المدرّسين والتلاميذ. ويركز التنظيم على تعليم الأطفال الجهاد ومعنى القتال، مستعيناً بروايات وفتاوى وقصص تاريخية لا تمتّ إلى الواقع بصلة، بالإضافة إلى العقيدة والتوحيد والجهاد وتكفير فصائل المعارضة والطواغيت (أي الحكام) من ضمن مادة التربية الدينية".
في المرحلتين الابتدائية والإعدادية، تدرّس مادة التوحيد المؤلفة من 179 صفحة، وتتضمن أصول التوحيد الثلاثة من خلال رسالة محمد عبد الوهاب، وهو أحد علماء الجزيرة العربية. أما اللغة العربية فتأتي في كتاب من 30 صفحة يتضمن شرحاً لألفية ابن مالك، بالإضافة إلى الفيزياء والكيمياء والرياضيات والعلوم، مع إلغاء مادتي اللغة الأجنبية والتاريخ "المزوّر".
لمدارس داعش شروط وقوانين صارمة. كذلك، فإن مدارس الإناث منفصلة عن مدارس الذكور، وينسحب الأمر على الطاقم الإداري والمدرّسين. ويشترط التنظيم أن ترتدي الفتيات عباءة سوداء ونقابا مع الدرع (قطعة قماش تغطي الصدر والخصر، توضع فوق الخمار).
ويُمنع على المدرّسين حلق اللحية بالشفرة، بالإضافة إلى إجبارهم على تقصير البنطال. في المقابل، تؤكد سلوى القاطنة في دير الزور أنه لا إقبال على هذه المدارس. تضيف أن التنظيم شيّد مدارس عديدة في العشارة والميادين والبوكمال، إلا أنها ما زالت تعاني من نقص في الكوادر بالإضافة إلى عدد التلاميذ. وتلفت إلى أن الدوام لم يبدأ بشكل رسمي، علماً أن داعش كان قد وزع تعميماً بضرورة إخلاء المدارس من النازحين مع اقتراب العام الدراسي.
تجدر الإشارة إلى أن التنظيم عمد إلى تغيير أسماء المدارس. على سبيل المثال، صار اسم مدرسة "محمد الفراتي" في مدينة الميادين، "نسيبة المازنية". أما مدرسة "زبيدة"، فصار اسمها "ابن تيمية".
اقرأ أيضاً: "لولاه لنهشتنا الكلاب"